وصل قطار انتقادات دولة قطر إلى الدنمارك، مع حملة شعبية متصاعدة لمقاطعة مونديال “الاستبعاد 2022″، في ظل اتهامات مستمرة للدوحة بانتهاك حقوق العمال.
انتهاكات الدوحة لأبسط حقوق العمال، من تأخر في سداد الرواتب الهزيلة بالأساس، وعدم توفير مناخ صحي مناسب للعمل، وتحصينهم ضد فيروس كورونا، حظي باهتمام كبير من جانب مختلف وسائل الإعلام العالمية.
لكن الأمر امتد مؤخرا إلى الشارع، وتحديدا في الدنمارك، التي طالب قطاع كبير منها بانسحاب منتخب بلادهم من المشاركة في كأس العالم، حال التمسك بإقامتها في قطر.
منتخب الدنمارك يعتبر المرشح الأول لتصدر المجموعة الخامسة في تصفيات أوروبا المؤهلة للمونديال، والتي تضم النمسا واسكلتندا وجزر الفارو ومولدوفا وإسرائيل.
كاسبر هيجلماند مدرب منتخب الدنمارك، أكد استعداده للرضوخ لرغبة برلمان بلده، إذا ما اتخذ قرارا بشأن مقاطعة كأس العالم في قطر.
دعوة للمقاطعة
الحملة بدأ حينما دعت مجموعة من مشجعي الكرة الدنماركية، المكونة من أنصار بارزين لكبرى وأبرز أندية الدنمارك، بمقاطعة بطل أوروبا 1992، للمشاركة في المونديال.
وقالت صحيفة “ديلي ريكورد” البريطانية إن تلك المجموعة قدمت التماسا للبرلمان الدنماركي “فولكتينج” لمقاطعة المشاركة في كل ما يخص كأس العالم 2022، بدءا من تصفياته.
وجاء في الالتماس: “نطلب من البرلمان التصويت على مشاركة منتخب الدنمارك كأس العالم 2022. المدرب والاتحاد المحلي لكرة القدم أعلنا أن القرار في النهاية قرار سياسي وليس لهما التدخل فيه”.
وأكمل: “نؤمن أنه يتوجب أن يقوم البرلمان بأخذ التدابير التي تبعد الاتحاد الدنماركي لكرة القدم عن هذا المونديال”.
وتطرق البيان لسرد الأسباب التي باتت معروفة لكثيرين فيما يخص أحقية قطر باستضافة كأس العالم، وما شاب ملف الاستضافة من ملابسات تتعلق بالفساد والديكتاتورية واستعباد العمال المهاجرين.
وقال في هذا الصدد: “حصلت قطر على حق استضافة النهائيات بملف مشتبه في فساده، وهي دولة ديكتاتورية وقامت باستعباد العمال، حيث يحتجز عمال مهاجرون في البلاد وهناك 3000 عامل فقدوا حياتهم هناك خلال الفترة الأخيرة”.
وواصل: “لقد حان الوقت لأن نتجرأ جميعًا على التمسك بالقيم التي نعتز بها مثل الديمقراطية وحرية التعبير وحقوق الإنسان الأساسية، حتى لو كان ذلك قد يكلف البلاد والاتحاد الدنماركي لكرة القدم على الصعيد المالي”.
وينص القانون الدنماركي على أنه حال تم تقديم التماس موقع من 50 ألف شخص في غضون 180 يوماً، فإنه يتوجب مناقشته في البرلمان.
موقف مدرب الدنمارك
هيجلماند مدرب الدنمارك، أكد من جانبه أنه سيوافق على رأي برلمان بلده، إذا ما تم التصويت على عدم المشاركة في النسخة المقبلة من كأس العالم.
وشدد مدرب الدنمارك على أنه: “إذا جاءني لاعب وقال لي لا يمكنني اللعب في النهائيات لأنها في قطر، سأدعمه واحترم قرار، نحن هنا نجلس على حصان الأخلاق العالي”.
من جانبه تحدث كاسبر فيشر رافينج رئيس رابطة المشجعين الدنماركيين عن القرار بقوله: “أمام الساسة الآن فرصة للقيام بشيء كبير، نريد من دولتنا أن تقف الآن وتدعم الحرية وحقوق الإنسان”.
فضائح بالجملة
شهدت السنوات القليلة الماضية، فضائح وأزمات بالجملة من النظام القطري، في التعامل مع عمال ملاعب ومنشآت المونديال.
وسائل الإعلام الأجنبية سلطت الضوء على نطاق واسع، على معاناة العمال في الدوحة، من تأخر الرواتب، وسوء المعاملة، بجانب إهمال أوضاعهم الاجتماعية والصحية.
وشهدت مواقع تشييد ملاعب جديدة لاحتضان كأس العالم 2022، العديد من حالات وفاة العمال لأسباب مختلفة تتعلق بالإهمال ونقص الرعاية الصحية وسوء ظروف العمل وغيرها، وهو الأمر الذي اعتاد النظام القطري إنكاره.
ومؤخرا، قال ناصر الخاطر الرئيس التنفيذي لمونديال 2022، في تصريحات لوكالة أسوشيتد برس، إن الدوحة لا تمانع رفع أعلام “قوس قزح” الخاصة بالمثليين على ملاعبها، خلال منافسات البطولة، ليضيف مزيدا من الجدل حول استعدادات قطر للمسابقة الكروية الأضخم في العالم.
وقال في هذا الصدد: “عندما يتعلق الأمر بأعلام قوس قزح في الملاعب، فإن الفيفا لديه إرشادات خاصة وقواعد ولوائح، يجب احترامها”.
واختتم بقوله: “نحن بلد مرحب، نفهم الاختلافات في ثقافات الشعوب ومعتقدات الناس. سيكون الجميع موضع ترحيب وسيتم التعامل مع الجميع باحترام”، في إشارة لترحيب بلاده باستقبال المثليين في مونديال 2022.