مسيرة فنية طويلة قدمها الفنان الراحل محمود عبد العزيز، كانت مليئة وحافلة بالنجاحات والإنجازات، وشهدت كذلك العديد والعديد من المحطات الصعبة والمفارقات المؤلمة.
تلك المسيرة التي أوقفها القدر قبل ما يقرب من 4 سنوات، حينما تمكن المرض من جسد عبد العزيز وكتب كلمة النهاية لحياته التي قدم فيها الكثير والكثير.
الرابع من يونيو يشهد ذكرى ميلاد الفنان الراحل، الذي شهدت حياته الفنية العديد من الكواليس، ومع كل نجاح تحقق كانت هناك قصة مميزة، ربما كانت توحي في بداية حدوثها أنها تمهيد للإخفاق.
ربما كان دور “رأفت الهجان” هو أحد أهم الأدوار التي قدمها عبد العزيز في مسيرته، إلا أن العمل كانت له كواليس خاصة رواها من قبل الفنان المصري أحمد شاكر عبد اللطيف.
خاصة وأنه كان يسكن في نفس البناية التي يتواجد بها عبد العزيز، وكان والده صديقا للفنان الراحل، الذي كان يمنحه النصائح قبل الالتحاق بالوسط الفني.
وروى شاكر أن عبد العزيز أخبره بقصة المسلسل، بعدما تم ترشيحه في البداية لأداء البطولة، قبل أن يتم منح العمل لفنان آخر، في إشارة إلى عادل إمام وقصة الصراع الشهير على الدور بينه وبين عبد العزيز.
وقتها شعر محمود عبد العزيز بالحزن الشديد وقرر أن يترك الأمور لله، ويصطحب أسرته إلى المملكة العربية السعودية لأداء العمرة، حيث كان في ضيافة أحد أفراد الأسرة المالكة.
وتصادف وقتها أن يقوم الرئيس مبارك بزيارة إلى السعودية، فتقرر أن يرتدي عبد العزيز الملابس الوطنية السعودية ويكون في استقبال الرئيس مبارك، كنوع من أنواع المفاجأة.
وبالفعل حينما التقاه الرئيس الراحل أكد له أنه يشبه محمود عبد العزيز، فرد الفنان المصري معلنا عن هويته، وقص على مبارك القصة الخاصة به قائلا “أنا زعلان يا ريس”.
فما كان من الرئيس مبارك إلا أن يعده بأنه من سيقدم دور “رأفت الهجان”، وطلب منه العودة إلى مصر، وهو ما تحقق بالفعل، وقدم عبد العزيز واحدا من أهم أدواره الفنية.
وكشف شاكر أن الفنان الراحل حاول تصفية الأجواء مع عادل إمام بعد المسلسل، وتواصل معه ليطلب منه رأيه حول المسلسل وكيفية تقديمه للدور، وانه يتمنى أن يكون قد نال إعجاب الزعيم.
سنوات في انتظار “الكيت كات”
ويبدو أن العلامات الفنية الفارقة في حياة عبد العزيز كان لها عديد الكواليس، وهو ما حدث في فيلم “الكيت كات”، الذي نال عنه العديد من الجوائز.
لكنه كشف أن الفيلم الذي قدم فيه شخصية “الشيخ حسني” ظل لـ 6 سنوات يبحث عن منتج، وكانت هناك العديد من الآراء لمنتجين حول الفيلم ورفضهم تمويله.
حتى تحمس له في النهاية حسين القلا ووافق على إنتاجه، وأكد عبد العزيز أنه لعب شخصية حقيقية بالفعل كانت تحمل اسم “الشيخ محسن” تواجدت في منطقة إمبابة بالقاهرة، وقد توفى قبل تصوير الفيلم.
مشيرا إلى كونه اعتمد في تقديم المشاهد، على ردة فعل أهالي المنطقة الذين حضروا التصوير، وكانوا يقارنون أداءه بما كانت تقدمه الشخصية الحقيقية، كما أنه استشار أكثر من طبيب عيون كي يجيد تقديم دور “الأعمى”.
مخاوف كثيرة سيطرت على حياة الفنان الراحل، بعضها تخطاه مضطرا، حينما روى أنه كان يخشى ركوب الطائرة، وظل لسنوات يرفض خوض الأمر، قبل أن يركب الطائرة مضطرا، كما كان يخشى المرض كثيرا ويرى أنه يتعرض للحسد باستمرار، قبل أن ينهي المرض حياته.