ذكرت مجلة Politico الأمريكية، أن رئيسة مجلس النواب الأمريكي، نانسي بيلوسي، قرّرت العودة إلى إهانات سابقة من أجل التهكّم على الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته، دونالد ترامب، وهو في طريقه للخروج من البيت الأبيض، وذلك بعد أن صرحت بأنها ستجره من “يديه الصغيرتين”، وهي العبارة التي تهدف إلى “خدش غرور ترامب”، إذ كان حجم يديه موضوعاً لإهانته.
وفق تقرير لصحيفة The Independent البريطانية، الأربعاء 23 ديسمبر/كانون الأول 2020، نقلاً عن المجلة الأمريكية المذكورة، فإن نانسي قالت لفريق قيادتها: “أنا أُحصي الساعات في انتظار رحيله. وأُخطط لجرّه إلى الخارج من شعره، ويديه الصغيرتين، وأقدامه”.
من هي نانسي بيلوسي؟
أصبح هذا الاسم حديث وسائل الإعلام بعد إثارتها لمحاولات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالتلاعب بنتائج الانتخابات، وذلك عن طريق تزوير حقائق حول منافسه جو بايدن بمساعدة أوكرانية.
بيلوسي سياسية أمريكية شغلت منصب رئيس مجلس النواب في الولايات المتحدة منذ 3 يناير/كانون الثاني 2019، حيث حازت غالبية أصوات المجلس (220 صوتاً من أصل 435).
نانسي بيلوسي وهي تمزق خطاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب
حيث تولَّت رئاسة مجلس النواب مرتين، وهي الآن في فترتها السابعة عشرة كعضوة بمجلس النواب.
عملت بيلوسي أيضاً رئيسة للأقلية الديمقراطية في مجلس النواب مرتين وزعيمة للديمقراطيين بمجلس النواب الأمريكي، وممثلة لولاية كاليفورنيا بالمجلس.
توليها تلك المناصب جعل البعض ينظرون إليها على أنها سياسية محنكة، ومواجهتها مع ترامب منحتها لقب “المرأة الحديدية”.
نانسي بيلوسي واحدة من بين 126 عضواً ديمقراطياً في مجلس النواب صوَّتوا ضد استخدام القوة بالعراق في عام 2002، إلا أنها عادت وصوَّتت لصالح تمويل الحرب بعد أن بدأت العمليات ودخلت القوات الأمريكية إلى العراق.
رد الدَّين
في حين يدعو الرئيس المنتخب جو بايدن البلاد إلى التعافي بالوحدة والتعاطف، يبدو أنّ نانسي لم تكن لديها مساحة لهذه المشاعر المبتذلة تجاه الرئيس خلال عطلة نهاية الأسبوع الديمقراطية، للتخطيط المسبق من أجل وضع مشروع قانون إغاثة كوفيد-19.
كانت هذه هي الضربة الأخيرة في الحرب القائمة بين شخصين لم يتحدثا إلى بعضهما البعض منذ أكثر من عام وفقاً للتقارير، بعد اجتماعٍ جمعهما في أكتوبر/تشرين الأول عام 2019، حيث وصف ترامب، نانسي بأنّها سياسية من الدرجة الثالثة أو الصف الثالث، في حين قالت نانسي إنّها مضطرةٌ “للدعاء له بالصحة”.
مواجهات مع ترامب
قبل انتخاب نانسي رئيسة لمجلس النواب، كان ترامب يخشى بشدةٍ وصولها إلى ذلك المنصب، حتى إنه توجَّه لأنصاره بالقول في أحد التجمعات بمينيسوتا: “أيمكنكم تصوُّر نانسي بيلوسي رئيسة لمجلس النواب؟”، وأضاف: “لا تفعلوا هذا بي! لا أتصور ذلك، ولا أنتم”.
مع ذلك حصدت بيلوسي أصوات الأغلبية في مجلس النواب.
التحدي الأول بين نانسي بيلوسي وترامب منذ توليها رئاسة مجلس النواب، كان التصويت على قوانين مؤقتة للميزانية، تبعته تحديات أخرى تمثلت بسعي بيلوسي والقيادة الديمقراطية لتعطيل كثير مما جاء في أجندة ترامب الانتخابية من التخفيضات الضريبية إلى بناء جدار على الحدود مع المكسيك.
إهانة شهيرة لترامب
من بين كافة الإهانات المدرسية المتبادلة داخل أروقة الحكومة المقدسة، ما تزال “يدا ترامب الصغيرتان” هما المفضلتين لدى أعدائه وأصدقاء أعدائه على حدٍ سواء.
ويعود تاريخ هذه الإهانة إلى نحو 30 عاماً مضت، حين وُصِف ترامب بأنّه “شخصٌ سوقي قصير الأصابع” على يد محرر مجلة Vanity Fair الأمريكية غرايدون كارتر، الذي قال إنّه كتب التعليق في عام 1988؛ “من أجل إثارة جنونه بعض الشيء”.
لكنها انتشرت خلال الانتخابات التمهيدية الرئاسية للحزب الجمهوري من قبل ماركو روبيو، الذي رد على إهانة “ماركو الصغير” من ترامب بنسخةٍ سياسية من إهانة كارتر الشهيرة: “يصفني دائماً بـ(ماركو الصغير)، وأعترف بأنّه أطول مني، فطوله يصل إلى 1.9 متر. لكنّني لم أفهم سبب أن يديه بحجم يدي شخص طوله 1.6 متر. هل رأيتم يديه؟ أنتم تعرفون ما يُقال عن الرجال ذوي الأيدي الصغيرة (ثم سكت برهة وضحك الجمهور)، لا يُمكنك أن تثق بهم”.
ربما انتهى الأمر عند هذا الحد، لولا أن ترامب جعل منها قضيةً دائمة في المناظرات الجمهورية والتجمعات الانتخابية. فخلال مناظرةٍ على شبكة Fox News الأمريكية في أوهايو، قال ترامب، إنّ روبيو تهكّم على يديه، لكنه “يُؤكّد” أنّه لا يُعاني مشكلةً في حجم أي شيءٍ آخر.
“هل يداي صغيرتان؟ لقد أشار إلى يديَّ قائلاً إنّهما لو كانتا صغيرتين، فلا بد أن شيئاً آخر سيكون صغيراً. لكنّني أؤكد لكم أنّني لا أعاني أي مشكلة. وأضمن لكم هذا”.