نتنياهو يكذب رواية أولاد نهيان حول اتفاق التطبيع ويجدد تمسكه بضم أراضٍ فلسطينية

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأحد، 16 أغسطس/آب 2020، إن اتفاق التطبيع مع دولة الإمارات، يُنهي مبدأ “الأرض مقابل السلام”، الذي تعتمد عليه عملية التسوية السياسية في المنطقة على حد قوله.

في بيانه الذي أصدره مكتبه عقب الاجتماع الأسبوعي للحكومة، أكد نتنياهو تمسكه بخطة ضم أراض فلسطينية واسعة في الضفة الغربية. ويأتي تأكيده، مخالفاً لادعاءات أبو ظبي، حول أن الاتفاق التطبيعي أوقف خطة “الضم”.

صفقة القرن المزعومة: وفي هذا السياق، قال نتنياهو “أنا الذي أصر على إدراج مسألة السيادة (الضم) ضمن الخطة (صفقة القرن الأمريكية المزعومة)، ولم يطرأ أي تغيير على هذه الخطة، إن الرئيس ترامب ملتزم بها، وأنا ملتزم بإجراء مفاوضات على أساسها”.

كان نتنياهو قد أعلن أن حكومته ستبدأ عملية ضم 30% من أراضي الضفة في الأول من يوليو/تموز 2020، لكنه أشار لاحقاً إلى أن الأمر ما زال بحاجة إلى المزيد من التشاور داخل الحكومة الإسرائيلية ومع البيت الأبيض.

كذلك قال نتنياهو إن الاتفاق مع الإمارات “يعتمد على قوة بلاده، ولا يَطلب من إسرائيل الانسحاب من أية أراض، مقابل إبرام اتفاقية السلام مع الإمارات”.

مبدأ الارض مقابل السلام: نتنياهو أضاف “هذا الاعتقاد بإمكانية إحلال السلام المبنى على الانسحاب والوهن (يقصد مبدأ الأرض مقابل السلام)، قد فارق الدنيا وتلاشى، وتم استبداله باعتقاد آخر مفاده السلام الحقيقي، والسلام مقابل السلام والسلام من منطلق القوة، وهذا ما نروّج له حالياً”.

فيما تعتمد عملية التسوية السياسية في الشرق الأوسط، التي انطلقت، برعاية أمريكية، نهاية عام 1991، على مبدأ “الأرض مقابل السلام”، حيث إن على إسرائيل الانسحاب من كامل الأراضي التي احتلتها عام 1967 ومنْح الشعب الفلسطيني حريته، والسماح له بإنشاء دولة مستقلة عاصمتها “القدس الشرقية”.

إلى ذلك فقد زعم نتنياهو، بحسب بيان صدر عن مكتبه، أن “اتفاقية السلام التي أبرمت بين تل أبيب وأبو ظبي، تستند إلى مبدأين مفادهما: السلام مقابل السلام والسلام من منطلق القوة”.

حيث أضاف “هذه العقيدة تتعارض كلياً مع الاعتقاد الذي كان يقضي، حتى ما قبل أيام معدودة، بعدم وجود أي دولة عربية توافق على إحلال سلام رسمي ومفتوح مع إسرائيل، قبل حل النزاع مع الفلسطينيين”، في إشارة للمبادرة العربية، التي ترفضها إسرائيل.

مبادرة السلام العربية: في المقابل تقوم مبادرة السلام العربية، التي أطلقها الملك السعودي الراحل، عبدالله بن عبدالعزيز، عام 2002 على “إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإنشاء دولة فلسطينية مستقلة”، قبل التطبيع مع إسرائيل.

لكن إسرائيل، لا تخفي سعيها منذ سنوات، إلى كسر الالتزام العربي بهذه المبادرة، زاعمة أن المدخل لإحلال السلام، هو تطبيع العلاقات بينها وبين الدول العربية أولاً، وليس العكس.

يذكر أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أعلن الخميس توصل الإمارات وإسرائيل إلى اتفاق لتطبيع العلاقات.

يأتي إعلان اتفاق التطبيع بين تل أبيب وأبو ظبي، تتويجا لسلسلة طويلة من التعاون والتنسيق والتواصل وتبادل الزيارات بين البلدين.

فيما قوبل الاتفاق بتنديد فلسطيني واسع من القيادة وفصائل بارزة، مثل “حماس” و”فتح” و”الجهاد الإسلامي”، فيما عدته القيادة الفلسطينية، عبر بيان، “خيانة من الإمارات للقدس والأقصى والقضية الفلسطينية”.

شاهد أيضاً

“الإمبراطور الأبيض”.. مقاتلة الجيل السادس الصينية المصممة للهيمنة على السماء والفضاء

تشهد المنافسة بين الصين والولايات المتحدة تصعيداً ملحوظاً في العديد من المجالات، من أبرزها التسابق …