في خطوة متوقعة أعلن رئيس حكومة لبنان الدكتور حسان دياب، اليوم الاثنين، في كلمة للشعب اللبناني استقالة حكومته، على وقع انفجار مرفأ بيروت الذي أودى بحياة 158 شخصاً وأكثر من 6 آلاف جريح، وفق حصيلة رسمية غير نهائية.
وقال “دياب” في كلمته من السرايا الحكومية، إن “منظومة الفساد أكبر من الدولة ونحن لا نستطيع التخلص منها، وأحد نماذج الفساد انفجار بيروت”.
وتابع رئيس الحكومة المستقيل:”لا نزال نعيش هول المأساة التي ضربت لبنان وأصابت اللبنانيين في الصميم والتي حصلت نتيجة فساد مزمن في الإدارة. حجم المأساة اكبر من ان يوصف، ولكن البعض يعيش في زمن آخر والبعض لا يهمه سوى تسجيل النقاط الشعبوية الانتخابية”
واضاف: “هؤلاء لم يقرأوا جيدا ثورة 17 تشرين، وتلك الثورة كانت ضدهم واستمروا في حساباتهم وظنوا انهم يستطيعون تمييع مطالب اللبنانيين بالتغيير”.
حسن دياب تابع حديثه: “كل ما يهمنا انقاذ البلد، وتحملنا الكثير من الامور وكنا نريد العمل ولم تتوقف الابواق عن محاولة تزوير الحقائق لحمايتها، نطلب اللبنانيين بالتغير ولكن بيننا وبين التغيير جدار سميك جدا تحميه طبقة تقاوم بكل الاساليب الوسخة من اجل الحفاظ والتحكم بالدولة، وقاتلنا بشراسة وشرف ولكن هذه المعركة لا يوجد فيها تكافؤ واستعملوا كل الاسلحة وكذبوا على الناس وشوهوا الحاقائق وكانو يعلمون ان الحكومة تشكل تهديد لهم”.
وقال:”اليوم وصلنا إلى هنا إلى هذا الزلزال الذي ضرب البلد مع كل تداعياته الإنسانية والاجتماعية والوطنية، وهمنا الأول التعامل مع هذه التداعيات اجراء تحقيق فعال، نحن اليوم نحتكم إلى الناس إلى مطلبهم محاسبة المسؤولين على هذه الكارثة”.
واردف دياب: “حاولوا تحميل الحكومة مسؤولية الانهيار والدين العام فعلا “اللي استحوا ماتوا”، وهذه الحكومة بذلت جهدا لوضع خريطة طريق”، ولفت الى ان “هناك من يزور الحقائق ويعيش على الفتن ويتاجر بدماء الناس في ساعات التخلي”، وختم قائلا “الله يحمي لبنان، الله يحمي لبنان”.
وتفاعل ناشطون في لبنان مع استقالة دياب على تويتر ودشنوا وسم باسمه لاقى ردود أفعال متابينة.
ويشار إلى أنه في وقت سابق الإثنين، قدمت وزيرة العدل اللبنانية ماري كلود نجم، استقالتها الخطية من الحكومة إلى رئيس الوزراء حسان دياب، لتكون الثالثة التي تتخلى عن حقيبتها الوزارية بعد وزيرة الإعلام منال عبدالصمد، ووزير البيئة والتنمية الإدارية دميانوس قطار.
وهذه ثالث استقالة لوزراء في الحكومة اللبنانية، على خلفية كارثة انفجار مرفأ بيروت، بعد إعلان وزيرة الإعلام منال عبدالصمد، ووزير البيئة ديميانوس قطار، استقالتهما، الأحد.
في السياق ذاته، قدم عضو كتلة اللقاء الديمقراطي هنري حلو، الإثنين، استقالته من مجلس النواب اللبناني، لينضم إلى 6 نواب تقدموا، في وقت سابق، باستقالاتهم على خلفية الانفجار.
وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام (رسمية)، بأن النائب حلو قدم كتاب استقالته من مجلس النواب إلى الأمين العام للمجلس عدنان ضاهر.
وسبق حلو، استقالة 3 من نواب حزب الكتائب اللبنانية، بحسب تصريح رئيسه سامي الجميل، إلى جانب النواب بولا يعقوبيان، ومروان حمادة، وميشال معوض، فيما تراجع النائب، نعمة إفرام، عن استقالة أعلنها، الأحد، بهدف “إعطاء فرصة لمجلس النواب لإصدار قانون لتقصير ولايته”.
وفي 4 أغسطس قضت العاصمة اللبنانية ليلة دامية، جراء انفجار ضخم في مرفأ بيروت، خلف 158 قتيلاً وأكثر من 6 آلاف جريح، ومئات المفقودين، بحسب أرقام رسمية غير نهائية.
ووفق تحقيقات أولية، وقع الانفجار في عنبر 12 من المرفأ، الذي قالت السلطات إنه كان يحوي نحو 2750 طناً من “نترات الأمونيوم” شديدة الانفجار، كانت مصادرة ومخزنة منذ عام 2014.
ويزيد انفجار بيروت من أوجاع بلد يعاني منذ أشهر، تداعيات أزمة اقتصادية قاسية، واستقطاباً سياسياً حاداً، في مشهد تتداخل فيه أطراف إقليمية ودولية.
وأصيب محتجون مساء الأحد، خلال اشتباكات بين قوات الأمن ومئات المحتجين، وسط بيروت، في ثاني أيام احتجاجات تطالب باستقالة الحكومة ورئيس الجمهورية، على خلفية كارثة انفجار مرفأ العاصمة اللبنانية.
واستهدفت عناصر من قوات الأمن المحتجين بالرصاص المطاطي وقنابل الغاز المسيل للدموع من أجل منعهم من الوصول إلى مبنى مجلس النواب (البرلمان)، مما أدى إلى جرح العديد من المحتجين.
وقال الصليب الأحمر، عبر “تويتر”، إن 11 فرقة تابعة له تعمل على إسعاف ونقل الجرحى.
ويحمل المحتجون السلطة الحاكمة مسؤولية انفجار المرفأ في 4 أغسطس الجاري.