أصيب أطباء مستشفى الأطفال الوطني في العاصمة الأمريكية واشنطن، بِحيرة كبيرة بعد اكتشاف حالة إصابة طفل حديث الولادة بفيروس كورونا، مختلفة عن جميع المصابين الأطفال، وقالت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، إن من بين 2000 طفل مصاب بالفيروس كان هناك طفل حديث الولادة يعاني من أعراض شديدة للفيروس.
الصحيفة أشارت في تقريرها، الأربعاء 24 فبراير/شباط 2021، إلى أنه عادة لا يعاني الأطفال من الأعراض الحادة للفيروس، ومنهم من لا تظهر عليه حتى أخف الأعراض، وفقاً لما أظهرته البيانات والدراسات من مختلف أنحاء العالم.
حمل الفيروس للطفل أكثر بـ51 ألف مرة
بحسب الصحيفة الأمريكية فإن المفاجأة كانت عندما قام الأطباء بقياس الحمل الفيروسي للطفل، ووجدوا أنه أكثر بـ51 ألف مرة من مستوى الحمل الفيروسي لدى الأطفال المصابين الآخرين.
إذ وجد الأطباء، بعد ترتيب التسلسل الجيني للفيروس، أن الطفل مصاب بسلالة جديدة من كورونا لم يروها من قبل.
نقل تقرير الصحيفة عن رئيسة الأمراض المعدية في المستشفى، روبرتا ديبياسي، قولها إنه لا يمكن استنتاج أي شيء من حالة واحدة لكن يجب التحذير من خطورة سلالة جديدة.
أشارت الصحيفة إلى أن الأطباء لا يعرفون ما إذا كانت حالة الطفل الذي شفي في سبتمبر/أيلول الماضي، علامة على أشياء قادمة أو تحورات مثيرة للقلق للفيروس.
كما نقل التقرير عن جيريمي لوبان، عالم الفيروسات في كلية الطب بجامعة ماساتشوستس، قوله إن الحمل الفيروسي بأنف الرضيع “في حد ذاته، صادم وجدير بالملاحظة”، لكن مع ذلك يصعب التكهن.
متحورات جديدة من فيروس كورونا
يُذكر أنه في الوقت الحاضر ثمة ثلاث نسخ متحورة تثير قلقاً شديداً، ظهرت للمرّة الأولى في إنجلترا وجنوب إفريقيا واليابان.
بموازاة ذلك، ثمة فئة ثانية من المتحورات تراقبها الأوساط العلمية العالمية، بسبب مواصفاتها الجينية التي قد تطرح إشكالية، غير أن انتشارها لا يزال محدوداً.
رغم إطلاق عدد من الدول حملات وطنية للتلقيح، يستمر كورونا في حصد مزيد من الضحايا، إذ تسبب في وفاة 2.474.437 شخصاً في العالم منذ أن أبلغ مكتب منظمة الصحة العالمية بالصين عن ظهور المرض، في نهاية ديسمبر/كانون الأول 2019.
فقد تأكدت إصابة أكثر من 111.641.390 شخصاً بالفيروس منذ ظهوره، وشفي من بينهم ما لا يقل عن 68.552.400 شخص.
ما هو الحمل الفيروسي؟
يشير مصطلح الحمل الفيروسي إلى كمية الفيروس في الدم، فكلما زاد الحمل الفيروسي لديك، زاد انتشار الفيروس في نظامك. أما الانخفاض فقد يتسبب في قلة عدد الجسيمات الفيروسية بالجسم.
يقول البروفيسور ريتشارد تيدر، الأستاذ الزائر في علم الفيروسات الطبية في كلية “إمبريال كوليدج” في لندن، إنه يشير عادة إلى كمية الفيروس القابل للقياس في حجم قياسي من المواد، عادةً الدم أو البلازما.
أضاف: “يشيع استخدامه لتحديد كيفية استجابة فيروس نقص المناعة البشرية لدى المريض، للعقاقير المضادة للفيروسات”.
فيما أشارت بعض الأبحاث المبكرة من الصين إلى أن الأشخاص الذين يتعرضون لحمل فيروسي أكبر، قد يواجهون أعراضاً أسوأ عندما يصابون بفيروس كورونا.
كما أوضح الدكتور إدوارد باركر، وهو زميل باحث بكلية لندن للصحة والطب الاستوائي، أن هذا هو الحال أيضاً بالنسبة للفيروسات مثل متلازمة الجهاز التنفسي الحادة (السارس) أو الإنفلونزا.
التسلسل الجيني عند الأطفال
اعتباراً من 11 فبراير/شباط، كان أكثر من 3 ملايين طفل في الولايات المتحدة قد ثبتت إصابتهم بفيروس كورونا منذ بداية الوباء.
حدثت أكبر الزيادات منذ منتصف نوفمبر/تشرين الثاني، عندما زادت الحالات بمعدل 100 ألف إلى 200 ألفٍ كل أسبوع. لكن التسلسل الجيني الضئيل ركز بشكل حصري تقريباً على البالغين.
قال الباحث بجامعة هارفارد، أدريان راندولف، الذي يقود جهوداً بحثية دولية حول الأطفال وفيروس كورونا، إنه في الأيام الأولى للوباء، أصيب عدد أقل من الأطفال، لذلك لم يتم منحهم الأولوية للتسلسل.
كما أضاف مستدركاً: “لكن الآن بعد أن ارتفعت الحالات بين الأمريكيين الأصغر سناً، والفيروس آخذ في التطور، فإن الحاجة إلى توسيع التسلسل أصبحت مُلحة”، على حد قولها.
قال راندولف: “قال مستشفيان، إن حالاتهم أكثر خطورة عند الأطفال لا تعني أن هذه مشكلة على الصعيد الوطني”، “لكن علينا التحقيق. مع المتغيرات الجديدة، يمكن أن يكون بعض هؤلاء الأطفال قد أصيبوا بها”.
بحسب الصحيفة الأمريكية فإن المتغيرات التي يتم تتبُّعها عن كثب في جنوب إفريقيا والبرازيل والمملكة المتحدة لها تغير في بروتين السنبلة الذي يؤثر على كيفية ارتباطه بالخلايا، والذي يخشاه العلماء أنه يجعل المتغيرات أكثر قابلية للانتقال أو ربما تكون قادرة على إعادة العدوى. يبدو أن آخر في كاليفورنيا يحتمل أن يكون أكثر مقاومة للعلاج بالأجسام المضادة وحيدة النسيلة.