في البداية يعتبر مهنة الطب رسالة تهدف إلى المحافظة على صحة الإنسان الجسدية والنفسية، وإلى التخفيف من آلامه ورفع مستواه الصحي العام، لذلك يعتبر الطب مهنة الشرف والإنسانية.
والأخطاء الطبية التي تحدث من حين لآخر سواء في المستشفيات الحكومية أو الخاصة بعضها مميت والبعض الآخر يتسبب في عاهات مستديمة، قد يفقد خلالها المريض القدرة على المشي أو الكلام، أو يفقد حاسة من حواسه ويصعب تحديد إحصاء دقيق بهذه الأخطاء نظرا لتكتم المستشفيات على عدد الحالات، إلا أن المحاكم النمساوية تنظر في العديد من القضايا المتعلقة بالأخطاء الطبية بعضها تم النظر فيه وقضت المحكمة بتعويض أصحابها التعويض المناسب والبعض الآخر مازال بالمحاكم ينتظر دوره للفصل فيه.
والمعروف أن قضايا الأخطاء الطبية من الأمور الشائكة والمعقدة بسبب تفاصيلها، والتي تستغرق وقتا طويلا كما أنها أخطاء غير مقصودة بطبيعة الحال، وإنما تأتي نتيجة إهمال بعض المشاركين في العمليات الجراحية
ويستمر مسلسل الأخطاء الطبية، ليصل هذه المرة إلى مريض في أحد مستشفيات مدينة لينز النمساوية عاصمة ولاية النمسا العليا بمستشفى كبلر الجامعى” Kepler Uniklinikum” ، يبلغ من العمر 77 عام بعد أن أحضرتة طائرة هليكوبتر إلى المستشفى بسبب تمزق الشريان الأبهرى ، مما يستلزم أجراء عملية جراحية في الحال ، أتثاء العملية غادر الطبيب السئول عن العملية غرقة العمليات ، تاركا المسؤولية لطبيب مساعد شاب في بداية مشواره المهنى لأتمام العملية انهايتها وهذا ما أكدة مدير المستشفى الدكتور ” Ferdinand Waldenberger” فريدناد فالدن برجر
وقال فالدن برجر إن الطبيب المسئول عن العملية عاد إلى غرفة العمليات بعد ثلاثة أرباع الساعة ، بعد أن رتب ميعاد مع أحد المرضى خاص بعيادتة الخارجية ، ولكن قد أدرك أنه لم يعد من الممكن إنقاذ المريض. وبحسب تشريح الجثة ، توفي الرجل بعد هجوم نزيف دموى خلفي
من ناحية أخرى ، فقد أطلق سراح الطبيب المسئول عن العملية إلى أن يتم تأكيد الادعاءات ، بالإضافة إلى تقديم المستشفى تقريراّ بالحقائق إلى المدعي العام والتي لم تصل إلى مكتب المدعى العام حتى اليوم الأحد
وأذا ثبت الأهمال الطبي على الطبيب المسئول سوق يحاكم بقضية الأهمال أو الأشتباه في القتل بعقوبة تصل إلى عام واحد في السجن أو حتى إهمال جسيم تصل إلى عقوبة ثلاث سنوات قد تكون هناك أيضًا عقوبة تقع علية من نقابة الأطباء
كما أعلن مسئولة مكتب الصحة في الولاية و نائب المحافظ كريستين هابرلاندر (ÖVP) أنه سيتم فحص الحادث بالتفصيل. وشددت إذا تم تأكيد الاشتباه في سوء السلوك أو الأهمال الطبى ، فإن هذا لن يتم التسامح معه على الإطلاق وسوف تتبع العواقب بموجب قانون العمل بالطبع”.
في الماضي كان الناس يتسامحون لإيمانهم بالقضاء والقدر حتى لو وصل الأمر إلى الموت لا يحملون الطبيب مسؤولية معينة، يقولون من الله والأعمار بيد الله، الآن تطور الوضع إلى أن هناك شكوى حينما يحدث خطأ من الطبيب وتكون له عواقب وخيمة، المرضى يشتكون، ولكن أيضا في فترة سابقة كان جل الشكوى منصبا على نقابة الأطباء أو عند نقابة الأطباء.