طالبت شقيقتا الناشطة السعودية البارزة في مجال حقوق المرأة، لجين الهذلول، الخميس 11 فبراير/شباط 2021، بتمتيعها بعدالة حقيقية، وذلك غداة الإفراج عنها من السجن، بعد أن قضت فيه 1001 يوم، بتهمة “الإرهاب”.
ودافعت لجين (31 عاماً)، عن حق المرأة في قيادة السيارات وإنهاء نظام ولاية الرجل بالمملكة، وقضت نحو ثلاث سنوات وراء القضبان في قضية لاقت إدانة دولية، وما زالت ممنوعة من السفر لمدة خمس سنوات بموجب حكم المحكمة.
عدالة حقيقية
لينا الهذلول صرحت في مؤتمر صحفي على الإنترنت، قائلةً: “ما نريده الآن هو عدالة حقيقية. أن تصبح لجين حرة تماماً من دون شروط”.
كما أضافت أن شقيقتها عاقدةٌ العزم على مقاومة منعها من السفر، وأن والدَيهم ممنوعان أيضاً من مغادرة المملكة. وغردت لينا مع صورة للُجين، تقول إنها مبتسمة لكنها أنحف من ذي قبل.
أما شقيقتها الأخرى علياء، فقد قالت في المناسبة نفسها، إنها “عاقدةٌ العزم تماماً على استخدام كل الوسائل الموجودة في إطار القانون بالمملكة، لاستنفاد كل الإمكانيات من أجل نيل حقوقها”.
كما أضافت أن لجين حالياً في منزل العائلة، وأن الأسرة تشعر بسعادة غامرة للمّ شملها معهم.
اعتقال لجين
كان ذاك في مارس/آذار 2018 بدولة الإمارات حيث كانت تدرس، وأُعيدت جواً إلى السعودية دون إرادتها.
في ديسمبر/كانون الأول 2020، صدر حكم بسجنها نحو ستة أعوام بموجب قوانين فضفاضة لمكافحة الإرهاب، لإدانتها بممارسة أنشطة تشمل الدعوة إلى إنهاء ولاية الرجل، والتواصل مع جماعات حقوقية عالمية ونشطاء ودبلوماسيين أجانب ووسائل إعلام دولية. وقال خبراء حقوقيون في الأمم المتحدة، إن هذه الاتهامات “مفبركة”.
إذ قضت المحكمة بسجنها ثلاث سنوات، أمضت معظمها بالفعل قيد الاحتجاز على ذمة القضية، وأوقفت المحكمة تنفيذ عامين وعشرة أشهر من العقوبة المقررة.
بينما تقول جماعات حقوقية وعائلتها، إن لجين تعرضت للتعذيب بما شمل الصعق بالكهرباء والإيهام بالغرق والجلد والاعتداء الجنسي.
في الجهة المقابلة، نفت السلطات السعودية هذه الاتهامات، وقالت عائلة لجين إن محكمة استئناف سعودية رفضت ادِّعاء لُجين أنها تعرضت للتعذيب في السجن، معللةً ذلك بعدم كفاية الأدلة.
فيما لم يعلق مسؤولون سعوديون علناً على إدانة لجين الهذلول أو الحكم عليها أو الإفراج عنها.
ترحيب دولي
أبداه الرئيس الأمريكي جو بايدن، مساء الأربعاء 10 فبراير/شباط 2021، حيث قال في مؤتمر صحفي، بُث على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، إن إطلاق السعودية سراح لجين الهذلول “قرار صحيح وصائب”.
إضافة إلى الأمم المتحدة، التي رحبت بإطلاق سراح الناشطة السعودية لجين الهذلول، مطالبةً الرياض بمزيد من الإفراجات.
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها ستيفان دوغاريك، المتحدث باسم الأمين العام أنطونيو غوتيريش، للصحفيين، تعليقاً على تقارير إعلامية تفيد بإطلاق الهذلول بعد احتجازٍ دامَ نحو 3 أعوام.
وقال دوغاريك: “بالطبع نحن نرحب بإطلاق سراحها (لجين الهذلول)، ومن المهم أن يتم الإفراج عن الآخرين الذين يقبعون في السجون ويواجهون الظروف والأسباب ذاتها”.
كما تابع: “من المهم إطلاق سراح هؤلاء وإسقاط التهم الموجهة إليهم”.