هل المشروبات المحلّاة صناعياً بديلٌ آمن؟ بعض الباحثين يحذرون منها

يعاني عديد من الأشخاص من مشكلة انتفاخ البطن والغازات التي ترافقه، وبقدر ما تُسبب هذه المشكلة شعوراً مزعجاً لصاحبها، فقد تضعه في مواقف محرجة أمام زملائه في العمل، وأصدقائه، وحتى أفراد عائلته

غالباً ما يُنظر إلى المشروبات الخالية من السكر والمصنفة تحت اسم “مشروبات الحمية” على أنها الخيار الأكثر صحة، لكن الباحثين ينقسمون إلى معارض ومؤيد لهذا الاعتقاد.

مؤخراً أصبحت الآثار الصحية للمحليات الصناعية مثيرة للجدل، والقلق بشأن مدى سلامة تناولها يتزايد. على الرغم من أن الأبحاث غير مكتملة بعد، إلا أن بعض الدراسات وجدت أن استخدام المحليات الصناعية قد يساهم في زيادة السمنة ومتلازمة التمثيل الغذائي.

في تعليق على الأبحاث والسياسات الحالية المتبعة في المشروبات المحلاة، يشير أكاديميون إلى أن الإصدارات الخالية من السكر قد لا تكون أفضل لفقدان الوزن أو منع زيادة الوزن من المشروبات التي تحتوي على السكر الكامل، حتى إنها ضارة أيضاً بالبيئة، كما ورد في موقع Independent.

في المقابل لم يتم التوصل إلى دليل نهائي يشير إلى أن هذه المحليات الصناعية الموجودة في المشروبات أو الأطعمة الخفيفة قد تسبب أمراضاً خطيرة أو مشاكل صحية جدية إذا ما تم تناولها باعتدال.

تابع معنا قراءة هذا التقرير لتتعرف أكثر على طبيعة المشروبات الخالية من السكر والمليئة بالمحليات الصناعية للحفاظ على مذاقها وما إذا كانت حقاً مضرة.

ما هي المشروبات المحلاة صناعياً؟

المشروبات المحلاة صناعياً (ASBs) هي بدائل للمشروبات كاملة السكر. لا تحتوي على سكر ويتم تحليتها بمُحليات صناعية بدلاً من ذلك. غالباً ما تُعرف ASBs باسم إصدارات “النظام الغذائي” من المشروبات الغازية، وقد ينظر إليها المستهلكون على أنها الخيار الصحي لأولئك الذين يرغبون في إنقاص الوزن أو تقليل تناول السكر. ومع ذلك، لا يوجد دليل قوي يدعم الادعاءات القائلة بأنها أفضل للصحة أو تمنع السمنة والأمراض المرتبطة بها مثل مرض السكري من النوع 2.

قال البروفيسور كريستوفر ميليت، كبير الباحثين في كلية إمبريال للصحة العامة “التصور الشائع الذي قد يتأثر بالتسويق الصناعي، هو أنه نظراً لأن مشروبات النظام الغذائي لا تحتوي على سكر، فإنها بالتأكيد صحية وتساعد على إنقاص الوزن عند استخدامها كبديل عن نسخ السكر الكاملة. ومع ذلك، لم نعثر على دليل قوي يدعم ذلك”.

أنواع المُحليات الصناعية

السكرين: يمكن استخدامه في كل من الأطعمة الساخنة والباردة.

الأسبارتام: يمكنك استخدامه في كل من الأطعمة والمشروبات الباردة والدافئة ومستخدم بكثرة في المشروبات الغازية والصودا.

أسيسولفام البوتاسيوم: يمكن استخدامه في الأطعمة الباردة والساخنة، بما في ذلك الخبز والطهي.

السكرالوز: يمكن استخدامه في الأطعمة الساخنة والباردة، بما في ذلك الخبز والطهي وغالباً ما تحتوي عليه الأطعمة المصنعة.

أدفانتام: يمكن استخدامه في المخبوزات والمشروبات الغازية وغيرها من المشروبات غير الكحولية والعلكة والحلوى والمثلجات والحلويات المجمدة والجيلاتين والحلويات والمربيات والهلام وعصائر الفاكهة والشراب.

الأسبارتام الأكثر استخداماً في المشروبات

يعتبر الأسبارتام المحلي الأكثر استخداماً في المشروبات الغازية والصودا الخالية من السكر. وفقاً لجمعية السرطان الأمريكية، فإن الأسبارتام أحلى بحوالي 200 مرة من السكر. لذلك، استخدام كمية صغيرة جداً منه كافية لمنح الطعام والمشروبات نكهة حلوة. أما توصيات المدخول اليومي المقبول منه وفقاً لوزارة الدواء والغذاء FDA وهيئة سلامة الأغذية الأوروبية EFSA فهي:

50 ملليغراماً لكل كيلوغرام من وزن الجسم وفقاً ل FDA.

40 ملليغراماً لكل كيلوغرام من وزن الجسم وفقاً ل EFSA.

تحتوي علبة الصودا الدايت على حوالي 185 ملليغراماً من الأسبارتام. يتعين على الشخص الذي يبلغ وزنه 68 كيلوغراماً أن يشرب أكثر من 18 علبة من الصودا يومياً لتجاوز المدخول اليومي من إدارة الغذاء والدواء. وما يقرب من 15 علبة لتجاوز توصية هيئة الرقابة المالية.

المحليات الصناعية تسبب تناول المزيد من الطعام

تشكل المشروبات المحلاة بالسكر (SSBs) مثل المشروبات الغازية والمشروبات بنكهة الفاكهة والمشروبات الرياضية ثلث كمية السكر التي يتناولها المراهقون في المملكة المتحدة، وما يقرب من نصف إجمالي تناول السكر في الولايات المتحدة. كما أنها توفر العديد من السعرات الحرارية ولكن القليل جداً من العناصر الغذائية الأساسية، واستهلاكها هو سبب رئيسي لزيادة معدلات السمنة ومرض السكري من النوع الثاني، بحسب دراسة من جامعة Imperial College London.

أما المشروبات المحلاة صناعياً ASBs فتشكل حالياً ربع سوق المشروبات المحلاة العالمية، لكنها لا تخضع للضريبة أو تخضع للتنظيم بنفس القدر مثل المشروبات المحلاة، ربما بسبب عدم ضررها المتصور، كما ورد في موقع World Wide Science.

على الرغم من عدم احتوائها على الطاقة أو وجود القليل جداً منها، فهناك قلق من أن المشروبات المحلاة صناعياً قد تؤدي إلى تناول المزيد من الطعام عن طريق تحفيز مستقبلات الطعم الحلو. قد يؤدي هذا، جنباً إلى جنب مع معرفة المستهلكين بأنها منخفضة السعرات الحرارية، إلى دفعهم للإفراط في استهلاك الأطعمة الأخرى، مما يساهم في الإصابة بالسمنة ومرض السكري من النوع 2 والمشاكل الصحية الأخرى المرتبطة بالسمنة.

دراسات متضاربة

تم خلط نتائج الأبحاث حول تأثيرات المشروبات المحلاة صناعياً على فقدان الوزن. فقد وجدت دراسة قائمة على الملاحظة استمرت 8 سنوات أن الأشخاص الذين يشربون أكثر من 21 مشروباً محلى صناعياً في الأسبوع قد ضاعفوا تقريباً من خطر زيادة الوزن والسمنة، مقارنة بالأشخاص الذين لم يستهلكوا هذه الأنواع من المشروبات.

وأشارت الدراسة نفسها إلى أن إجمالي السعرات الحرارية اليومية كان أقل لدى الأفراد الذين شربوا مشروبات الحمية على الرغم من زيادة وزنهم. يشير هذا إلى أن المحليات الصناعية قد تؤثر على وزن الجسم بطرق أخرى غير تناول السعرات الحرارية.

لاحظت دراسة أخرى أن شرب صودا الدايت كان مرتبطاً بزيادة محيط الخصر على مدى 9-10 سنوات.

في دراسة مدتها 6 أشهر، عانى الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة من فقدان متوسط ​​في الوزن بنسبة 2 – 2.5% من وزن الجسم عند استبدال المشروبات ذات السعرات الحرارية بمشروبات النظام الغذائي أو الماء.

في دراسة أخرى، فقد الأشخاص في برنامج إنقاص الوزن لمدة 12 أسبوعاً الذين شربوا المشروبات المحلاة صناعياً 6 كغم، بينما فقد الأشخاص الذين شربوا المياه 4 كجم.

وبالتالي، فإن الأدلة على تأثيرات المشروبات المحلاة صناعياً على إدارة الوزن متضاربة، وهناك حاجة إلى مزيد من البحث ولكن حتى الآن لا يوجد دليل يدعو للقلق في حال تناولها باعتدال.

 

 

شاهد أيضاً

“الإمبراطور الأبيض”.. مقاتلة الجيل السادس الصينية المصممة للهيمنة على السماء والفضاء

تشهد المنافسة بين الصين والولايات المتحدة تصعيداً ملحوظاً في العديد من المجالات، من أبرزها التسابق …