تعرف موانئ ولاية كاليفورنيا الأمريكية، تواجداً “غير عادي” للعشرات من الناقلات المحملة بالنفط، والتي لم تجد مكاناً لتفريغ حمولتها، بسبب أزمة النفط العالمية، التي نتج عنها هبوط حاد في الأسعار، وامتلاء مستودعات التخزين، بسبب تداعيات تفشي وباء كورونا.
صحف أمريكية، نشرت الجمعة 25 أبريل/نيسان 2020، فيديو لخفر السواحل الأمريكي، يظهر حوالي 24 ناقلة نفط، بحجم كبير (ما يقارب حجم ملعب كرة القدم)، وهي راسية في سواحل كاليفورنيا، بعد أن عجزت عن تفريغ حمولتها.
لا مكان للتفريغ: تقول صحيفة “لوس أنجلوس تايمز”، إن الأمر يتعلق بـ24 ناقلة نفط، لم يتم تحديد جنسياتها بعد، لم تجد مكاناً من أجل تفريغ حمولتها من “الذهب الأسود”.
ففي الوقت الذي لم يكشف فيه بعد مصير هذه الناقلات أكدت الصحيفة بأن هذه الوضعية نتجت عن “توقيف أعمال التجارة، بسبب تراجع الطلب على النفط العالمي، بالإضافة إلى القيود التي تم فرضها على السفر من طرف العديد من الدول”.
أما خفر السواحل الأمريكي، الذي نقل شريط فيديو في ساحلي مدينتي لوس أنجلوس ولونغ بيتش، فقد أكد بدوره بأنه كثف من دورياته لمراقبة الوضع، والحفاظ على سلامة الناقلات والأطقم، بالإضافة إلى سلامة البيئة.
السعودية في مأزق: يأتي هذا في الوقت الذي أكدت فيه تقارير أمريكية أيضاً، أن المملكة العربية السعودية لم يعد أمامها سبيل سوى اللجوء إلى تخزين الكثير من النفط في البحر، بعد أن تسبّبت حرب أسعار النفط التي تشنها ضد روسيا في إغراق السوق بالنفط الخام، بالإضافة إلى النقص الحاد في الطلب، وصعوبة العثور على مُشترين في ظل انتشار فيروس كورونا حول العالم.
وفقاً لتقرير مجلة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، “ناقلة واحدة من أصل كل 10 ناقلات نفط في العالم تُستخدم بوصفها مرفقاً عائماً لتخزين النفط”.
من جانبه قال السيناتور الأميركي تيد كروز، إن كميات النفط السعودية تعادل سبعة أضعاف كميات النفط الذي يتدفق شهرياً إلى الولايات المتحدة، كما طالب، في تدوينة على حسابه الرسمي على “تويتر” ناقلات نفط سعودية قادمة إلى بلاده أن تعود أدراجها.
ومازال الضرر الناجم عن حرب الأسعار قائماً، بعد اللجوء إلى استخدام نحو 80 ناقلة نفط من أصل 750 ناقلة حول العالم، لتخزين النفط بدلاً من نقله، بحسب مسؤولين سعوديين.
كما ارتفعت كمية النفط المُخزّن في البحر بمقدار 21 مليون برميل، ليصل الإجمالي إلى 147.6 مليون برميل في الأسبوع الماضي، بحسب شركة بيانات السلع Kpler.
آخر الحلول: بدأت شركة “أرامكو” السعودية، في تخفيض إنتاج النفط في وقتٍ سابق من هذا الأسبوع، وذلك قبل تاريخ بدء التخفيض لأوبك+ الذي تم تحديده في 1 مايو/أيار، وفق مسؤول صناعي سعودي، على اطِّلاعٍ على أعمال الشركة.
الهدف من هذه الخطوة، هو خلق موازنة لسوق النفط المضطرب جراء تداعيات فيروس كورونا المستجد، وبذلك، تنضم السعودية إلى دول أخرى بأوبك بدأت التخفيضات مبكراً، وهي الكويت والجزائر ونيجيريا.
في تصريح لوكالة Bloomberg الأمريكية، السبت، قال المسؤول، الذي طلب عدم كشف اسمه لمناقشته معلوماتٍ خاصة، إن أرامكو بدأت في تقليص الإنتاج البالغ 12 مليون برميل يومياً تقريباً؛ لتحقيق المستوى المتفق عليه البالغ 8.5 مليون برميل يومياً.
المسؤول نفسه، أوضح أنه من المُرجَّح أن تضخ أرامكو بالمستوى المستهدف قبل بداية مايو/أيار بقليل، وبدلاً من بذل جهد لبدء تخفيضات الإنتاج بسرعة، يعكس التخفيض التدريجي احتياج أرامكو لعدة أيام كي تُعدِّل مستوى الإنتاج بشكل آمن.
يأتي هذا، في الوقت الذي ترفض فيه الشركة الرد فوراً على طلبات التعليق على هذا الأمر.