أعلن الديوان الأميري الكويتي منذ قليل وفاة الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير البلاد الذي وافته المنية اليوم الثلاثاء بعد صراع طويل مع المرض في مستشفي بالولايات المتحدة الأمريكية عن عمر ناهز الـ 91 عامًا.
وكانت الكويت قد أعلنت، في 18 يوليو، نقل بعض صلاحيات أمير البلاد لولي عهده، نواف الأحمد الجابر الصباح (83 عاما)، إثر دخول الأمير المستشفى.
ومنذ 23 يوليو، يمكث أمير الكويت، الشيخ صباح الأحمد الصباح، في الولايات المتحدة، لاستكمال العلاج الطبي بعد جراحة لحالة غير محددة خضع لها في الكويت.
وكان الصباح قام في 2019 برحلة علاجية في الولايات المتحدة استمرت ستة أسابيع، تخللها إلغاء لقاء مع الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بسبب وضعه الصحي.
محطات في حياة أمير الكويت الراحل الشيخ صباح الأحمد
في 23 يوليو الماضي، نقل أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر في طائرة مجهزة طبيًا إلى الولايات المتحدة، لاستكمال علاجه بعد إجراء عملية جراحية.
ولم يتم الكشف وقتذاك عن طبيعة حالته الصحية، لكن سفره إلى الولايات المتحدة جاء عقب تصريح لوزير شؤون الديوان الأميري، الشيخ علي جراح الصباح قال فيه إن الأمير (91 عامًا) أجرى عملية جراحية تكللت بالنجاح، دون ذكر طبيعتها وتفاصيلها.
وكان الأمير صباح يعاني من متاعب في القلب، حيث سبق أن خضع لعملية جراحية في القلب شملت تركيب منظم لنبضات القلب منذ عام ،2000، كما خضع لعملية جراحية في الجهاز البولي عام 2007 في الولايات المتحدة.
وقبل سفره إلى الخارج، فوض أمير الكويت ولي عهده الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، بممارسة بعض اختصاصاته الدستورية.
وتولي الشيخ صباح الأحمد السلطة، بعد موافقة الشيخ سعد العبدالله الصباح على التنازل عن العرش في 23 يناير 2006 بسبب وضعه الصحي، ليتم تسميته في 29 من الشهر ذاته، أميرًا للبلاد.
واختار الأمير الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح وليًا للعهد في السابع من فبراير عام 2006، وفي 20 فبراير، بايعه مجلس الأمة بالإجماع للمنصب.
والشيخ صباح أحمد الصباح المولود في مدينة الجهراء عام 1929، هو الابن الرابع للشيخ أحمد الجابر الصباح ( أحمد الأول)، والدته منيرة عثمان السعيد العيار.
وتلقى تعليمه في مدرسة المباركية بالكويت حيث أوفده والده إلى الخارج للدراسة.
وتقلد العديد من المناصب على مدار 65 عامًا، وكانت البداية باختياره رئيسًا لدائرة الشئون الاجتماعية والعمل ودائرة المطبوعات والنشــر عام 1955، ثم تولى وزارة الإرشاد والبناء في عام 1962.
وأصحب وزيرًا للخارجية في 28 يناير 1963، وشغل هذا المنصب في جميع الوزارات التي شكلت منذ عهد الاستقلال وحتى 20 أبريل 1991.
كما أصبح وزيرًا للإعلام بالوكالة خلال الفترة من 2 فبراير 1971 وحتى 3 فبراير 1975، وعين نائبا لرئيس مجلس الوزراء في 16 فبراير 1978 إضافة إلى منصب وزير الخارجية.
تولى مجددا وزارة الإعلام بالوكالة بالإضافة إلى منصبه نائبًا لرئيس مجلس الوزراء ووزيراً للخارجية في الفترة من 4 مارس 1981 وحتى 9 فبراير 1982.
كما تولى منصب النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية في 18 أكتوبر 1992. صدر مرسوم أميري بتعيينه رئيسًا لمجلس الوزراء في 13 يوليو 2003. وتمّت مُبايعته بالإجماع من قبل أعضاء البرلمان أميراً لدولة الكويت في 29 يناير 2006.
والأمير الراحل كان متزوجًا من الشيخة فتوة بنت سلمان الصباح التي توفيت عام 1990 بعد أن أنجبت له أربعة أبناء هم: ناصر الصباح، رئيس الديوان الأميري، وحمد الصباح أحد أكبر رجال الأعمال في البلاد، وأحمد الذي توفي عام 1969 وابنته الوحيدة سلوى التي توفيت أيضًا عام 2002.
الشيخ نواف.. من هو خليفة أمير الكويت وفق قانون التوارث؟
بعد الإعلان عن وفاة أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، الثلاثاء، تنتقل مقاليد الحكم وفق قانون توارث الإمارة إلى ولي العهد الشيخ نواف الأحمد الصباح، الذي شغل مراكز قيادية مهمة في تاريخ الكويت.
وولد الشيخ نواف الأحمد الصباح في الخامس والعشرين من يونيو عام 1937 في مدينة الكويت، وهو الابن السادس لحاكم الكويت العاشر الشيخ أحمد الجابر المبارك الصباح، الذي حكم البلاد في الفترة ما بين عامي 1921 و1950 .
وللشيخ نواف 4 أبناء وابنة، هم الشيخ أحمد النواف والشيخ فيصل النواف والشيخ عبد الله النواف والشيخ سالم النواف والشيخة شيخة النواف.
وتولى الشيخ نواف الأحمد الصباح العديد من المناصب المهمة، لتبدأ رحلته في العمل السياسي في فبراير 1962، عندما تولى منصب محافظ حولي، حيث تمكن من تحويل المحافظة التي كانت عبارة عن قرية إلى مدينة حضارية وسكنية وجارية تعج بالنشاط التجاري والاقتصادي، وتولى مسؤولية محافظة حولي لمدة 16 عاما.
وفي مارس 1978، تولي حقيبة وزارة الداخلية خلفا للأمير الشيخ سعد العبد الله السالم الصباح، الذي تولي منصب ولاية العهد ورئاسة مجلس الوزراء في بداية عهد الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح.
ثم تولى الشيخ نواف منصب وزير الدفاع في يناير 1988، حيث “طور العمل بشقيه العسكري والمدني، وعمل على تحديث وتطوير معسكرات وزارة الدفاع ومدها بكافة الأسلحة والآليات الحديثة لتقوم بواجبها الوطني في الدفاع عن الكويت وحمايتها من المخاطر الخارجية”.
كما اهتم بإيفاد البعثات إلى الدول الصناعية العسكرية للتدرب علي قيادة الطائرات العسكرية وكافة أنواع الأسلحة والمدرعات والمدافع التي يستخدمها الجيش الكويتي.
وحرص أيضا على تضمين عقود شراء الأسلحة بنودا تنص على تدريب العسكريين الكويتيين عليها وصيانتها، وفتح المجال واسعا لانخراط أبناء الكويت في السلك العسكري وإعطائهم الكثير من الامتيازات.
وفي أبريل 1991، عند تشكيل أول حكومة كويتية بعد حرب تحرير الكويت وعودة الشرعية، تم تكليف الشيخ نواف بحقيبة وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، حيث اتخذ قرارات لرعاية الأرامل والأيتام والمسنين.
وفي أكتوبر 1994، تولى منصب نائب رئيس الحرس الوطني، حيث ترك بصمات واضحة لإعادة ترتيب وتنظيم الحرس الوطني وتحقيق التوافق والتوازن بين الجندي والإنسان.
وعلى مدار 9 سنوات، بذل الشيخ نواف جهودا مضنية للوصول إلى أرقي المستويات والمعدلات في المؤسسات الأمنية المماثلة في أكثر دول العالم تطورا، وعمل على تطوير المنظومة العسكرية للحرس وجعله الذراع اليمنى للقوات المسلحة.
وأرسى خطط التطوير في الحرس الوطني التي تعتمد على عدة محاور، أولها التنمية البشرية التي تتحقق بدءا من حسن اختيار الموارد البشرية، وثانيها التدريب الجاد المستمر والتحصيل العلمي سواء في المجال العسكري القتالي أو في النواحي التخصصية الفنية والإدارية، وثالثها الارتقاء بمستوى الفرد ورعايته صحيا ورفع روحه المعنوية.
كما أرسل العديد من منتسبي الحرس الوطني للخارج في بعثات ودورات عسكرية متطورة، وعمل على ترغيب الشباب الكويتي للانخراط في سلك الحرس الوطني.
وفي 13 يوليو 2003، عاد الشيخ نواف ليتولى حقيبة وزارة الداخلية، حيث يعتبر “بمثابة الأب الروحي لرجال الأمن والمؤسس الحقيقي لوزارة الداخلية بشكلها الحديث وإدارتها المختلفة”، وفق ما ذكر موقع ديوان ولي العهد.
وفي 16 أكتوبر 2003، صدر مرسوم أميري بتعيين الشيخ نواف نائبا أول لرئيس مجلس الوزراء ووزيرا للداخلية .
وفي السابع من فبراير 2006، أصدر أمير دولة الكويت أمرا أميريا بتزكية الشيخ نواف وليا للعهد، وفي العشرين من الشهر نفسه، تمت مبايعة مجلس الأمة للشيخ نواف وليا للعهد.