دعا سياسيون أوروبيون خلال المؤتمر، الذي تنظمه “اللجنة الدولية للبحث عن العدالة”، العالم للتعامل مع نظام إيران على أنه”عراب الإرهاب الدولي”ووضع حد لإرهابه مؤكدين أن سياسة المساومة لا تنفع مع طهران.
فقد ألقى الإرهاب الإيراني بظلاله على الاتحاد الأوروبي، الذي عانت منه دوله، وتم إحباط العديد من العمليات التي تستهدف أمنها، وبينها قضية الدبلوماسي الإرهابي الإيراني، أسد الله أسدي.
ودعا جوليو ترتزي وزير الخارجية الإيطالي السابق خلال المؤتمر الذي عقد عبر الاتصال المرئي، الخميس، حول “إرهاب النظام الإيراني وسياسة أوروبا”، القادة الأوروبيين للتعامل مع النظام الإيراني كـ”عراب إرهاب دولي”.
وقال خلال كلمته في مؤتمر المقاومة الإيرانية، إن الإرهابي أسد الله أسدي سافر إلى 11 دولة أوروبية 289 مرة لكي يدفع أموالا لعملاء النظام الإيراني، مطالبا أوروبا بوضع حد لأعمال لإرهاب إيران.
واتهم جوليو ترتزي، وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف بالتورط في العمل الإرهابي الذي قام به أسد الله أسدي في أوروبا، مشيرا إلى أن يجب وضع المخابرات الإيرانية والحرس الثوري على قائمة الإرهاب في الاتحاد الأوروبي.
من جانبه، أكد الدكتور أليخو فيدال كوادراس، نائب الرئيس السابق للبرلمان الأوروبي، أن سياسة المساومة مع نظام طهران لا تعمل على الإطلاق.
وفي كلمته بالمؤتمر قال كوادراس، إن مرشد غيران علي خامنئي والرئيس الإيراني حسن روحاني ووزير الخارجية جواد ظريف كان لديهم علم بمحاولة الإرهابي أسد الله أسدي، الذي جاء بقنبلة قوية إلى أوروبا في طائرة مدنية من طهران إلى فيينا.
ستروان ستيفنسون، منسق حملة من أجل التغيير في ايران بأوروبا، تساءل لماذا لا يسأل الاتحاد الأوروبي عن جريمة النظام الإيراني بقتل 1500 متظاهر في نوفمبر/تشرين الثاني 2019.
وتابع، منذ 1999 إلى الآن سياسة أوروبا المساومة مع النظام الإيراني وهذا يرسل لطهران رسالة خاطئة.
وشدد منسق حملة من أجل التغيير في ايران بأوروبا، على أن “أسدي بالإضافة لعمله الإرهابي قام بتوزيع أموال على عملاء نظام إيران خلافا لموقعه الدبلوماسي.”
بدوره، شدد بائولو كازاكا، عضو سابق في البرلمان الأوروبي، على أن سياسة المساومة الخاطئة من قبل أوروبا شجعت النظام الإيراني على القيام بأعمال إرهابية في الأراضي الأوروبية.
وتابع: أن اتفاقية فيينا تجرم القيام بالأعمال الإرهابية وحمل القنابل من قبل الديبلوماسيين كما فعل أسد الله أسدي، ومنح الحصانة للإرهاب هو الذي سمح لإيران بزرع الموت والدمار في جميع أنحاء العالم.
وأكد أن الإرهاب الإيراني لا يختلف أيدلوجيا بأي حال عن النازيين.
الضغط على إيران
وطالب أكثر من عشرين من كبار المسؤولين الأوروبيين، بتصنيف قوات الحرس ووزارة الاستخبارات ككيانات إرهابية.
واكدوا في بيان مشترك، أن سياسة أوروبا تجاه إرهاب الدولة الإيراني عقيمة، ويجب تقليص العلاقات الدبلوماسية ، حتى تقدم إيران تأكيدات بأنها ستوقف أجهزتها الإرهابية في أوروبا.
البيان الذي جاء بمبادرة من جوليو تيرزي، وزير خارجية إيطاليا السابق، ينتقد بشدة رد فعل الاتحاد الأوروبي تجاه الإرهاب الذي يرعاه النظام الإيراني، مشددًا على ضرورة اتباع نهج حازم تجاه ابتزاز طهران واحتجاز الرهائن، وشدد على أن “استرضاء هذا النظام كإطعام التمساح”.
وقال المسؤولون، ومن بينهم وزراء سابقون في فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة وإيطاليا وبلجيكا وفنلندا وبولندا وأيرلندا وسلوفينيا وليتوانيا وسلوفاكيا وألبانيا، بالإضافة إلى الرئيس السابق ورئيس وزراء رومانيا، إن محاكمة أولئك الذين أصدروا الأوامر في مؤامرة طهران الإرهابية على الأراضي الأوروبية كان “إجراءً ضرورياً ورادعاً ضد راعي إرهاب الدولة في العالم اليوم”.
وبعد ما يقرب من عامين ونصف من التحقيق، استمعت محكمة في أنتورب إلى قضية أربعة متهمين، من بينهم دبلوماسي إيراني (أسد الله أسدي) لمحاولتهم تفجير تجمع ضخم للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في يونيو 2018 في فيلبينت بفرنسا.
ولو نجحت مؤامرة التفجير الإرهابية في يونيو 2018 في فيلبينت، لقُتل المئات من الأبرياء بمن فيهم مواطنون أوروبيون وشخصيات سياسية بارزة من جانبي الأطلسين حسب البيان.
وخلص جهاز أمن الدولة البلجيكي إلى أن “خطة الهجوم وُضعت باسم إيران وتحت قيادتها”.
ومن المقرر أن تصدر محكمة بلجيكية في 4 فبراير/شباط المقبل، حكمها على الدبلوماسي الإرهابي الإيراني والعقل المدبر لمؤامرة تفجير مؤتمر فيلبنت، وشركائه الذين يقبعون في السجن منذ عامين.
ويوجه القضاء البلجيكي، تهمتين بالإرهاب إلى 4 أشخاص بقيادة أسدي تشملان “محاولة الإرهاب بقصد القتل، والمشاركة في مجموعة إرهابية وأنشطة إرهابية”.
وكانت السلطات البلجيكية أحبطت في 30 يونيو/حزيران 2018، بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية الفرنسية والألمانية، مؤامرة إرهابية كبرى ضد تجمع للمعارضة الإيرانية (المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية)، في فيلبينت، إحدى ضواحي باريس، حضره نحو 100 ألف شخص.
وكان المستهدف الرئيسي للمؤامرة الإرهابية مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، وعشرات الشخصيات الدولية البارزة.
كما كانت رجوي أيضا هدفا لمؤامرة أخرى في مارس/آذار 2018، عندما حضرت احتفالاً بالعام الإيراني الجديد لأعضاء منظمة مجاهدي خلق الإيرانية في تيرانا، بألبانيا.
وتمكنت السلطات من إحباط المؤامرة وتم طرد سفير النظام الإيراني ودبلوماسي آخر من ألبانيا