ثلاث أخوات نزحن مع عائلاتهن من مدينة إدلب السورية إلى ألمانيا بحثا عن الأمن ومستقبل أفضل. الأخوات الثلاث نجحن في الحصول على شهادة الثانوية العامة بمعدل جيد رغم أنه لم يمض سوى خمس سنوات على وصولهن إلى ألمانيا.
“كنا مصرين على إتمام تعليمنا والحصول على شهادة الثانوية العامة” هذا ما قالته سمر، وهو ما دفع اللاجئة السورية (19 عاما) وأختاها لمى ولونا (جميع الأسماء تم تغييرها) إلى المثابرة على تعلم اللغة الألمانية وإتقانها بشكل جيد. بعد خمس سنوات من الوصول إلى ألمانيا نجحت الأخوات الثلاث في تحقيق هدفهن في الدخول إلى الجامعة في ألمانيا
كحال الكثير من اللاجئين الذين وصلوا إلى ألمانيا في ذروة موجة اللجوء عام 2015، كانت هناك شكوك في قدرة الفتيات الثلاث على متابعة تعليمهن في الثانوية العامة مع التلاميذ الألمان. والسبب بالدرجة الأولى هو صعوبة اللغة الألمانية. ما جعل البعض ينصحهن بالاكتفاء بإجراء تدريب مهني. لكن أساتذتهن كانوا واثقين من قدراتهن على النجاح، وتقول سمر في حوار مع موقع صحيفة بيلد الألمانية الواسعة الانتشار “ألمانيا منحتنا فرصة رائعة ونريد رد الجميل”.
بمعدل جيد حصلت اللاجئات الثلاث على شهادة الثانوية العامة في مدينة كولونيا. تحديد مسارهن الدراسي يؤكد على حنينهم لماضيهن في سوريا. فسمر اختارت دراسة العلوم السياسية والتركيز على الشرق الأوسط، لفهم ما يحدث في وطنها ومعرفة أسباب الصراعات هناك.
أما لونا، فاختارت علم الاجتماع والتركيز على التعايش بين ثقافات مختلفة “من خلال تجربتي كلاجئة أريد العمل في مجال يجمع الناس من ثقافات مختلفة ومساعدتهم على فهم الاختلاف بين الثقافات”. أما لمى فتريد دراسة الهندسة المعمارية، “لبناء المنازل بدلا من إزالة الحطام” حسب ما أكدته لموقع بيلد الالماني.
طريق لم يكن مفروشا بالورود
منزل الطفولة التي عاشت فيه لمى في إدلب شمال غربي سوريا مع أخواتها وعائلتها، تهدم بعد مغادرته بوقت قصير. عمليات القصف والصواريخ دفعت العائلة السورية لاتخاذ قرار النزوح والبحث عن مستقبل آمن. المحطة الأولى كانت تركيا وتحديدا اسطنبول. هناك أقامت العائلة عند أحد أقاربها في منزل صغير يقيم فيه 14 شخصا.
سوء الأوضاع المعيشية هناك دفع العائلة للمغادرة والتوجه نحو أوروبا رغم تحذيرات أقاربهم لهم من خطورة الطريق. بواسطة قارب مطاطي مليء بالمهاجرين وصلت العائلة إلى اليونان وعبر طريق البلقان وصلت إلى العاصمة النمساوية فيينا. رحلة دامت ثلاثة أشهر لينتقلوا بعد ذلك إلى سالزبورغ ومنها إلى ميونيخ في ولاية بافاريا الألمانية ولتستقر فيما بعة بمدينة كولونيا والحصول على حق اللجوء في نهاية عام 2015.
تشبه قصة العائلة السورية ربما قصص كثير من العائلات التي وصلت إلى ألمانيا والتي كانت نهايتها سعيدة. لكن يبقى رد الجميل لألمانيا على الفرص التي منحتها لهن هو أساس إصرارهن على متابعة النجاح وإنهاء دراستهن والدخول في سوق العمل.