في أعماق جبال مقاطعة جوانجشي بجنوب الصين، تقبع قرية صغيرة دخلت موسوعة غينيس للأرقام القياسية، بسبب طول شعر نسائها اللافت، تعالوا لنتعرف على أسرار الشعر الطويل والقوي الذي تملكه نساء قرية هوانغلو الصينية:
نساء قرية هوانغلو الصينية صاحبات الشعر الذي لا يشيب
تنتمي قرية هوانغلو إلى أقلية عرقية تسمى “ياو”، وبالنسبة لنساء هذه الأقلية فإن الشعر الطويل هو أغلى ما قد تمتلكه المرأة على الإطلاق، كما يعتبرن أن الشعر الطويل يجلب السعادة وحسن الحظ وطول العمر.
ربما من السهل أن تفرد إحداهن شعرها وتمتنع عن قصه حتى يصبح بطولها، لكن من الصعب جداً أن تحافظ عليه في هذه الأثناء صحياً وقوياً وجذاباً كما تفعل نساء قرية هوانغلو، التي باتت تُعرف عالمياً بـ”قرية الشعر الطويل”.
نساء هذه القرية يعتنين بشعورهن حتى يبلغ طوله ما يزيد عن المترين، وتتميز شعورهن بلونها الأسود الذي لا يغزوه الشيب، فحتى العجائز منهن يمتلكن شعراً أسود قوياً وصحياً، ولا يبدأ الشيب بالظهور في شعورهن إلا بعد سن الثمانين، لكن ما هو سرهن؟
سر نساء قرية الشعر الطويل
وفقاً لما ورد في موقع Messy Nessy، فإن نساء قرية هوانغلو يغسلن شعرهن بماء الأرز المخمر، حيث إن هذا السائل الأبيض اللون الذي ينتج عن نقع الأرز أو غليه يعتبر سر جمال شعورهن.
وذلك لأن ماء الأرز غني بمضادات الأكسدة والمعادن وفيتامين E، الأمر الذي يجعله يُكسب الشعر لمعاناً ونعومة وقوة.
ويُحكى أن ماء الأرز هو سر قديم للغاية، فقد كانت النساء القرويات والأميرات في الشرق يستخدمنه للعناية بشعرهن منذ العصور القديمة.
كيف تصنع نساء هوانغلو الشامبو الخاص بهن؟
من الجدير بالذكر أن نساء هذه القرية لا يستعملن الشامبو على الإطلاق، بل يستخدمن ماء الأرز أيضاً لتنظيف شعورهن.
تقوم النساء بغسل الأرز أولاً، والتخلص من ماء الشطف الأولي الذي يحتوي عادة على الأوساخ، ثم ينقعن الأرز بالماء، أو يقمن بغليه، ويأخذن الماء الناتج ويتركنه بدرجة حرارة الغرفة لمدة يوم كامل، حتى يصبح حامضياً ويبدأ بالتخمر.
من الممكن تبريد الماء بعد ذلك، كما يمكن إضافة بعض الزيوت إليه مثل قطرات من زيت شجرة الشاي أو اللافندر أو إكليل الجبل العطري.
لكن يجب التنويه إلى أن منبت الأرز، والمياه الذي يُسقى بها، ونوعية السماد المضاف إليه، تلعب دوراً كبيراً في مدى فاعلية مياه الأرز في إعطاء القوة والجمال للشعر.
في هوانغلو يعتبر الشعر مقدساً
في هوانغلو بقي الشعر يعتبر مقدساً لدرجة أنه حتى وقت قريب لم يكن من المسموح أن ينظر أحد إلى شعر المرأة المنساب على ظهرها سوى زوجها وأطفالها فقط.
وكان هناك قانون صارم شديد الغرابة في القرية، وهو في حال تم الإمساك بأحد الغرباء وهو يحدّق بشعر امرأة ليست زوجته، فسيضطر هذا الغريب إلى قضاء 3 سنوات مع عائلة المرأة بصفته ابناً لهم.
الشعر الطويل بات مصدر دخل لسيدات هوانغلو
لحسن الحظ تم إلغاء هذه القوانين لاحقاً في أواخر الثمانينات، خصوصاً بعد أن أصبح تدفق السياح إلى هذه القرية النائية يشكل مصدر دخل هام لسكانها، الذين كانوا فيما مضى من أشد سكان المقاطعة فقراً.
فإلى جانب ازدهار أعمال الكثير من سكان القرية التي تضم 400 شخص مع توافد السياح، باتت النساء ذوات الشعر الطويل يقدمن عروضاً غنائية يكسبن من خلالها أكثر من 300 دولار شهرياً.
متى تقص النساء شعورهن في هوانغلو؟
لا يسمح لنساء هوانغلو بقص شعرهن إلا مرة واحدة في حياتهن، وهي في عيد ميلادهن الثامن عشر.
إذ تقص الفتاة شعرها بحيث لا يتجاوز طوله أذنها، وتقدم شعرها المقصوص إلى جدتها التي تحوله إلى خوذة للزينة، ويعتبر الشعر القصير آنذاك إشارة إلى أن الفتاة باتت مستعدة لتجد زوجها المستقبلي، وعندما تتزوج تهدي الجدة الشعر لزوجها، كي تستعيده الفتاة لاحقاً ويصبح جزءاً من زينة شعرها اليومية.
هل هن مَن اخترعن وصلات الشعر؟
يقال إن فكرة وصلات الشعر جاءت في الأصل من نساء قرية هوانغلو، حيث تعتاد النساء المتزوجات على وضع شعرهن المقصوص قبل الزواج كوصلة لشعرهن الحقيقي، كما يضفن كذلك وصلة ثالثة مصنوعة من الشعر المتساقط الذي يتم جمعه والعناية به وتشكيل وصلة منه في النهاية.