اللعب في نادٍ كبير بحجم ريال مدريد الإسباني يشكّل حلماً لأفضل وأهم لاعبي كرة القدم في العالم، لكن النجاح مع “الملكي” يبدو أكثر صعوبة من تحقيق حلم الوصول إلى الفريق الأكثر عراقة وبطولات في أوروبا.
على مر التاريخ حظي كثير من اللاعبين بنجاحات هائلة داخل قلعة “سانتياغو برنابيو”، لكن آخرين لم يحالفهم التوفيق مع النادي “الملكي”، قبل أن يحفروا أسماءهم بأحرف من ذهب مع أندية أخرى بعد ذلك.
ولعل آخر من تكرر معهم هذا السيناريو في الآونة الأخيرة، هو النجم الكولومبي جيمس رودريغيز، الذي حقق بداية رائعة في موسمه الأول مع إيفرتون الإنجليزي، إذ أحرز 3 أهداف وصنع مثلها في 5 مباريات حتى الآن، وبات التحدي في مواصلة مسيرته مع الفريق على هذا النهج، ليؤكد أن رحيله عن الريال هذا الصيف كان بمثابة فأل خير عليه.
ولكن قبل رودريغيز، هناك كثير من اللاعبين الآخرين، ممن خرجوا من “جحيم” ريال مدريد وتألقوا مع أندية أخرى، ونستعرض خمسة منهم.
خوان ماتا
بعدما بدأ مسيرته في ريال أوفييدو، التحق بصفوف فريق الشبان بنادي ريال مدريد عام 2003 حتى وصل ريال كاستيا في 2006، الذي قضى معه موسماً واحداً فقط، ثم قرر الرحيل نحو فالنسيا في 2007، دون أن يكون له أي فرصة للظهور مع الفريق الأول بالنادي “الملكي”.
ماتا صنع لنفسه اسماً لامعاً مع فالنسيا، ليكون من اللاعبين المميزين في مركز صانع الألعاب، قبل أن يرحل إلى تشيلسي في 2011، الذي قضى معه 3 مواسم، ثم انضم إلى مانشستر يونايتد في 2014، ولا يزال يلعب مع الفريق ويؤدي جيداً خلال الدقائق التي يشارك فيها، علماً أن عقده ينتهي الصيف المقبل.
وبشكل عام ازدهرت مسيرة ماتا بعد رحيله عن الريال، إذ حقق العديد من الألقاب في تجاربه المختلفة، أبرزها دوري أبطال أوروبا، والدوري الأوروبي، وألقاب أخرى، بخلاف كأس العالم وكأس أوروبا مع منتخب بلاده.
فابينيو
يعتبر اللاعب البرازيلي أحد خريجي أكاديمية “فلومينينسي” الشهيرة في بلاده، ثم رحل لصفوف ريو آفي البرتغالي في بداية مسيرته الاحترافية، قبل أن ينضم إلى ريال مدريد على سبيل الإعارة عام 2012، لكنه عانى للظهور مع الفريق الأول، إذ خاض معه مباراة واحدة فقط كانت ضد ملقا، في الوقت الذي لعب فيه 30 مباراة مع “كاستيا”.
وبنهاية ذلك الموسم لم يفعّل الريال خيار الشراء النهائي، لينضم بعدها اللاعب معاراً في تجربة أخرى إلى موناكو، قادماً من ريو آفي مدة موسمين، قبل أن يشتريه النادي الفرنسي نهائياً في 2015، ويصنع معه اسمه بأحرف من ذهب، الأمر الذي جذب أنظار ليفربول في 2018، لينضم لصفوفه، ويبدأ قصة جديدة من مسلسل توهجه في أوروبا.
وكانت مسيرة اللاعب ناجحة بكل المقاييس بعد مغادرة ريال مدريد، حيث حقق العديد من الألقاب، أبرزها الدوري الإنجليزي، والفرنسي، ودوري الأبطال، وكأس العالم للأندية.
ويسلي شنايدر
النجم الهولندي من أفضل لاعبي خط الوسط خلال فترة وجوده بالملاعب، لكن لسوء حظه كانت تجربته مع ريال مدريد غير موفقة على صعيده الشخصي، إذ غادر أياكس عام 2007 للانضمام إلى “الميرينغي”، الذي قضى معه موسمين، كانا شاهدين على غيابه عن كثير من المباريات، سواء للإصابة أو لأسباب فنية، قبل أن يرحل في 2009 نحو إنتر ميلان.
وفي تجربته مع “النيراتزوري” سرعان ما انسجم شنايدر مع الأجواء الإيطالية وتحديداً تحت قيادة المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو، إذ حقق في موسمه الأول الثلاثية التاريخية، واعتُبر النجم الهولندي وقتها أحد أفضل نجوم العالم بمركزه.
واستمرت مسيرة شنايدر مع الإنتر حتى 2013، وليخوض بعدها تجربة 4 مواسم مع غلطة سراي التركي، ثم نصف موسم مع نيس الفرنسي، وموسم ونصف مع الغرافة القطري قبل الاعتزال في 2019.
عموماً حقق شنايدر العديد من الألقاب المهمة بعد رحيله عن الريال، أبرزها دوري الأبطال، وكأس العالم للأندية، والدوري الإيطالي، والتركي، بخلاف ألقاب أخرى.
أريين روبن
هو أحد أفضل لاعبي الأجنحة في العالم خلال فترة ذروته بالملاعب، لكنه عانى على غرار مواطنه شنايدر، داخل ريال مدريد، بالذات خلال الفترة من 2007-2009، التي كانت شاهدة أيضاً على تكرار إصاباته حتى لُقب بـ”الزجاجي”.
ورغم أن روبن قدّم مستويات جيدة مع أيندهوفن، ثم تشيلسي قبل انضمامه إلى الريال، فإن تجربته مع الأخير لم تكن ناجحة، وهو ما أجبره على الرحيل إلى بايرن ميونيخ الألماني في عام 2009.
في ألمانيا نجح روبين بصورة رائعة للغاية، بعدما كوّن شراكة مع فرانك ريبيري عبر الأطراف، ليقضي مع “البافاري” 10 مواسم كاملة، قبل أن يعلن اعتزاله في 2019، ثم تراجع عن قراره في 2020، ليلعب مع غروننغين.
وتبقى مسيرة روبن شاهدة على العديد من النجاحات الرائعة، أبرزها الثلاثية التاريخية مع البايرن في 2013، بخلاف نيله الدوري الألماني عدة مرات، وكأس العالم للأندية، والسوبر الأوروبي، وألقاب أخرى.
صامويل إيتو
انضم صامويل إيتو إلى ريال مدريد عام 1996 وعمره 16 عاماً، قبل أن يظهر مع الفريق الأول لـ”الملكي” في موسم 1998-1999، الذي كان شاهداً على مشاركته في 7 مباريات فقط، دون إحرازه أي هدف، ليلعب بعدها معاراً لإسبانيول، ثم انتقل في عام 2000 إلى ريال مايوركا، الذي قضى معه 4 مواسم جيدة.
تجربته مع مايوركا جذبت أنظار برشلونة إليه، ليلعب مع النادي “الكتالوني” 5 مواسم مميزة، قبل أن ينضم في 2009 إلى إنتر ميلان، الذي كان معه هدافاً رائعاً أيضاً على مدار موسمين، ثم خاض تجارب مختلفة مع أنجي ماخاتشكالا الروسي، وتشيلسي، وإيفرتون، وسامبدوريا، وقونيا سبور، وقطر القطري، الذي اعتزل معه في 2019.
وبشكل إجمالي، ازدهرت مسيرة إيتو عقب مغادرة ريال مدريد، إذ كان اللاعبَ الوحيد الذي حقق الثلاثية التاريخية مرتين مع فريقين مختلفين، الأولى مع برشلونة (2008-2009)، والثانية مع إنتر ميلان (2009-2010)، بخلاف كثير من الألقاب المختلفة في إسبانيا، وإيطاليا، كما فاز بكأس الأمم الإفريقية مرتين مع منتخب بلاده الكاميرون.