كشفت دراسة أجراها مركز جامعة كامبريدج لمستقبل الديمقراطية أن جزءاً كبيراً من شباب العالم غير راضين عن الأنظمة السياسية المطبقة في بلادهم وذلك بعد إجراء استبيان استهدف ما يقارب 5 ملايين شخص حول العالم في الفترة بين عامي 1973 و2020.
فيما اعتُبر الإقصاء الاقتصادي، الذي تجلى في ارتفاع معدلات البطالة بين الشباب وعدم المساواة في الثروة، السبب الرئيسي لزيادة السخط في الديمقراطيات المتقدمة.
رصد لآراء أجيال متنوعة
أما في الديمقراطيات الناشئة في أمريكا اللاتينية، وإفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، وجنوب أوروبا، اعتُبر “الإرهاق الانتقالي” عاملاً رئيسياً، حيث تبلغ بعض الأجيال سن الرشد وهي لا تذكر أي شيء عن الحكم الاستبدادي أو عن محاولات آبائهم أو أجدادهم النضال من أجل الديمقراطية وفق تقرير نشرته صحيفة The Independent البريطانية الثلاثاء 20 أكتوبر.
في المقابل يرتفع رضا الشباب عن الديمقراطية بمعدل 16 نقطة مئوية خلال الفترات الأولى لحكم الشعبويين من اليمين واليسار على السواء. وقال باحثون إن “الاستثناء الرئيسي” لهذه القاعدة كان رئاسة دونالد ترامب.
حيث يقول الدكتور روبرتو فوا، المُعدّ الرئيسي للتقرير من قسم السياسة والدراسات الدولية في كامبريدج: “هذا هو الجيل الأول في الذاكرة الحية الذي لا يشعر الجزء الأكبر منه بالرضا عن أداء الديمقراطية وهم في العشرينات والثلاثينات من العمر”.
كما أضاف أن 55% من جيل الألفية، وهم في الثلاثينات من عمرهم، غير راضين عن الديمقراطية، في حين شعر أقل من نصف جيل X بالشعور نفسه في ذلك العمر. أما الجزء الأكبر من جيل طفرة المواليد- وهم في الستينات والسبعينات من العمر الآن- فما يزالون يعربون عن رضاهم عن الديمقراطية، مثل جيل فترة ما بين الحربين.
الرضا عن الديمقراطية
ويُشار إلى أن جيل X يضم من ولدوا بين عامي 1965 و1980، في حين يضم جيل طفرة المواليد من ولدوا بين عامي 1944 و1964.
في حين قال الباحثون إن هذه البيانات لا يمكن أن تشير بشكل قاطع إلى دعم أو ازدراء القيم الديمقراطية، ولكن بإمكانها استشفاف آراء الناس عن أداء مؤسساتهم.
إذ من الجائز أن المشاركين مؤمنون بشدة بالديمقراطية الليبرالية ولكنهم غير راضين عن أداء مثل هذه المؤسسات في الممارسة الفعلية، أو أنهم راضون عن مؤسساتهم الحكومية رغم أنها لا ترقى إلى مستوى المعايير الديمقراطية المتفق عليها.
وفي الديمقراطيات الغربية، يبدو جيل الألفية أيضاً أكثر استقطاباً سياسياً ممن يكبرونهم. إذ يتفق حوالي 41% من جيل الألفية في هذه البلدان على أنه يمكنك معرفة مدى صلاح الشخص من سوئه بمعرفة اتجاهه السياسي، مقابل 30% من المشاركين الذين تزيد أعمارهم عن 35 عاماً، وفقاً للبحث.