من المعروف أن فيتامين “د” يلعب دوراً هاماً في الحفاظ على سير العديد من العمليات داخل الجسم بسلاسة، لكن الأبحاث الحديثة وجدت أنه يمكن أن يكون مفيداً لوظائف الدماغ أيضاً، وربما يساعد في الحماية من الأمراض التنكسية العصبية في المستقبل.
تؤكد العديد من الدراسات أهمية فيتامين “د” ودوره في زيادة مناعة الجسم كذلك، ما يساعد على الوقاية من الأمراض الالتهابية ودرء العدوى من الفيروسات مثل فيروس كورونا الذي انتشر أواخر عام 2019.
فيما يلي نستعرض عدداً من فوائد فيتامين “د” بصفة عامة، وصحة الدماغ تحديداً.
الربط بين فيتامين “د” وصحة الدماغ
يمكن أن يرتبط نقص فيتامين “د” بزيادة ظهور الأمراض العقلية كالزهايمر، حيث يلعب دوراً في منع الأكسدة والالتهاب في الجسم.
وفقاً لإحدى الدراسات التحليلية التي أجريت عام 2019 واستعرضت 11 دراسة على ما مجموعه 21784 مشاركاً، يبدو أن هناك صلةً بين نقص فيتامين “د” وزيادة خطر الإصابة بالخرف ومرض الزهايمر.
وفي مقالٍ علمي آخر نُشر في مجلة الزهايمر، تم التوصل إلى أن تركيزات فيتامين “د” أقل بكثير لدى الأشخاص المصابين بمرض الزهايمر وأشكال أخرى من ضعف الإدراك.
بالنسبة لسبب نقص فيتامين “د” الذي قد يزيد من خطر الإصابة ببعض الأمراض العصبية التنكسية (الأمراض المتعلقة بالتقدم في السن والشيخوخة، التي تتراجع فيها وظائف أو بنى الأنسجة أو الأعضاء)، يبدو أن مستويات فيتامين “د” الكافية مرتبطة بانخفاض بيتا أميلويد وتاو الفسفوريلات، وهما بروتينان في الدماغ يعدان من السمات المميزة لمرض الزهايمر.
ويعمل العلماء حالياً على المزيد من الأبحاث وبذل المزيد من الجهد لترسيخ العلاقة بين نقص فيتامين “د” والزهايمر والآليات التي تدفعه.
بالإضافة إلى إمكانية لعب دور وقائي ضد اضطرابات الدماغ المرتبطة بالعمر، يمكن أن يساعد الفيتامين في أداء وظائف الدماغ اليومية، كتخفيف ما يسمى “ضباب الدماغ”، أو انخفاض القدرة على التذكر والتفكير بوضوح.
فإذا اعتقدنا أن نقص فيتامين “د” مرتبط ببداية الخرف، وهو مرض يؤثر في الذاكرة، فمن المحتمل أن يؤثر نقص فيتامين “د” في جوانب أخرى من الذاكرة.
مستقبلات فيتامين “د” في الدماغ تتركز في نفس المنطقة المسؤولة عن تكوين ذكريات جديدة، ما من شأنه أن يمثّل دليلاً مقنعاً على أنه مرتبط بعملية خلق ذكريات جديدة.
فوائد هامة لا تعرفها لفيتامين “د”
يساعد على دعم صحة الغدة الدرقية: يلعب الفيتامين دوراً مهماً في صحة الغدة الدرقية، فينظم إنتاج هرمونات الغدة الدرقية التي تساعد على حمايتك من أمراض الغدة الدرقية والحفاظ على وزن صحي ومزاج ودورة نوم ومناعة.
تلعب بعض هرمونات الغدة الدرقية أيضاً دوراً في الحفاظ على الشعر والجلد والأظافر.
يعزز الحمل الصحي: ينتج عن الحمل والولادة والعناية بطفل جديد كمية متزايدة من هرمونات التوتر والحرمان من النوم والقدرة على التحمل. هذا يضع ضغطاً كبيراً على التوازن الهرموني للجسم، ما يؤدي في الغالب إلى ضعف الغدة الدرقية والكظرية. لذلك فإن الحصول على ما يكفي من فيتامين “د” ضروري جداً للحفاظ على التوازن قبل وبعد الحمل والولادة.
يدعم المناعة: ثبت أن المستويات المثلى من فيتامين “د” تؤثر بشكل إيجابي في جهاز المناعة الفطري والتكيف بطرق متنوعة بما في ذلك تعزيز التعبير الجيني لخلايا الدم البيضاء، ومساعدة الجهاز المناعي على التكيف ودرء العدوى، وإدارة الالتهاب. هناك سبب للاعتقاد بأن المكمل بفيتامين “د” يمكن أن يساعد في تقليل خطر COVID-19 ، لكن الموضوع بحاجة إلى مزيد من الأبحاث.
يقلل من الحالات الصحية السيئة الناجمة عن الالتهاب: في حين أن بعض الالتهاب يمكن أن يكون شيئاً جيداً -مثل التورم الوقائي الذي يحدث بعد الصدمة الجسدية- إلا أن الالتهاب المزمن يمثل مشكلة؛ لأنه يسبب انهيار الجسم. (يتم التعرف على الالتهاب الآن كعامل سببي في كل حالة مزمنة تقريباً من أمراض القلب إلى الاكتئاب). يساعد فيتامين “د” على التحكم في الالتهاب عن طريق تعديل إطلاق وانتشار السيتوكينات – السوائل الكيميائية التي تبدأ الالتهاب.
يعزز صحة العظام: ربما كنت تعرف هذا بالفعل، لكن ما الذي يجعل فيتامين (د) جيداً لعظامك؟ تكمن الإجابة في الطريقة التي يساعدنا بها على امتصاص الكالسيوم، العنصر الأساسي لعظامنا. في الأمعاء الدقيقة يعمل فيتامين “د” على نقل الكالسيوم الذي نستهلكه من الطعام إلى مجرى الدم. والحفاظ على مستويات كافية من الكالسيوم وفيتامين “د” طوال الحياة، كجزء من نظام غذائي متوازن، قد يقلل من خطر الإصابة بهشاشة العظام.
كيفية الحصول على حاجتك من فيتامين “د”
غالباً ما يوجد فيتامين “د” في ثلاثة عناصر: الشمس والطعام والمكملات الغذائية. عندما تضرب الأشعة فوق البنفسجية من أشعة الشمس الجلد، فإنها تدفع الجسم إلى تكوين فيتامين “د” بمفرده. ولكن كن حذراً من التعرض المفرط. بعض الأطعمة مثل الأسماك الدهنية والحليب والبيض والفطر والسلمون السوكي وزيت كبد سمك القد ولحم البقر الذي يتغذى على العشب والسردين تحتوي أيضاً على فيتامين “د” بشكل طبيعي أو مزودة به. ومع ذلك قد يكون من الصعب الحصول على الجرعة اليومية الموصى بها من فيتامين “د” من 200 إلى 600 وحدة دولية.
غالباً ما يوصي الأطباء بأن يأخذ الناس مكملاً غذائياً خاصة في وقت مثل وقتنا هذا الذي نعيشه خلال فترة الحجر الصحي والتباعد الاجتماعي أو إن كنت تعيش في مناخ شمالي ولا تخرج في الشمس كثيراً. ويفضل الأطباء فيتامين “د” 3 لأنه يحسن من مستوى فيتامين “د” في الجسم بشكل أفضل.
وفقاً لطبيبة الطب الوظيفي أليخاندرا كاراسكو، يرتبط نقص فيتامين “د” بعدد من الحالات بما في ذلك أمراض المناعة الذاتية، والالتهابات المزمنة، وأمراض الغدة الدرقية، ومشاكل الخصوبة. لذلك إذا كنت تعاني من أي من هذه، أو ترغب ببساطة في الاستثمار بصحة الدماغ الآن وفي المستقبل، فقد ترغب في البدء بإدخال مكمّل فيتامين “د” اليومي في روتينك.