قبل 5 أيام من يوم الانتخابات، أين وصل التصويت المبكر، وما وضع ولايات الحسم؟ والأهم متى يمكن أن يعرف العالم نتيجة أهم سباق رئاسي على الإطلاق منذ قرن من الزمان؟
أين وصل قطار التصويت المبكر؟
أدلى أكثر من 76.5 مليون ناخب أمريكي بأصواتهم حتى صباح الخميس، 29 أكتوبر/تشرين الأول، بحسب موقع مشروع الانتخابات، منهم 25.8 مليون صوّتوا بشخصهم و50.7 مليون صوتوا عبر البريد، وهو ما يمثل أكثر من 55.5% من إجمالي نسبة التصويت في الانتخابات الماضية، في مؤشر على احتمالات تسجيل إقبال قياسي في التصويت هذه المرة، رغم إجراء الانتخابات في ظل تفشي جائحة كورونا.
ولا تزال استطلاعات الرأي تُظهر أفضلية واضحة للمرشح الديمقراطي جو بايدن، على حساب الرئيس الحالي الجمهوري دونالد ترامب، لكن تجربة الانتخابات الماضية حين فاز ترامب على حساب هيلاري كلينتون التي كانت تحظى بالتقدم أيضاً في جميع استطلاعات الرأي تجعل الأمور مختلفة هذه المرة.
ورغم أن نسبة تقدم بايدن تقلّصت في الأيام الأخيرة، فإنه لا يزال مرشحاً للفوز بالتصويت الشعبي بنسبة أكبر من 2.1%، وهي النسبة التي فازت بها كلينتون في 2016. ويظل الموقف مرتبطاً أكثر بالمجمع الانتخابي المكون من 538 صوتاً، ولا بد من فوز بايدن بـ270 صوتاً على الأقل حتى يفوز بالرئاسة، والأمر نفسه ينطبق على ترامب أيضاً، فأي منهما يبدو الأقرب في هذه المرحلة؟
ماذا عن الموقف في الولايات المتأرجحة؟
القصة هنا تتعلق بعدد قليل من الولايات، يُطلَق عليها ولايات الحسم، أو الولايات المتأرجحة من بين الولايات الخمسين، وفي هذا السياق يبدو بايدن في وضع أفضل مما كانت عليه كلينتون في معظم تلك الولايات المتأرجحة، بحسب تقرير لمجلة USATODAY.
أبرز تلك الولايات المتأرجحة هي ما يعرف باسم ولايات الحزام الأزرق، وهي ميتشيغان وبنسلفانيا وويسكنسون، والتي فاز بها ترامب في الانتخابات الماضية بهامش ضئيل للغاية لم يصل إلى 1%، وفي حالة فوز بايدن بتلك الولايات الثلاث، إضافة إلى الولايات التي فازت بها كلينتون في الانتخابات الماضية، سيصبح الرئيس القادم للولايات المتحدة، بحسب محللي بيانات الانتخابات.
أما ترامب، فلا بد أن يفوز بولاية واحدة على الأقل من تلك الولايات حتى يحافظ على حظوظه في الفوز، دون أن يكون ذلك مضموناً، وقال المحلل السياسي باليوغلوس ليو إس إيه توداي إن “حزام الولايات الزرقاء ميتشيغان وبنسلفانيا وويسكنسون قد يمثل نقطة الحسم هذه المرة، والمؤشرات جميعها تصبّ في صالح بايدن، ولا بد لترامب أن يفوز بواحدة منها على الأقل، إلا إذا حقّق الفوز في إحدى الولايات التي خسرها المرة الماضية”.
ولايات الحزام الأزرق
وفي هذا السياق، ركّز ترامب وبايدن حملتهما في بنسلفانيا في الأيام الأخيرة، فالولاية لديها 20 صوتاً في المجمع الانتخابي، كما أنها واحدة من الولايات القليلة التي كان ترامب يتمتع فيها بشعبية واضحة، لكن استطلاعات الرأي تظهر تراجعه فيها خلال السنوات الأربع التي قضاها في البيت الأبيض.
لكن الولايات الثلاث لن تظهر نتائج التصويت فيها ليلة الانتخابات على الأرجح، بسبب ارتفاع نسبة التصويت عبر البريد فيها، إضافة إلى أن بنسلفانيا وويسكنسون لا تسمحان ببدء عمليات التجهيز لفرز الأصوات قبل يوم الانتخابات، 3 نوفمبر/تشرين الثاني، بينما تبدأ تلك العملية في ميتشيغان قبل 10 ساعات فقط، عكس ولايات أخرى ينطلق فيها التجهيز لعملية الفرز قبل أيام أو أسابيع من يوم الانتخابات.
وبسبب توقع أن يكون الإقبال كبيراً في الولايات الثلاث في يوم الانتخابات، من المتوقع أن تشير نتائج الفرز الأولية فيها إلى تقدم ترامب قبل فرز جميع الأصوات المرسلة عبر البريد، وهو ما يعني أن النتائج الكاملة لفرز الأصوات في تلك الولايات قد تتأخر أياماً، قد تشهد أحداثاً غير متوقعة من أي من الجانبين، في صورة اعتراضات ودعاوى قضائية تطيل أمد إعلان النتيجة.
فاز ترامب في ميتشيغان بفارق 0.23%، بينما تشير استطلاعات الرأي هذه المرة إلى تقدم بايدن بفارق 8.1%، وفي ويسكنسون فاز ترامب عام 2016 بفارق 0.77%، بينما يتقدم بايدن حالياً بفارق 5.1%، وفاز ترامب بولاية بنسلفانيا على حساب كلينتون بفارق 0.72%، بينما بايدن الآن متقدم بفارق 5.3% بحسب استطلاعات الرأي.
ولايات حزام الشمس
تبدأ عملية فرز الأصوات في ولايات حزام الشمس (أريزونا وفلوريدا ونورث كارولينا) قبل أسابيع من يوم الانتخابات، 3 نوفمبر/تشرين الثاني، وهو ما يعني أن النتيجة في تلك الولايات الحاسمة على الأرجح ستظهر ليلة الانتخابات أو صباح اليوم التالي، إلا في حالة التقارب الشديد في النتائج بين ترامب وبايدن وهو احتمال قائم.
وفي الانتخابات الماضية فاز ترامب بالولايات الثلاث بفارق أقل من أربع نقاط، بينما تشير استطلاعات الرأي هذه المرة لتقدم بايدن وإن كان هامش التقدم صغيراً، ويمكن أن يحسم بايدن السباق لصالحه في حالة فوزه بفلوريدا، التي تمتلك 29 صوتاً في المجمع الانتخابي، إضافة إلى الفوز في أريزونا أو نورث كارولينا وجميع الولايات التي فازت بها كلينتون في 2016، بغض النظر عن نتيجة ميتشيغان وبنسلفانيا وويسكنسون.
وحتى لو فاز بايدن في فلوريدا فقط، فإن ذلك سيحد من فرص فوز ترامب بصورة درامية، وسيصبح مضطراً لتحقيق الفوز في ولايات الحزام الأزرق جميعها، لذلك كان طبيعياً أن تمثل فلوريدا أرض المعركة الأبرز في السباق، وهناك ظهر أوباما في ميامي، السبت 24 أكتوبر/تشرين الأول، دعماً لبايدن الذي يتوجه إلى مقاطعة تامبا الخميس.
أما ترامب، فإن فوزه في ولايات الشمس الثلاث لن يقضي على فرص بايدن في الفوز، الذي سيظل عليه الفوز بالولايات التي فازت بها كلينتون، إضافة لميتشيغان وويسكنسون وبنسلفانيا، وهو ما يظل احتمالاً قائماً.
وفاز ترامب بأريزونا في الانتخابات الماضية بفارق 3.5%، بينما يظهر بايدن متقدماً الآن بفارق 2.4%، أما في فلوريدا، التي فاز بها ترامب على حساب كلينتون بفارق 1.2%، فيظهر بايدن متقدماً بفارق 1.5%، وفاز ترامب بنورث كارولينا بفارق 3.7%، بينما تشير استطلاعات الرأي إلى تقدم منافسه الديمقراطي هذه المرة بفارق 1.2%.