حُسم الأمر وأعلن الرئيس المنتخب جو بايدن مرشحيه للمناصب العليا في السياسة الخارجية والأمن القومي، فأين تقف الإدارة الديمقراطية من ملفات الشرق الأوسط الشائكة بعد عودة فريق باراك أوباما للبيت الأبيض؟
موقع Middle East Eye البريطاني نشر تقريراً بعنوان: “ما هو موقف حكومة جو بايدن من قضايا الشرق الأوسط؟”، رصد ما أعلنه خليفة دونالد ترامب من ترشيحات وتوجهات عامة لسياسته فيما يخص الشرق الأوسط.
عودة رجال أوباما للبيت الأبيض
كشف الرئيس المنتخب جو بايدن عن مجموعة من خياراته لأكبر مناصب السياسة الخارجية والأمن القومي يوم الإثنين 23 نوفمبر/تشرين الثاني، وبينهم عدد ممن خدموا داخل البيت الأبيض في عهد الرئيس السابق باراك أوباما.
الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما ونائبه بايدن
وتضمّن الإعلان تأكيد تعيين أكبر مساعدي بايدن للسياسة الخارجية أنتوني بلينكن في منصب وزير الخارجية المقبل، وتعيين ليندا توماس غرينفيلد سفيرةً للولايات المتحدة في الأمم المتحدة، وتعيين جاك سوليفان مستشاراً للأمن القومي.
وفي بيانه، قال بايدن إنّه “ليس هناك وقت لنضيعه حين يتعلق الأمر بأمننا القومي وسياستنا الخارجية. أنا بحاجة إلى فريق جاهز من أول يوم ليساعدني في استرداد مقعد الولايات المتحدة على رأس الطاولة، وتعبئة العالم من أجل التصدي لأكبر التحديات التي نواجهها، ودفع أمننا ورخائنا وقيمنا إلى الأمام“.
ويسلط موقع Middle East Eye البريطاني الضوء على عدد من مستشاري بايدن وموثوقيه المقربين، وسجلهم المتعلق بالشرق الأوسط.
وزير الخارجية: أنتوني بلينكن
خدم أنتوني بلينكن، المستشار المقرب من بايدن طوال حملته الرئاسية، في إدارة أوباما-بايدن نائباً لوزير الخارجية ونائباً لمستشار الأمن القومي. ويقدم المشورة لبايدن في ما يتعلق بالسياسة الخارجية منذ عام 2002.
وساعد بلينكن في صياغة الاستجابة الأمريكية عقب الربيع العربي عام 2011، الذي أحرز “نتائج متباينة في مصر والعراق وسوريا وليبيا” وفقاً لصحيفة New York Times الأمريكية.
أنتوني بلينكن مع ولي العهد السعودي السابق محمد بن نايف، أرشيفية
ويشارك بلينكن، بايدن في دعمه لإسرائيل، إذ قال ذات مرة أمام منظمة Democratic Majority for Israel إن أي قرار يتخذه بايدن تجاه إسرائيل لن تكون له علاقة بالمعونة العسكرية، التي وصفها بأنها “غير مشروطة“.
وفي الوقت ذاته، دعا كبير الدبلوماسيين المقبل إلى العودة للاتفاق النووي الإيراني، الذي انسحب منه ترامب عام 2018.
كما وقّع بلينكن على خطاب عام 2018 من مسؤولي إدارة أوباما طالبوا فيه بإنهاء الدعم الأمريكي للحرب التي تقودها السعودية في اليمن. “لقد تأخرنا كثيراً في إنهاء دور أمريكا في هذه الحرب الكارثية داخل اليمن“.
وزيرة الدفاع: ميشيل فلورنوي
كانت ميشيل فلورنوي أبرز المرشحين لقيادة البنتاغون في عهد بايدن منذ وقت بعيد. إذ خدمت من قبل في منصب وكيلة وزارة الدفاع للشؤون السياسية تحت حكم أوباما.
وكان يُعتقد على نطاقٍ واسع أنها ستكون خيار هيلاري كلينتون لمنصب وزارة الدفاع عام 2016. وكتبت في السابق أن الولايات المتحدة بحاجة لبناء استراتيجية أمنٍ قومي تُلائم التحديات العالمية، ومنها تغير المناخ.
ميشيل فلورنوي
وفي ما يتعلق بالشرق الأوسط، يبدو أن آراءها متأثرة بآراء أولئك المرتبطين بشركات صناعة الأسلحة، حيث دعت في السابق إلى إرسال تقنية مضادة للطائرات بدون طيار إلى السعودية.
ونقل الموقع البريطاني العام الماضي أن هجمات الطائرات بدون طيار التي شلّت صناعة النفط السعودية، وأجبرتها على خفض إنتاج النفط الخام إلى النصف، وقعت باستخدام طائرات إيرانية بدون طيار أقلعت من جنوبي العراق.
بينما قالت مارسي فينوغراد، مرشحة اللجنة الوطنية الديمقراطية لعام 2020 والناشطة المناهضة للحرب، في حديثها إلى الموقع البريطاني الأسبوع الماضي: “إن دعوة ميشيل لزيادة الاستثمارات الأمريكية في الأنظمة العسكرية المسيّرة لا تلائم الشرق الأوسط تماماً، حيث يُروّع أمن العديد من الدول بسبب طنين الطائرات الأمريكية بدون طيار التي تحلق فوقها وسهولة تحوّل حفلات الزفاف إلى كوارث“.
مديرة الاستخبارات القومية: أفريل هاينز
أفريل هاينز هي نائبة مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية السابقة التي ساعدت في صياغة سياسات أوباما المتعلقة بحرب الطائرات بدون طيار، إلى جانب نهج الإدارة العنيف في التعامل مع كوريا الشمالية، والذي وعد بايدن بإعادة إحيائه.
إفريل هاينز
ورغم أنّها دعت إلى الإفراج عن معتقلي غوانتانامو وروّجت لتقييد حملة الطائرات بدون طيار الخاصة بواشنطن، لكنّها كانت المسؤولة عن صياغة سياسة الطائرات بدون طيار المثيرة للجدل إلى مدير وكالة الاستخبارات المركزية السابق جون برينان، والتي أسفرت عن مقتل مئات المدنيين.
كما ساعدت في صياغة تقرير التعذيب الذي أصدره مجلس الشيوخ، وأعفت موظفي وكالة الاستخبارات المركزية من المسؤولية عن التجسّس على مُحقّقي التعذيب في مجلس الشيوخ.
وفي حال تمّ تعيينها بالفعل، فسوف تكون المسؤولة السابقة في إدارة أوباما أعلى النساء رتبةً على الإطلاق في تاريخ مجتمع الاستخبارات الأمريكي، متجاوزةً بذلك جينا هاسبل التي ترأست وكالة الاستخبارات المركزية في عهد ترامب.
مستشار الأمن القومي: جيك سوليفان
عمل جيك سوليفان من قبل مستشاراً للأمن القومي لبايدن حين كان نائباً للرئيس، وساعد في إجراء محادثات مع إيران عبر القنوات الخلفية من خلال عمان، والتي أسفرت بدورها عن الاتفاق النووي الإيراني.
وبالنسبة لإيران، دعا سوليفان إلى العودة للاتفاق النووي، إلى جانب رفع العقوبات بشرط امتثال طهران لشروط الاتفاق.
جيك سوليفان
وخلال حوار مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، تحدّث سوليفان عن السعودية وكيف يجب أن يُصدر بايدن “إدانةً أشد لهجة” على مقتل جمال خاشقجي ويُطالب بشفافيةٍ أكبر حيال ما حدث.
سفيرة الأمم المتحدة: ليندا توماس غرينفيلد
اختيرت ليندا توماس غرينفيلد لتمثيل الولايات المتحدة في الأمم المتحدة بفضل خبراتها السابقة في السلك الدبلوماسي مع إدارة أوباما، حيث شغلت منصب كبيرة الدبلوماسيين الأمريكيين في الشؤون الأفريقية، وعملت من قبل سفيرةً لأمريكا في ليبيريا، فضلاً عن خدمتها في بعض المناصب بباكستان وكينيا.
وليست لليندا خبرةٌ فيما يتعلّق بالتعامل مع حليف الولايات المتحدة المهم: إسرائيل. لكنّها ستتبع على الأرجح السياسة التي سيصوغها بقية أعضاء إدارة بايدن، مثل بلينكن.
وقالت ليندا في مقالةٍ افتتاحية كتبتها مع نيكولاس بيرنز: “يجب على الدبلوماسية الأمريكية أن تتقبّل الدور المتضائل، رغم أنّه ما يزال محورياً، للبلاد على صعيد الشؤون العالمية“.
وكانت ليندا من أشد منتقدي ترامب وسياساته، مثل حظر سفر المسلمين، الذي شهد أحدث نسخة بإضافة عددٍ من الدول الأفريقية ذات الأغلبية المسلمة مثل نيجيريا والسودان.
مدير وكالة الاستخبارات المركزية
لم يُعلن بايدن بعد عن خياره لمنصب مدير وكالة الاستخبارات المركزية، لكن هناك عددٌ من الأسماء المحتملة لهذا المنصب.
إذ عمل توماس دونيلون من قبل في منصب مستشار الأمن القومي لأوباما بين عامي 2010 و2013، كما خدم أيضاً مع ثلاثة رؤساء مختلفين منذ عام 1977 – في عهد الرئيس الأسبق جيمي كارتر.
ولي العهد السعودي وولي عهد أبوظبي
وخلال فترته في عهد أوباما، سعى المستشار السابق إلى الانتقال بالإدارة بعيداً عن التفكير في العراق وأفغانستان و”الحرب العالمية على الإرهاب”، وتقريبها من التحدّي الأوسع المتمثّل في الصين.
بينما قضت سوزان جوردون أربعة عقودٍ في الاستخبارات الأمريكية، وشغلت من قبل منصب السيدة الثانية في مجتمع الاستخبارات الوطني.
وبعد أن خدمت لثلاث سنوات في عهد أوباما، استقالت من منصبها عام 2019 بسبب خلافات متعلّقة بكوريا الشمالية وإيران وروسيا.
وفي مقالة رأي نشرتها صحيفة Washington Post الأمريكية في سبتمبر/أيلول، قالت سوزان إنّه بعكس اعتقاد إدارة ترامب أنّ إيران مصممةٌ على تدمير الولايات المتحدة وزعزعة الاستقرار الإقليمي، فإنّ تركيز طهران الأساسي ينصب على الشأن الداخلي أكثر.
في حين يُعتبر مايكل موريل، الذي دخل وكالة الاستخبارات المركزية في نفس وقت سوزان، مرشحاً محتملاً أيضاً لقيادة الوكالة الاستخباراتية.
إذ عمل نائباً لمدير الوكالة منذ 2010 وحتى 2013، حيث أدّى دوراً بارزاً في العملية الأمريكية لمطاردة زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن.
وكان موريل من أشد منتقدي الرئيس السوري بشار الأسد، وحمّله هو وإيران المسؤولية عن ارتفاع أعداد القتلى بين المدنيين في الحرب التي أدمت البلاد.