دُفن قطب القمار الأمريكيُّ شيلدون أديلسون، الجمعة 15 يناير/كانون الثاني 2021، في جبل الزيتون بمدينة القدس، بعد أن كان واحداً من أبرز المهندسين لاعتبارها “عاصمة لإسرائيل”، كما وصفه رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بأنه “يهودي وطني كبير”، إذ توفي أديلسون، الإثنين 11 يناير/كانون الثاني، عن عمر ناهز 87 عاماً، متأثراً بإصابته بمرض السرطان.
وكان أديلسون قد تمكن عام 2017، من تحقيق “هدفه المنشود”، عندما اعترف الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بالقدس عاصمةً لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إلى المدينة، وهي الخطوة التي خالفت سياسة أمريكية دامت عقوداً، وأدت إلى خلاف بين واشنطن ومعظم دول العالم وأثارت غضب الفلسطينيين.
جنازة في القدس
حسب وكالة “رويترز” للأنباء، فقد اتَّشح المُشيعون بالسواد ووضع بعضهم القلنسوة اليهودية، في حين وضع الجميع كمامات أثناء دفن أديلسون، بحضور زوجته إسرائيلية المولد ميريام وأفراد من العائلة.
والخميس 14 يناير/كانون الثاني، كشفت صور نشرتها صحيفة “يسرائيل هيوم”، أن نتنياهو كان في استقبال جثمان أديلسون عند وصوله إلى مطار بن جوريون في نعش ملفوف بالعلمين الأمريكي والإسرائيلي.
وفي يوم الإثنين، أعلنت شركة لاس فيغاس ساندس كورب، التي حوَّلها أديلسون لأكبر شركة لكازينوهات القمار في العالم، وفاته يوم الإثنين، بسبب إصابته بالسرطان.
إضافة إلى دعمه الكبير لإسرائيل، فإن أديلسون اشتُهر بكونه “رجل القمار الأول في العالم”، على الرغم من أنه ينحدر من عائلة يهودية فقيرة، تقيم في بوسطن الأمريكية.
إذ أسس فنادق وكازينوهات للقمار في لاس فيغاس ومكاو وسنغافورة. وأصبح شخصية مهمة ومؤثرة في السياسات الأمريكية والإسرائيلية بفضل ثروته، إضافة إلى كونه رجل “التبرعات الأول للقضايا اليهودية”.
“أكبر داعم للاستيطان”
بهذه العبارة، نعى رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الثلاثاء، شيلدون، الذي يعتبر أيضاً الممول الأبرز للحملات الانتخابية له، وعرّاب حملاته الإعلامية، إذ إن الأخير يملك صحيفة “إسرائيل اليوم” العبرية.
كان نتنياهو، الذي كان مقرباً من المليونير اليهودي، قد كتب بحسابه على تويتر: “سوف نتذكر إلى الأبد شيلدون ومساهمته الهائلة لإسرائيل”.
كما مضى نتنياهو: “كان شيلدون وزوجته ميري من أكبر المساهمين في التاريخ للشعب اليهودي والصهيونية والاستيطان ودولة إسرائيل”.
قبل أن يضيف: “جهود شيلدون العظيمة لتعزيز مكانة إسرائيل في الولايات المتحدة ولتعزيز العلاقة بين إسرائيل والشتات، ستبقى في الذاكرة لأجيال”.
راعي حملاته الانتخابية
يشار إلى أن أديلسون استُدعي في 2017-2018؛ للإدلاء بشهادته في قضية فساد اتُّهم فيها نتنياهو، بحسب قناة “كان” الرسمية.
تُعرف القضية إعلامياً باسم “الملف 2000″، وتتعلق بمساومة نتنياهو ناشر صحيفة “يديعوت أحرونوت” أرنون موزيس، على الحصول على تغطية إعلامية إيجابية له ولأسرته، مقابل التضييق على صحيفة “إسرائيل اليوم” المنافِسة.
كما أسس أديلسون صحيفة “إسرائيل اليوم” (يسرائيل هيوم) عام 2007، واشترى لاحقاً موقع ” NRG” الإخباري، وصحيفة “ماكور ريشون”.
وفي عام 2009 تلقى الملياردير اليهودي جائزة هرتزل، التي تمنحها المنظمة الصهيونية الأمريكية، تقديراً لـ”نشاطاته الصهيونية”.
وتبرع أديلسون بعشرات الملايين من الدولارات لمؤسسات وجمعيات صهيونية مثل “يد فاشيم” التي تنشط في مجال تخليد ذكرى الهولوكوست، وجامعة “آرئيل” الواقعة بالمستوطنة التي تحمل الاسم ذاته والمقامة على الأراضي الفلسطينية شمال الضفة الغربية المحتلة.