حذرت “إيفا جلافيشنيج” رئيسة حزب الخضر النمساوي المعارض، من رهن سياسات اللجوء في أوروبا بالهجمات الإرهابية التي شهدتها باريس قبل ثمانية أيام، مؤكدة أن “اللاجئين ليسوا غزاة”.
جاء ذلك في الكلمة التي ألقتها “جلافيشنيج”، أمس السبت، في افتتاح المؤتمر العام للحزب في مدينة “فيلاخ” بمقاطعة كلاجنفورت جنوبي النمسا، والتي شددت خلالها على رفض حزبها التحريض ضد اللاجئين، وضرورة اتباع سياسة منفتحة تجاههم.
وآدانت “جلافيشينج” الهجمات الإرهابية التي تعرضت لها العاصمة الفرنسية باريس، ووصفتها بأنها” هجوم بربري على الحرية والقيم الأساسية والديمقراطية وطريقة حياتنا ومجتمعنا”.
وأضافت قائلة “الهجمات لن ترهبنا، ويجب التصدي لأي تهديد من جانب الإرهابيين الإسلاميين بكافة الوسائل القانونية، ومعاقبة الجناة والمحرضين وقمعهم وحماية الشباب من التورط والتدريب معهم”.
وجددت تحذيرها من أن تتسبب هذه الأحداث في تحول الدول الأوروبية إلى دول بوليسية قمعية، معربة عن رفضها للتحريض ضد اللاجئين، ووصفت المحرضين بأنهم يعملون على تقسيم الاتحاد الأوروبي.
وطالبت بضرورة تقديم يد المساعدة للاجئين الذين هربوا من الحرب، مضيفة “اللاجئون ليسوا غزاة”.
وفي سياق متصل شهدت العاصمة النمساوية فيينا مساء أمس، مظاهرتين، الأولى تحت شعار( أوقفوا الاعتداء على حق اللجوء) والثانية للتيارات اليمينة ضد سياسة اللجوء.
وحسب مراسل الأناضول، شارك حوالي 300 شخص في المظاهرة الأولى التي نظمتها منظمة ( ضد اليمين) وناشطون في مجال حقوق الإنسان وممثلون عن بعض الأحزاب السياسية أمام مقر المستشارية النمساوية.
المتظاهرون رفعوا لافتات مناهضة للتيارات اليمينية المتشددة تجاه اللاجئين والأجانب، وطالبوا بوقف الاعتداء على حق اللجوء، كما رفعوا شعارات ترحيب باللاجئين,
وشارك في المظاهرة الثانية حوالي 300 شخص أيضأ من المنتمين للتيارات اليمينية المتشددة الرافضة لاستقبال اللاجئين.
ورفع اليمنيون شعارات مناهضة للاجئين، تربط بين اللجوء، والأحداث الإرهابية التي شهدتها العاصمة الفرنسية باريس قبل أيام وراح ضحيتها عشرات القتلى ومئات المصابين.
وبخصوص اللاجئين أيضا، ومن ألمانيا، طالبتت اللجنة المركزية للكاثوليك الألمان (أعلى هئية كاثوليكية في البلاد)، بتسهيل إجراءات لم شمل أسر اللاجئين.
وقال رئيس اللجنة الجديد المنتخب “توماس شتيرنبيرج”، أمس السبت، إن المستشارة “أنجيلا ميركل” تستحق الدعم، بسبب استعدادها لاستضافة اللاجئين بأعداد كبيرة.
وقالت اللجنة في إعلان في ختام اجتماع لجمعيتها العموميىة، أمس، نشر على موقعها الرسمي “تحث اللجنة على تسهيل الترتيبات والإجراءات المتعلقة بلم شمل أسر اللاجئين”.
وأضاف الإعلان أن فرض مزيد من القيود على لم شمل الأبناء والأزواج الفارين إلى أوروبا من الحرب والعنف يتناقض بشدة مع العقيدة المسيحية.
جدير بالذكر أن اللجنة المركزية للكاثوليك الألمان تضم ممثلين عن المجالس الأسقفية الكاثوليكية وتهتم بمراقبة التطورات في الحياة الاجتماعية والسياسية والكنسية.
وكانت زارة الداخلية الألمانية، قد أعلنت في وقت سابق من شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري أن ألمانيا لن تسمح بعد الآن للاجئين السوريين بلم الشمل وستحد من حقهم في الإقامة بمنحهم إقامة مؤقتة.
ولا يحق للاجئ السوري بموجب الإقامة المؤقتة لم شمل أسرته معه، لكن يحق لمن يحصلون على إقامة ثلاث سنوات دعوة عائلاتهم للحاق بهم.
وتشير تقديرات الداخلية الألمانية إلى أن من بين 55 ألفا و600 طلب لجوء للسوريين تمت دراستها في أغسطس/ آب الماضي، تم منح 38 ألفا و 650 شخصا وضع لاجئ، فيما حصل 53 منهم فقط على الحماية المؤقتة.
وكانت المفوضية الأوروبية، قد أعلنت في وقت سابق أن 3 ملايين مهاجر سيصلون أوروبا بنهاية العام القادم 2017.