حذر المكتب الفدرالي للشرطة الجنائية النمساوية من وجود خطر متزايد قد يتعرض له سياسيون وعلماء من جانب منكري وجود فيروس كورونا والمؤمنين بنظريات المؤامرة. وقال المكتب إنه يراقب تطور مشهد احتجاجات كورونا عن كثب
وقال هولجر كومبردوفر رئيس المكتب لمجلة كورير اليوم السبت إننا نرى ونرصد التزايد المضطرد في عدد التهديدات والأعمال العدائية ، مضيفاً أن “الأمر لا يتعلق بالسياسيين فقط، ولكن أيضًا بأشخاص آخرين مثل علماء الفيروسات، الذين يظهرون بشكل خاص في وسائل الإعلام للحديث عن الوباء.”
وأضاف كومبردوفر أن مكتب التحقيقات يسجل بشكل متزايد اعتداءات على الصحفيين، مشيراً إلى أنه سيتم أيضاً الأخذ في الاعتبار “النقاشات الحامية” في وسائل التواصل الاجتماعي”، مؤكداً على أن المكتب الفدرالي للشرطة الجنائية يراقب تطور مشهد احتجاجات كورونا عن كثب.
وقال كومبردوفر إن من بين تلك الجهات والأشخاص الذين قد يشكلون خطراً وينطوون تحت ما بات يعرف بـ”حركة التفكير الجانبي” مثل المؤمنون بنظرية المؤامرة، والغيبيون، وكذلك المتطرفين اليمينيين، مشيراً إلى أن “هناك تقارب مع الراديكاليين، ولكن حتى الآن لم يتم اختراق حركة الاحتجاج تلك بشكل كامل”.
وقال إنه في الوقت نفسه أصبح من الواضح أن عدد الجرائم ذات الدوافع السياسية قد ارتفع بشكل كبير العام الماضي، بما في ذلك جرائم كراهية الأجانب والعنصرية ومعاداة السامية، وقال إن “هذا يثير قلقنا بشكل كبير لأن الأمر غالبًا ما يبدأ بالتعبئة والتطرف على شبكة الانترنت لتظهر تأثيراته لاحقاً في العالم الواقعي أيضًا.”
وأشار كومبردوفر إلى أنه بسبب الجائحة، شهدت بعض مجالات الجريمة انحسارا، بينما شهدت مجالات أخرى رواجا، وقال “خلال أشهر الإغلاق على وجه الخصوص، غابت فرص ارتكاب جرائم أمام المجرمين. عندما يمكث الناس في منازلهم، يصبح اقتحام المنازل أكثر خطورة. عندما لا يكون هناك حشود، لن يكون هناك فرصة للنشالين. لكن لسوء الحظ، يمكن للمجرمين التكيف ونقل جرائمهم إلى حيث يكون الناس أكثر تواجدا أثناء الإغلاق، أي على الإنترنت”، مضيفا أن الجرائم الإلكترونية زادت بوجه عام بشكل كبير في العام الماضي.
استياء متزايد من إدارة الحكومة لأزمة كورونا
من ناحية اخرى، كشف استطلاع حديث للرأي تزايدا في استياء النمساويين من إدارة حكومة بلدهم لأزمة جائحة كورونا. وفي الاستطلاع، الذي أجراه معهد “يوجوف” لقياس مؤشرات الرأي بتكليف من وكالة الأنباء النمساوية (APA، صنف 50 بالمائة ممن شملهم الاستطلاع الإجراءات الحكومية على أنها إيجابية، مقابل 57% فى أكتوبر الماضي، وكانت النسبة قد بلغت 67% خلال موجة كورونا الأولى في أبريل الماضي.
وفي المقابل، ذكر حاليا 19% ممن شملهم الاستطلاع أنهم “غير راضين للغاية” عن إدارة الحكومة للأزمة، بينما قال 26% إنهم “غير راضين إلى حد ما”. ولم تحدد 5% موقفها من الأمر.
وبلغت نسبة الرضا عن إدارة الحكومة للأزمة بين أنصار حزب الشعب ، المنتمي إليه المستشار سيباستيان كورتس، 70%، مقابل 67% لأنصار حزب الخضر المعارض المشارك فى الأتلاف الحكومى، و57% لأنصار الحزب الاشتراكي الديمقراطي، 16% لأنصار حزب الحرية اليميني الشعبوي.