ما سبب أختفاء 60 % من يهود أوروبا حتى الأن ؟

شهد تعداد اليهود في قارة أوروبا انخفاضا ملحوظا، حيث سجل انخفاضا يقرب من نسبة 60% منذ 1970، بعد أن كان 3.2 مليون يهودي في المنطقة نفسها.

وقالت دراسة، نشرها معهد أبحاث السياسة اليهودية بلندن، إن هناك 1.3 مليون شخص يهودي في أوروبا، لافتا إلى أن المنطقة نفسها وهي «أوروبا القارية»، أي أوروبا بمعزل عن الجزر حولها، والمملكة المتحدة وتركيا وروسيا.

وأرجعت الدراسة انخفاض العدد في معظمه إلى هجرة ما يزيد على 1.5 مليون وذلك عقب انهيار «الستار الحديدي».

ونقل موقع «إسرائيل تايمز» عن المعهد قوله إن أوروبا الغربية فقدت أيضا 8.5% من سكانها اليهود منذ 1970، فهي اليوم موطن لأكثر من مليون يهودي مقارنة العدد الذي كان 1112000 في 1970.

وأشارت الدراسة إلى الطائفة اليهودية في ألمانيا، والتي أوشكت على الانتهاء هناك، موضحة أن ما يزيد على 40% من 118 ألف يهودي فوق سن الخامسة والستين، بينما تبلغ نسبة من هم دون الخامسة عشر 10% .

ولفتت إلى أن هذا الواقع الذي يوجد أيضا في روسيا وأكرانيا ينذر بنسب وفيات مرتفعة وانخفاض سكاني لا يمكن تجنبه في المستقبل .

وعلق تقرير الموقع أن هذه الدراسة هي الأكثر شمولا حول يهود أوروبا، مقارنة بدراسة إحصائية أخرى أجراها الاتحاد الأوروبي في 2018، كما أنها تعتمد على أرقام وبيانات إحصائية قدمتها الطوائف اليهودية، والتي غالبا ما تنضم إلى منظمات لها سجلات عضوية رسمية.

وذكرت الدراسة أن عدد اليهود في أوروبا شهد نموا ليشكل نسبة 83% من يهود العام في عام 1900، وتقدر نسبتهم في الوقت الراهن بـ9% من إجمالي عدد اليهود في جميع أنحاء العالم.

وقالت الدراسة إن فرنسا التي يوجد بها أكبر «شتات» يهودي بعد الولايات المتحدة الأمريكية، مسؤولة كثير من انخفاض عددهم في أوربا الغربية، مشيرة إلى أن فرنسا بها حاليا 449 ألف يهودي، مقارنة بـ530 ألف في 1970، ومن ذ عام 2000 فقط، انتقل 51.455 يهوديا إلى إسرائيل، أي أكثر من أي دولة أخرى في غرب أوروبا في حين تحل بلجيكا الترتيب الثاني في هذه المنطقة، بفارق كبير حيث يوجد بها 2.571 يهوديا.

وقالت إن هناك أسبابا موثقة لـ«الخروج اليهودي» من فرنسا من بينها الفرص الاقتصادي والخوف مما أسمته بـ«معاداة السامية».

وأشارت إلى وجود أسباب أخرى لتراجع التعداد عموما في أوروبا، والذي يتمثل في انخفاض الخصوبة بين اليهود، باستثناء الدول التي يسكنها يهود أرثوذوكس متشددون، إلى جانب الزواج المختلط.

ونبهت الدراسة إلى أن الوضع في ألمانيا جدير بالملاحظة، فقد شهدت تدفق نحو مائتي ألف يهودي من الاتحاد السوفيتي السابق عقب انهياره في 1990، فهذه الموجة إلى جانب هجرة نحو 10 آلاف إسرائيلي جددت حيوية اليهود الألمان.

وأكدت الدراسة أن السكان اليهود في النمسا وبلجيكا والمملكة المتحدة وسويسرا، تشكل طوائف أرثوذوكسية كبيرة متشددة، مرجحة أنها قد تنمو أو على الأقل لن تتناقص.

أما في المملكة المتحدة، وحسب الدراسة، فقد انفخضت الأقلية اليهودية نحو 25% منذ عام 1970، لتصل إلى 295 ألف شخص، ولكن الطائفة تظهر امكانية النمو، حيث أن 33% من أسرها لديهم ما لايقل عن أربعة أبناء.

وووصفت الدراسة، وفقا للنتائج التي توصلت إليها، عدد الإسرائيليين الذين يعيشون في أووبا بأنه «مثير للدهشة»، كما أنه يناقض التقديرات التي تقول أن هناك عشرات الآلاف يعيشون في برلين وحدها، مؤكدة أن هناك نحو 70 ألف شخص ممن ولودوا في إسرائيل يعيشون في القارة بأكملها، يسكن أكثر من نصفهم المملكة المتحدة بواقع 18 ألفا وألمانيا 10 آلاف وفرنسا 9 آلاف وهولندا 6 آلاف.

 

شاهد أيضاً

“الإمبراطور الأبيض”.. مقاتلة الجيل السادس الصينية المصممة للهيمنة على السماء والفضاء

تشهد المنافسة بين الصين والولايات المتحدة تصعيداً ملحوظاً في العديد من المجالات، من أبرزها التسابق …