مع انتشار فيروس كورونا المستجد في مصر واتباع العلاج المنزلي للكثير من الحالات المصابة بالفيروس، مما يتطلب في الكثير من الحالات بعض الأجهزة والأدوات غير المتوفرة في المنازل، مثل أسطوانات الأوكسجين التي يتم استخدامها في حالات ضيق التنفس ونقص الأكسجين في الدم، والتي يصعب على الكثيرين شراؤها أو تأجيرها، قرر هشام الشاذلي أن يساعد بطريقته الخاصة.
يقوم هشام الشاذلي، الذي يعمل فني تبريد 50 عاما، بالتنقل على دراجته النارية في أحياء القاهرة والجيزة حاملاً أسطوانات الأوكسجين لمساعدة مرضى العزل المنزلي غير القادرين على شرائها والتعامل معه، مع مراعاته كافة الإجراءات الاحترازية اللازمة.
هشام الشاذلي أوضح لـ”العربية.نت” أن والدته كانت تعاني من سرطان الرئة قبل وفاتها من أكثر من 10 سنوات، وخلال تلك الفترة عانى في البحث عن أسطوانات الأوكسجين والتعامل معها وتوفيرها لوالدته بشكل مستمر، لذلك بعد انتشار فيروس كورونا والعزل المنزلي، واحتياج الأفراد للمساعدة في الحصول عليها والتعامل معها، قرر أن يساعد كل من يحتاج المساعدة دون أي مقابل مادي.
وبدأ من خلال أسطوانات الأوكسجين المتاحة لديه بحكم عمله، من خلال الإعلان على صفحته على مواقع التواصل أن هذه الخدمة مجانية لكي يتواصل معي كل من يحتاج المساعدة.
وتابع “بالاستعانة بدراجتي النارية للوصول لأي حالة في أي مكان، مع اتباعي لكافة الإجراءات الوقائية من تعقيم وتطهير لمنع نقل العدوى، وتفاعل الكثيرون مع الصفحة، وتقدم الكثير منهم بأسطوانات الأوكسجين والأدوات الطبية لكي أساعد المرضى بشكل أوسع، علماً أنني لا أقبل أي مساعدات مادية”.
ولم تعد الخدمة في منطقتي الدويقة ومنشية ناصر في القاهرة فقط بل يطلب المواطنون من شتى الأحياء والمحافظات، “وأحاول أنا ونجلي أن نساعد أكبر عدد ممكن من خلال الإمكانيات المتوفرة لدينا، كما تساهم زوجتي التي تعمل ممرضة في تحضير الوجبات للمرضى”.
وأضاف الشاذلي: “فوجئت من خوف الكثيرين من التعامل معي من سكان الحي، مخافة أن أكون مصابا بالفيروس وبسبب تعاملي مع مرضى كورونا، كما يتجاهلني الكثيرون من سكان المنطقة على الرغم من تشجيع البعض لي”.
وتابع الشاذلي أن الكثير من الحالات لا تجد من يرعاها ويعتني بها رغم أنهم من كبار السن ويحتاجون لرعاية خاصة، منهم سيدة مسنة لها 5 أبناء وكانت تحتاج إلى أسطوانة أوكسجين، إلا أن جميع أبنائها رفضوا استلام الأسطوانة أو تركيبها خوفاً من العدوى من والدتهم، مما جعلني أتعامل مع السيدة وتوفير كل المعدات الطبية اللازمة لها لرعايتها قدر المستطاع”.
وأضافك “أواجه الكثير من الحالات التي تصدمني من خوف الأبناء من أهاليهم المصابة أو العكس، لذلك أشعر بالوجع تجاه كل من يحتاج الرعاية ولا يستطيع توفيرها لنفسه أثناء مرضه”.