كشفت صحيفة The Times البريطانية في تقرير لها نشرته يوم السبت 20 فبراير/شباط 2021 أن اطباء بريطانيين استطاعوا باستخدام تقنيات رائدة غنقاذ حياة أطفال مرضى بالقلب بعدما أعادوا إنعاش قلوب توقفت عن النبض بعد التبرع بها.
التقنية المستخدمة في إنعاش القلوب أسهمت حتى الآن في إنقاذ حياة ستة أطفال بريطانيين تتراوح أعمارهم بين 12 و16 عاماً، وذلك رغم إجراء العمليات في أجواء فيروس كورونا المميت، وهو ما استدعى المزيد من الاحترازات الطبية أثناء العمليات.
إنعاش قلوب لأطفال مرضى
آنا هادلي، طفلة تبلغ من العمر 16 عاماً، عثرت بعد عامين من وضعها في قوائم الانتظار، على المتبرع الذي يتوافق مع كافة مواصفاتها، وبفضل التقنية الجديدة التي لم تكن قد استخدمت قط مع الأطفال، خاضت آنا، التي كانت وقتها في الخامسة عشرة من عمرها، العملية بنجاح وخرجت منها بقلب جديد ينبض بداخلها.
التقنية الجديدة أطلق الأطباء عليها جهاز “القلب في صندوق” heart-in-a-box، أو نظام ترانس ميديكس لحفظ الأعضاء TransMedics Organ Care System OCS، ساهمت مع متبرع مجهول، في إنقاذ حياة الطفلة.
'We reanimated hearts outside the human body into a box.'
Dr Marius Berman explains how surgeons have been able to make hearts beat again after they had stopped by using a 'heart in a box' machine.
Get more on this story: https://t.co/AVquteN7pD pic.twitter.com/MHULTAbe7a
— Sky News (@SkyNews) February 21, 2021
خروج الطفلة من المستشفى
في غضون 24 ساعة، كانت آنا تجلس في سريرها وتتحدث مع جدتها، بعد أسبوعين، خرجت من المستشفى، وبعد عدة أسابيع كانت تلعب الهوكي مع أصدقائها.
بعد حالة الطفلة آنا كان خمسة أطفال بريطانيين آخرين قد تلقوا قلوباً جديدة والأطفال الستة جميعهم بصحة جيدة وفي منازلهم الآن يعيشون حياة طبيعية مع عائلاتهم.
الدكتور جاكوب سيموندز، استشاري زراعة الأعضاء في مستشفى غريت أورموند ستريت، قال في تصريحات صحفية: “إن التقنية الجديدة تغير قواعد اللعبة برمتها. فقد بات من الممكن بواسطتها إنقاذ المزيد والمزيد من الأطفال”.
من جانبه قال الدكتور، جون فورسيث، المدير الطبي لقسم التبرع بالأعضاء وزراعتها بهيئة الخدمات الصحية البريطانية: “إن هذه التقنية ستنقذ الكثير من الأرواح هنا وفي جميع أنحاء العالم”.
يذكر أنه ولفترات زمنية طويلة كان الجراحون قادرين على إجراء عمليات زرع القلب باستخدام قلوب لمتبرعين بعد التحقق من وفاتهم دماغياً، في حين تستمر قلوبهم في النبض على نحو طبيعي. لكن بعد الحصول على الموافقة من أسرة المتبرع، يُحتفظ بالقلب في جسم المتبرع، حتى دقائق قبل نقله وزرعه في جسد مريض آخر. وتعرف هذه بعمليات التبرع ما بعد الموت الدماغي.
رغم ذلك فإن الاستعانة بالقلوب التي تتم استعادتها بعد الموت القلبي، “التبرع بعد موت الدورة الدموية” (DCD)، لطالما اعتُبرت عملياتها الجراحية شديدة الخطورة، لأن الوفيات القلبية واحتمالات توقف القلب عن العمل أكثر شيوعاً من وفيات جذع الدماغ.
ابتكار جهاز جديد
من ناحية أخرى فإنه بعد ابتكار الجهاز الجديد، تم حل هذه المشكلة. فالجهاز يحاكي جسم الإنسان، من جهة أنه يحافظ على القلب بعد الحصول عليه من المتبرع في وعاء يحتوي على محلول كيميائي، ويُربط القلب بدائرة كهربائية معقمة تبقيه دافئاً، ثم يُستعاد النبض ويُحفظ القلب في سائل يعمل على تقليل احتمالات تلف عضلة القلب.
6/10 Our team (experts in DCD heart retrieval) retrieves the heart and transfers it to GOSH (experts in paediatric heart transplants) who implant it.
In Feb 2020, the world's first child heart transplant using this technique was performed, by the NHS.https://t.co/iFJvvF9UJU
— Royal Papworth Hospital NHS FT 💙 (@RoyalPapworth) February 21, 2021
يذكر أنه قد أُجريت أول عملية زراعة قلب “ميت” لبالغين في العالم في أستراليا في عام 2014. ثم أُجريت أول عملية زرع قلب من هذا النوع في أوروبا في مستشفى بابوورث الملكي التابع لجامعة كامبريدج البريطانية، في عام 2015.
رغم التقدم في عمليات زراعة القلب لا تزال عمليات زراعة القلب “الميت” للبالغين فناً ناشئاً يتلمس خطواته الأولى. إذ لم تُجر العمليات من هذا النوع حتى الآن إلا في خمس دول فقط: المملكة المتحدة والولايات المتحدة وبلجيكا والنمسا وأستراليا. أما عمليات زراعة القلب الميت لأطفال، فهي أصعب وأشد ندرة.
في المقابل وبالعودة للمشكلة الاساسية فإن العالم في عمومه يعاني نقصاً فيما يتعلق بالتبرع بالأعضاء. ويزداد النقص حدة فيما يتعلق بالأطفال، إذ يواجه الأطفال فترات انتظار أطول لأنه يصعب العثور على الحجم المناسب للعضو.