اشتهر الطفل، صموئيل ريشيفسكي، الذي لقب بـ«معجزة الشطرنج» في القرن العشرين بعدما هزم 20 لاعبًا من خبراء لعبة الشطرنج حول العالم، في مباراة عُقدت بالأكاديمية العسكرية الأمريكية بـ«ويست بوينت»، في جولة واحدة، عام 1920 وعمره لم يتجاوز 9سنوات، ولكنه ورغم إنه كرس حياته للعبة الشطرنج لم يحصد لقبًا عالميًا واحدًا منها، فما هي قصته؟
نبوغ مُبكر
ولد، صموئيل هيرمان ريشيفسكي، في 26 نوفمبر 1911، بمدينة «أوزركوف» البولندية، التي كانت ضمن الإمبراطورية الروسية، آنذاك.
بدأ شغفه بلعبة الشطرنج منذ نعومة أظافره، إذ ظهر تعلقه بها منذ سن عامين مع بداية تحكمه في حركة يديه، وفي سن 4 أعوام تطورت قدرته على خوض مباريات بها، حتى بدأ فعليًا في خوض مباريات تنافسية مع أقوى لاعبي الشطرنج من البالغين بمدينته، وفي السادسة من عمره ذاع صيته كـ«طفل معجزة».
انتصارات واثقة وشهرة دولية
وعقب انتقال أسرته إلى مدينة «أوود»، بولندا، لاحظ المدير الفني البولندي الشهير جورج سالف، موهبته، وأتاح له فرصة للمشاركة في بطولة للشطرنج في فيينا، النمسا، 1917 وهُناك كان منافسًا قويًا لعدد من اللاعبين البالغين؛ وأظهر مهارته أمام منافسين من كبار لاعبي الشطرنج من باريس ولندن وفيينا وبرلين، لكنه لم يتمكن من حصد لقب.
حصد، ريشيفسكي، شهرة دولية في لعبة الشطرنج، في سن مبكرة؛ إذا قام بجولة في عدد من البلدان برفقة المدير الفني، جورج سالف، خاض خلالها 23 مباراة، في عدد من البلدان الأوروبية كباريس ولندن وفيينا وبرلين، انتهت 4 مباريات منها بالتعادل، فيما حقق في الـ19 مباراة الأخرى انتصارات واثقة.
هزم خبراء الشطرنج وعمره 9 أعوام
في أعقاب الحرب العالمية الأولى، وتحديدًا عام 1921 هاجر ريشيفسكي، برفقة أسرته إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وبصفته طفل ولد لأسرة يهودية بسيطة، نال تعاطفًا وشعبية كبيرة لكونه طفل «سامي» لديه نبوغ مُبكر في لعبة شهيرة رغم صغر سنه، ما أتاح له فرصة لمنافسة 20 لاعبًا من كبار خبراء الشطرنج، بساحة الأكاديمية العسكرية الأمريكية، بـ«بويست بوينت»، نيويورك؛ حيث فاز في 19 مباراة وتعادل في مباراة واحدة، ولٌقب بـ«معجزة الشطرنج في القرن العشرين».
وقبل إتمامه التاسعة من عمره لعب، ريشيفسكي، خاض أكثر من 1500 مباراة كان بينها منافسات متزامنة، وعلى الرغم من ذلك لم يخسر منها سوى 8 مباريات فقط.
تضحيات ولكن
ضحى، ريشيفسكي، بالتعليم، وكرًس حياته لاحتراف الشطرنج، ليكتشف في الثانية عشر من عمره أنه بحاجة إلى التعليم، ما دفعه للتخلي عن شغفه لنحو سبع سنوات؛ للإلتفات إلى دراسته، بدأت منذ عام 1924 حتى عام 1931 بإنتهاء مرحلة التعليم الثانوي.
عاد، ريشيفسكي، لممارسة الشطرنج من جديد عقب اتمامه مرحلة التعليم الثانوي والتحاقه بجامعة «شيكاجو» التي تخرج منها عام 1934.
حصد لقب بطل لعبة الشطرنج على المستوى المحلي بأمريكا، في الأعوام (1936-1944، 1946-1948، 1969-1972)، لكنه لم يتمكن من الحصول على لقب بطل العالم في اللعبة رغم كونه اللاعب الأكثر شهرة في النصف الأول من القرن العشرين.
نافس، ريشيفسكي، في بطولة العالم للشطرنج منذ منتصف الثلاثينيات إلى منتصف الستينيات دون الفوز باللقب، بل تعادل في المركز الثالث في بطولة العالم للشطرنج عام 1948، كما تعادل بالمركز الثاني في بطولة المرشحين لعام 1953، وكان خضوعه للضغوط المادية، بصفته عائل أسرته، أحد الأسباب التي أدت إلى عدم حصوله على لقب عالمي رغم موهبته، حسب ما ما أورده في كتابه حول اللعبة «chess upsets».
كرًس، ريشيفسكي، حياته لشغفه بلعبة الشطرنج، حتى أصبح الاسم الأشهر في عالم الشطرنج، في النصف الأول من القرن العشرين، رغم عدم قدرته من حصد لقب عالمي بها، حتى توفي في 4 أبريل عام 1992، عن عمر يناهز 81 عام.