بالفيديو والصور – تفاصيل لا تعرفها عن شيخ الأزهر.. ما سر تخليه عن راتبه؟

 

لم يكن العالم الأزهري، محمد أحمد الطيب، المقيم في قرية القرنة بالأقصر بأقصى صعيد #مصر، يعلم عندما انطلقت صرخات مولوده الجديد في 6 يناير من العام 1948 أن ابنه الذي أطلق عليه اسم أحمد سيكون الإمام الـ 48 للأزهر الشريف.

كان الأب يحلم أن يصبح ابنه أحمد وشقيقه محمد الأكبر منه، عالمين أزهريين يشار إليهما بالبنان في قريتهما الواقعة بحضن الجبل بصعيد مصر، لكن الابن أثبت نبوغه مبكرا، وتفوق في كافة مراحل التعليم الأزهري حتى التحق بكلية أصول الدين بالقاهرة، وبعدها واصل تفوقه وحصل على الماجستير والدكتوراه، ثم واصل دراسته في السوربون بفرنسا.

تدرج الدكتور #أحمد_الطيب في جميع المناصب، حتى وصل إلى منصب مفتي الديار المصرية، ثم تركها ليتولى رئاسة جامعة الأزهر، وفي 19 مارس من العام 2010 صدر قرار رئاسي بتعيينه شيخا للأزهر خلفا للإمام الراحل محمد سيد طنطاوي.

شيخ_الأزهر الذي وقع أمس مع بابا الفاتيكان وثيقة الإخوة الإنسانية له مواقف وحكايات، لا يعرفها إلا القليل من أبناء قريته القرنة، والقريبون منه في مشيخة الأزهر.

شيخ الأزهر بساحة الطيب بالقرنة

فرغم تقلده العديد من المناصب مازال الدكتور أحمد الطيب يقيم في شقته بالقاهرة بمفرده تاركاً الأسرة في مسقط رأسه بالقرية، ويواظب على زيارتها لمدة 3 أيام كل أسبوعين وأحيانا ثلاثة كي لا تنقطع صلته بجذوره وأهل قريته.

يقيم نجلا الشيخ وهما المهندس محمود والابنة زينب بالأقصر، كما يتابع الشيخ بنفسه وبواسطه أبناء العائلة ساحة الطيب بالأقصر وهي ساحة مملوكة للعائلة، يجتمع فيها شيخ الأزهر بأهل قريته وأهالي القرى المجاورة، وتقدم فيها واجبات الضيافة الكاملة، ويمارس فيها الشيخ دوره كمحكم عرفي لحل الخلافات والنزاعات بين العائلات، كما يستقبل فيها ضيوفه من المصريين والعرب والأجانب، ويزوره فيها أحيانا بعض السياح الأجانب المتوافدين على الأقصر.

للشيخ وعائلته ساحة أخرى في القاهرة يمتلكها شقيقه الأكبر الشيخ محمد الطيب وهو شيخ طريقة صوفية وقال لـ” العربية.نت” إن الساحة تتوافر بها كافة مقومات الإقامة والضيافة للراغبين من أبناء القرية والقرى المجاورة، سواء مسلمون أو أقباط أو من أي مكان آخر في زيارة القاهرة وقضاء مصالحهم فيه، وتستقبلهم الساحة وتوفر لهم كل ما يحتاجون إليه، كما توجد جمعية خيرية تتولى استضافة الفتيات اليتيمات وتربيتهن والتكفل بنفقاتهن حتى الزواج، واستقبال الحالات المرضية وتوفير العلاج لها، مضيفا أن كل أبناء الطيب يقومون بخدمة الزائرين والمقيمين في الساحة بالأقصر والقاهرة.

ويقول إن الجمعية تقوم بمهام أخرى منها سداد ديون الغارمات، وتقديم الخدمات لمن يطلبها، وحل الخلافات والنزاعات.

شيخ الأزهر في قريته

لشيخ الأزهر مواقف أخرى منها أنه لا يتقاضى راتبا عن منصبه كشيخ للأزهر، ويقول إنه يؤدي عمله في خدمة الإسلام، ولا يستحق عليه أجرا إلا من الله، كما تنازل عن الكثير من مخصصاته زهدا وتقشفا، وخصص الكثير من المعونات من الأزهر للمتضررين من السيول والنكبات، وبناء المستشفيات، وتعويض ضحايا الإرهاب، وقدم الكثير من رحلات الحج والعمرة لأقارب وذوي الضحايا.

لماذا اختاره مبارك

ويكشف العزب الطيب الطاهر، وهو من أبناء بلدة شيخ الأزهر وصحافي بالأهرام، حكايات وأسرارا أخرى عن الإمام الأكبر ويقول لـ “العربية.نت” إن الرئيس السابق حسني مبارك اختار الدكتور أحمد الطيب من بين 5 أسماء عرضت عليه لخلافة الإمام الراحل الشيخ محمد سيد طنطاوي في مشيخة الأزهر لسبب آخر بعيدا عن كفاءته وعلمه وهو إجادة الطيب للغتين الإنجليزية والفرنسية بطلاقة.

ويضيف أن مبارك كان وقتها يعالج في ألمانيا من سرطان البنكرياس في العام 2010، وتقدم له الدكتور زكريا عزمي رئيس ديوان رئاسة الجمهورية بقائمة من 5 أسماء لاختيار شيخ للأزهر من بينهم، فاختار مبارك الدكتور الطيب وقال إنه يجيد الفرنسية والإنجليزية وهذا ما نريده في شيخ الأزهر حتى يقدم صورة الأزهر والإسلام للعالم بلغاته المختلفة ويكون منفتحا على الآخر.

وقت تعيينه شيخا للأزهر كان الدكتور الطيب رئيسا لجامعة الأزهر قادما إليها من منصبه السابق مفتي مصر، وسأله الصحافي المصري وابن بلدته العزب الطيب عن سبب تخليه عن دار الإفتاء وتوليه منصب رئيس جامعة الأزهر، رغم أن دار الإفتاء هي الطريق لمشيخة الأزهر رد عليه الدكتور الطيب وقال له إن الإمام الراحل الدكتور محمد سيد طنطاوي كان وراء تعيينه رئيسا للجامعة وتخليه عن دار الإفتاء، وقال له طنطاوي إن رئاسة الجامعة هي الطريق له لمشيخة الأزهر، مضيفاً أن الاثنين كان بينهما مودة ومحبة وثقة وتقدير متبادلين.

كان الإمام الطيب عضوا بلجنة السياسات بالحزب الوطني الحاكم في عهد الرئيس الأسبق حسنى مبارك، وهو ما أثار غضبا وجدلا، لكن كما يقول العزب الطيب فإن لجنة السياسات التي يقودها جمال مبارك كانت الحاكم الفعلي للبلاد في عهد مبارك، وكان انضمام شيخ الأزهر لها رغبه منه في الحفاظ على الأزهر، وحمايته من العبث والتدخل الذي قد يضر بالصرح الديني العتيق، مضيفا أنه فور زوال هذا السبب قدم الشيخ استقالته من الحزب وقال إن شيخ الأزهر يجب أن يكون لكل المصريين دون انتماءات.

اعتنق الكثير من الغربيين الإسلام على يد شيخ الأزهر، ومن بينهم أفراد الأسرة التي كان يقيم لديهم خلال دراسته في باريس، ويقول العزب إن شيخ الأزهر قارئا جيدا لكافة مجالات العلم والمعرفة والأدب، وكان من أول نادي بتجديد الخطاب الديني دون المساس بثوابت الدين، ودعا للتعريف بوسطية الإسلام واعتداله، مؤكدا أن الإمام الطيب لديه إيمان كبير برسالة الأزهر، وهو راعٍ لكل من يساهم ويساعد في نشر هذه الرسالة في كافة ربوع الأرض.

 

 

شاهد أيضاً

“الإمبراطور الأبيض”.. مقاتلة الجيل السادس الصينية المصممة للهيمنة على السماء والفضاء

تشهد المنافسة بين الصين والولايات المتحدة تصعيداً ملحوظاً في العديد من المجالات، من أبرزها التسابق …