وصل وزير المالية القطري علي العمادي إلى القاهرة يوم الثلاثاء 5 يناير/كانون الثاني 2021 قادماً على رأس وفد من الدوحة في طائرة خاصة في زيارة رسمية تستغرق بضع ساعات وذلك وفقاً لوكالة الأنباء الألمانية وللجزيرة مباشر.
حيث تعد زيارة وزير المالية القطري أول رحلة رسمية لمسؤول قطري تعبر الأجواء السعودية والمصرية بشكل مباشر من قطر وذلك منذ بدء الحصار في عام 2017.
في المقابل سوف يشارك الوزير القطري في افتتاح فندق “سانت ريجيس” والموجود على كورنيش نيل القاهرة الذي تمتلكه شركة الديار القطرية، على أن يعود إلى بلاده مساء نفس اليوم أو صباح اليوم التالي.
استثمارات شركة الديار القطرية في مصر
يذكر أن شركة الديار القطرية المالكة لفندق “سانت ريجيس” على كورنيش نيل القاهرة، والذي يقع فى مكان مميز بين المتحف المصري وجامعة الدول العربية، حصلت على رخصة التشغيل وتجهز لافتتاح الفندق وتمكّنت من استخراج التراخيص واشتراطات الحماية المدنية والتي عطّلت افتتاح الفندق أكثر من 6 سنوات.
حيث تبلغ استثمارات المشروع أكثر من 1.3 مليار دولار ويضم المشروع برجين بإجمالى 515 وحدة بإجمالى مساحة 9360 متراً مربعاً.
الخليجي في السعودية الثلاثاء “بيان العلا” الذي قال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إنه “لتأكيد التضامن والاستقرار”، خلال قمة هدفت إلى بدء حل الأزمة القائمة بين قطر وأربع دول عربية منذ أكثر من ثلاث سنوات.
ووقع القادة المجتمعون في مدينة العلا في شمال غرب السعودية في إطار قمة لمجلس التعاون الخليجي بياناً، في حضور مستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وصهره جاريد كوشنر. كما وقَّع على البيان وزير الخارجية المصري سامح شكري، وفق ما ذكرت وزارة الخارجية المصرية.
جهود الكويت للتصالح
كان ولي العهد السعودي ألقى كلمة قال فيها إن جهود الكويت والولايات المتحدة أدت “بتعاون الجميع، للوصول إلى اتفاق بيان العلا الذي سيتم توقيعه في هذه القمة المباركة، والذي جرى التأكيد فيه على التضامن والاستقرار الخليجي والعربي والإسلامي، وتعزيز أواصر الود والتآخي بين دولنا وشعوبنا، بما يخدم آمالها وتطلعاتها”.
كما أضاف “نحن اليوم أحوج ما نكون لتوحيد جهودنا للنهوض بمنطقتنا ومواجهة التحديات التي تحيط بنا، خصوصاً التهديدات التي يمثلها البرنامج النووي للنظام الإيراني وبرنامجه للصواريخ البالستية ومشاريعه التخريبية الهدامة”.
العلاقات مع قطر، متهمة إياها بالتقرب من إيران ودعم مجموعات إسلامية متطرفة، الأمر الذي نفته الدوحة.
ضغوط أمريكية من أجل التصالح
في السياق ذاته فقد مارست واشنطن ضغوطاً كثيفة على الدول المتخاصمة لحلّ الأزمة، مشدّدة على أنّ وحدة الخليج ضرورية لعزل إيران مع اقتراب ولاية الرئيس دونالد ترامب من نهايتها.
كانت الدول الأربع اتخذت إجراءات لمقاطعة قطر، بينها إغلاق مجالها الجوي أمام الطائرات القطرية، ومنع التعاملات التجارية مع الإمارة ووقف دخول القطريين أراضيها، ما تسبب بفصل أفراد عائلات من جنسيات مختلطة عن بعضهم.
في حين يرى محلّلون أن الأزمة دفعت الدوحة إلى تقارب بشكل أكبر مع طهران، ومكّنتها من تعزيز قدرات الاكتفاء الذاتي على الصعيد الاقتصادي.
فعقب إغلاق السعودية مجالها الجوي، اضطرت الطائرات القطرية للتحليق فوق إيران، غريمة الرياض وواشنطن التقليدية، ودفع رسوم باهظة لطهران لذلك، (أكثر من مئة مليون دولار سنوياً، وفق صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية).
وبعد وقت قصير، كان في الإمكان مشاهدة سائقين جنوب الدوحة على طريق سلوى السريع الهادئ في العادة يسيرون نحو الحدود مع السعودية، مطلقين أبواق سياراتهم وملوحين بأذرعهم فرحاً من سياراتهم.
استقبال حار لأمير قطر
كان الأمير محمد بن سلمان في استقبال أمير قطر لدى نزوله من الطائرة في مطار العلا، وتعانق الرجلان اللذان كانا يضعان كمامة للوقاية من وباء كوفيد-19، وتبادلا بضع كلمات قبل أن يتجها إلى سيارة ليموزين أقلتهما إلى مكان الاجتماع وهو مبنى جدرانه الخارجية مغطاة بمرايا تعكس الصحراء المحيطة.
وهي الزيارة الأولى لأمير قطر إلى المملكة منذ بدء الأزمة.
فيما يضم مجلس التعاون ست دول هي بالإضافة إلى السعودية والبحرين والإمارات وقطر، الكويت وسلطنة عمان اللتان بقيتا على الحياد خلال الأزمة.
كانت الدول الأربع التي قاطعت قطر أصدرت في 2017 قائمة تضم 13 مطلباً من قطر تشمل إغلاق شبكة “الجزيرة” الإعلامية وخفض مستوى علاقات قطر مع تركيا. لكن الدوحة لم تستجِب لأي من المطالب.
ويبدو أن الاتفاق الشامل لإعادة العلاقات إلى طبيعتها ليس جاهزاً بعد. إنما هناك حرص ظاهر من الجميع على التركيز على الإيجابية