تبدو الاحتفالات بعيد العمال هذا العام في فيينا وحول العالم مختلفة للغاية، إذ مُنعت وأُلغيت التظاهرات والتجمعات السنوية المعتادة في إطار إجراءات العزل بسبب فيروس كورونا، فيما تلوح أرقام سلبية في أفق الاقتصاد العالمي.
أحتفلت فيينا اليوم الجمعة الأول من مايو 2020 بعيد العمّال من دون أي تظاهرات ولا تجمّعات منتظرة، على الرغم من تدابير رفع العزل الأولى حيث تسبب فيروس كورونا المستجدّ بكارثة اقتصادية غير مسبوقة وكذلك في الولايات المتحدة وفي الكثير من دول العالم.
ولن يُقام أي تجمّع تقليدي اليوم الجمعة لمناسبة عيد العمال وهو يوم عطلة رسمية في عدد كبير من دول العالم، مع استثناءات مثل الولايات المتحدة وكندا وأستراليا. إلا أن هذا الأمر غير مسبوق في تاريخ النقابات، التي دعت بدورها إلى أشكال أخرى من التحرك: تعبئة افتراضية على مواقع التواصل الاجتماعي أو الوقوف على الشرفات وواجهات المباني مع حمل لافتات.
تأهب الشرطة النمساوية
أما في النمسا فسيجري للمرة الأولى منذ أكثر من 70 عاماً الاحتفال بالعطلة اليوم الجمعة بدون احتجاجات أو مسيرات عامة كبيرة، مع إلغاء الفعاليات الخاصة بالاحتفال في المدن في جميع أنحاء البلاد بسبب جائحة كورونا.
وبدلاً من ذلك، ينظم مُعدو هذه الاحتجاجات، الاتحاد النمساوى للنقابات العمالية والحزب الاشتراكي الديمقراطي، الفعاليات اليوم عبر الإنترنت. ورغم ذلك، فإن الشرطة في مدن مثل فيينا ستكون على أهبة الاستعداد لتفريق أي تجمعات تنتهك قواعد التباعد الاجتماعي الحالية.
وتم السماح بأكثر من 20 مظاهرة صغيرة في العاصمة فيينا، على ألا يتجاوز عدد المشاركين في كل منها 20 شخصاً – وهو أمر بعيد كل البعد عن الفعاليات المعتادة لعيد العمال، التي تشهد مشاركة آلاف الأشخاص.
وفي هذا السياق أعلن وزير الداخلية النمساوى في وقت سابق أمس أن الشرطة ستتخذ إجراءات سريعة وحاسمة ضد المظاهرات التي تخرج دون تصريح.
وكانت جماعات يسارية معتدلة ومتطرفة قد أعلنت من قبل أنها ستنظم مظاهرات واحتجاجات عشوائية في أماكن عدة، لتصيب الشرطة بنوع من الاضطراب. يُذكر أن عيد العمال يعتبر في النمسا يوماً للاحتجاجات الصاخبة والشوارع المزدحمة.
و يمر عيد العمال هذا العام وسط توقعات بتراجع وتيرة الاقتصاد العالمي، ففي الولايات المتحدة حيث لا عطلة في هذا العيد، الجمعة، قدّم أكثر من 30 مليون أمريكي طلبات للحصول على إعانات بطالة منذ منتصف مارس الماضى