فرعون مثل غيرة ومحاط بمجموعة من المنافقين الكشف عن وثيقة سرية توضح موقف بريطانيا من مبارك

وصف السفير البريطاني لدى مصر، ديفيد بلاثويك، في رسالة سرية إلى وزير خارجية بلاده دوغلاس هيرد، في يوليو  1995، تم الكشف عنها اليوم الأربعاء 30 ديسمبر 2020، الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك بالفرعون المحاط بأناس يحمونه من الأخبار السيئة أو النصائح غير المرغوبة، كذلك فهو هدف المنافقين المتزلفين مثل غيرة من الرؤساء الأخرين والذي انتهى زخمه وأفكاره، وإن القاطرة المصرية العملاقة تنحرف عن مسارها.

جاءت هذه الصورة اللاذعة للحاكم اﻷسبق لمصر، كبرى دول العالم العربي من حيث عدد السكان، في رسالة السفير البريطاني لدى مصر ديفيد بلاثويك، الذي قال عن مبارك أيضاً إنه جالس على الحافة ويخاف من التكلفة الاجتماعية والسياسية لإعادة الهيكلة لبلد ترتفع فيه البطالة بالفعل، والقاعدة هي نقص العمالة.

تقييم سلبي لحكم مبارك من جانب بريطانيا

الرسالة السرية التي تم الكشف عنها، قالت أيضاً، إن بلاثويك كان يؤمن بأن الواقع في مصر بعهد مبارك يسير في اتجاه ترسيخ السيطرة الأبوية، واحتكار النفوذ والمحسوبية للحزب الحاكم في ذلك الوقت، وهو  الحزب الوطني، الذي تم حله بعد ثورة يناير في عام 2011، وفق ما قاله تقرير نشره موقع Middle East Eyes البريطاني يوم الأربعاء 30 ديسمبر 2020.

كذلك قال السفير البريطاني لوزير الخارجية هيرد، إن المعارضة الحقيقية تأتي من الإسلامويين. ودعمهم يعكس عدم الرضا الاقتصادي، ورفض القطط السمان والفساد (المتفشي في مجلس الوزراء وأسرة مبارك)، والنفور من علاقات النظام بإسرائيل والاعتماد على الولايات المتحدة. وهو يعكس شعوراً دينياً حقيقياً، وإيماناً بأن الاشتراكية والرأسمالية قد خيَّبتا آمال مصر، وفق ما قال التقرير.

علاقات وثيقة بين بريطانيا ومبارك 

لكن التقرير أشار إلى أنه ورغم هذه القناعة غير المعلنة والسلبية عن مبارك، فإن المسؤولين البريطانيين أرادوا في هذه الفترة أن يحافظوا على علاقات وثيقة مع مصر تحت حكمه، حيث قالت السفارة البريطانية بالقاهرة في تقرير إلى لندن عام 1997، إنها تريد  تطوير علاقة وثيقة مع مبارك، ليس لأهمية مصر في عملية السلام (وهو أمر كبير) وحسب، بل لتعزيز العلاقات التجارية والدفاعية المتنامية والمناخ الأفضل الخاص بمواجهة المتطرفين المصريين في المملكة المتحدة الشائكة.

من ناحية أخرى تسجل الوثيقة رأي مبارك في معمر القذافي باعتباره “جاراً متقلباً وغير متوقع، وحصناً ضد الأصولية الإسلامية في إفريقيا”، على حد قول التقرير البريطاني.

علاقات بريطانيا والقذافي وموقف مبارك

حيث كشفت الوثائق عن تشجيع الحكومة البريطانية، بشكل خاص، لصادرات المملكة المتحدة إلى ليبيا القذافي، قبل الانتهاء حتى من تسوية الخلافات حول تقديم تعويض عن دور بلاده في تفجير لوكيربي عام 1988، وقتل الشرطية البريطانية إيفون فليتشر في عام 1984.

في حين توضح الوثائق كذلك، أن تعزيز المصالح التجارية البريطانية على حساب المنافسين، لا سيما الفرنسيين، كان موضوعاً متكرراً خلف الكواليس ويسيطر كثيراً على علاقات البلاد مع الدول العربية.

 

 

شاهد أيضاً

“الإمبراطور الأبيض”.. مقاتلة الجيل السادس الصينية المصممة للهيمنة على السماء والفضاء

تشهد المنافسة بين الصين والولايات المتحدة تصعيداً ملحوظاً في العديد من المجالات، من أبرزها التسابق …