أظهر مسح استقصائي سنوي لتوجهات الألمان، الخميس 10 سبتمبر/أيلول 2020، أنهم يتخوفون من سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أكثر من فيروس كورونا، الذي ألحق ضرراً بالغاً بأكبر اقتصاد في أوروبا.
بحسب المسح الذي أجرته مجموعة (أر+في) للتأمين، في يونيو/حزيران ويوليو/تموز، طغت على المخاوف الاقتصادية سياسات ترامب، بأنها قد تجعل من العالم مكاناً أكثر خطراً، حيث وضعه نحو 53% ممن شملهم المسح على رأس قائمة مخاوفهم.
في حين جاء في المرتبة الثانية ارتفاع تكاليف المعيشة، ليلي ذلك الوضع الاقتصادي في المرتبة الثالثة، ثم التكلفة التي يتحملها دافعو الضرائب في الاتحاد الأوروبي.
أما فيروس كورونا فجاء في المرتبة السابعة عشرة، وقال نحو ثلث من شملهم المسح إنهم كانوا قلقين من أن يصيبهم مرض كوفيد-19، أو يصيب أحداً ممن يعرفونهم.
ونجحت ألمانيا في الإبقاء على أعداد إصابات كوفيد-19 والوفيات الناجمة عنه منخفضة نسبياً، مقارنة ببعض الدول الأوروبية، إلا أنها تشهد ارتفاعاً جديداً في أعداد الإصابات.
ولم يقدم المسح تفاصيل حول الجوانب التي تقلق الألمان في سياسات ترامب، إلا أن مجموعة (أر+في) نقلت عن مانفريد شميت، أستاذ العلوم السياسية بجامعة روبريخت-كارلز في هايدلبرج، قوله إن اللوم يقع على سياسته الخارجية.
شميت الذي يقدم المشورة للمجموعة قال حول مسحها الاستقصائي السنوي إن المخاوف تتعلق “بشكل خاص بالنزاعات التي تشبه الحرب التجارية مع الصين، والهجوم على السياسات التجارية والأمنية للحلفاء، بما في ذلك ألمانيا. وكذلك انسحاب الولايات المتحدة من التعاون الدولي والمواجهة مع إيران”.
وكان ترامب قال إن بلاده تحمي ألمانيا من روسيا، وهي دولة في حلف الناتو، لكنها تدفع مليارات الدولارات لموسكو للحصول على الطاقة “لذا طلبنا إلغاء خط الغاز الجديد بين ألمانيا وروسيا الذي يتم مده بين البلدين”.
مشروع خط أنابيب غاز “نورد ستريم 2″، الذي ينقل الغاز الروسي إلى ألمانيا مباشرة عبر بحر البلطيق، يرى ترامب أنه سيحقق أرباحاً طائلة لروسيا وقال: “يجب أن نحمي ألمانيا من روسيا، لا بأس في ذلك، لكن ألمانيا تدفع لروسيا مليارات الدولارات للحصول على الطاقة”، حسب DW.
وكان ترامب ينتقد المشروع منذ سنوات. وفي نهاية عام 2019، فرض ترامب أولى العقوبات على بعض الشركات المشاركة في المشروع. ويتهمه منتقدون بأنه يريد فقط وقف المشروع، حتى يتمكن من بيع المزيد من الغاز المسال الأمريكي في أوروبا.
كما اتهم ألمانيا بتحقيق ثروات عبر القوات الأمريكية المتمركزة في أراضيها، وقال مطلع أغسطس/آب، في تصريحات لمحطة “فوكس” الأمريكية، إنه لا يريد نشر عشرات الآلاف من الجنود في ألمانيا، وأضاف: “حققوا (الألمان) ثروات عبر القوات. فكما تعلم لقد بنوا (الألمان) مدناً حول قواتنا”.
وجدد ترامب اتهاماته لألمانيا بـ”التلكؤ” فيما يتعلق بنفقات حلف شمال الأطلسي (الناتو)، مضيفاً أنه يتعين عليها أن تدفع.