في الخامس عشر من أغسطس ١٧٦٩ وفي جزيرة كورسيكا، ولد القائد الفرنسي نابليون بونابرت، وعاش سنوات طفولته الأولى بين صغار نبلاء الجزيرة، وألحقه والده شارل بونابرت بمدرسة بريان العسكرية، ثم التحق بعد ذلك بمدرسة سان سير العسكرية الشهيرة، وفى المدرستين أظهر تفوقا باهرا على رفاقه، ليس فقط في العلوم العسكرية، وإنما أيضا في الآداب والتاريخ والجغرافيا.
وخلال دراسته اطلع على روائع كتاب القرن الثامن عشر في فرنسا، وجميعهم كانوا من أصحاب ودعاة المبادئ الحرة، فقرأ مؤلفات فولتير ومنتسيكو وروسو، الذي كان أكثرهم أثرا في تفكير الضابط الشاب.
أنهى نابليون دراسته الحربية وتخرج في ١٧٨٥ وعين برتبة ملازم أول في سلاح المدفعية التابع للجيش الفرنسى الملكى، وقد ظهرت براعته الفائقة حين ساهم مساهمة فعالة مع الضباط اليعاقبة في ظل حكم «لجنة الإنقاذ العام» في طرد الإنجليز من مدينة تولون، وفى ١٧٩٥ ظهرت براعته حين ساهم في تعضيد حكومة الإدارة وفى القضاء على المظاهرات التي قام بها الملكيون، وبعد قيام الثورة تمت ترقية نابليون وقام بحملة إلى مصر التي كان يراها بوابة الشرق للقضاء على تجارة إنجلترا مع الهند، ولكن حملته انتهت بالفشل أمام الأسطول الإنجليزى بقيادة نيلسون في معركة أبى قير البحرية، فعاد إلى فرنسا، ثم أعلن بعدها نفسه قنصلا، وبعد عشر سنوات لقب بالإمبراطور عام ١٨٠٤.
اصطحب نابليون معه في حملته على مصر مجموعة من العلماء وكانوا أكثر من ١٥٠ عالما وأكثر من ٢٠٠٠ متخصص من خيرة الفنانين والرسامين والمؤرخين وغير ذلك، وأدخل الطباعة الحديثة إلى مصر وترك باحثو الحملة وفنانوها وعلماؤها وراءهم كتاب وصف مصر، الذي يعد مرجعا أساسيا في التاريخ المصرى، لقد خاض نابليون الكثير من المعارك ضد النمسا وروسيا وبريطانيا وبروسيا وغيرها من الدول، حيث حقق انتصارات باهرة في ٤٠ معركة منها، حتى إن البعض قارنه بالإسكندر الأكبر ويوليوس قيصر، إلا أنه هزم في معركة واترلو التي نفى على إثرها لجزيرة سانت هيلينا، حيث توفى ودفن هناك «زي النهارده» في ٥ مايو ١٨٢١، وقد قيل إنه مات بسرطان المعدة وإنه اغتيل عن طريق طلاء جدران غرفته بالزرنيخ، الذي أصاب معدته بالقرحة، ويذكر أن نابليون كان قد تزوج الإمبراطورة جوزفين قبل أن يطلقها، ليتزوج من الأرشيدوقة النمساوية «مارى لويز».