قال عالم ألماني أجرى دراسة ضخمة في المنطقة الأكثر تضررًا ألمانيا بفيروس كورونا المستجد، إن الأدلة تشير إلى أن فيروس (Covid-19) لا ينتقل عن طريق لمس الأسطح كما يعتقد.
وأجرى البروفيسور هندريك ستريك، رئيس قسم الفيروسات بجامعة بون، بحثًا في قرية صغيرة بمدينة “هاينزبرج”، التي تعد أكثر المناطق تضررًا بفيروس كورونا في البلاد.
وسجلت ألمانيا 79696 حالة إصابة، و1017 حالة وفاة ، في حين أن منطقة “هاينزبرح” بها ما يقرب من 1302 حالة و 37 حالة وفاة، وهذا عدد ضخم مقارنة بعدد سكانها البالغ 250 ألف شخص.
لكن عندما قام البروفيسور ستريك بفحص منزل عائلة مصابة، وجد أن المنزل ليس لديه “أي فيروس حي على أي سطح”، وهو ما يناقض الاعتقاد بأن الفيروس يمكن أن يعيش على الأسطح المختلفة لعدة أيام.
إذ لم يتم العثور على الفيروس على مقابض الأبواب أو فرو الحيوانات أيضًا.
وقال في مقابلة مع محطة تلفزيون ألمانية: “لم تكن هناك إصابات مثبتة أثناء التسوق أو في مصفف الشعر”.
وأضاف: “الفيروس ينتشر في أماكن أخرى: الحفل في ايشجل، والنادي في برلين، ولعبة كرة القدم في برجامو”.
وتابع: “نحن نعلم أنها ليست عدوى تنتقل عن طريق لمس الأشياء، ولكن الرقص والاحتفالات أدت إلى الإصابة بالعدوى”.
وأشار إلى أن المريضة صفر في ألمانيا أصابت زملائها فقط بالفيروس، وليس الضيوف الآخرين أو العشاء في الفندق الذي كانت تقيم فيه.
وتابع: “إذا كان هذا صحيحًا، فإن ذلك سيثير تساؤلات حول جميع النظريات الموجودة حول كيفية انتشار Covid-19 من شخص لآخر”.
وأغلقت معظم الدول المتضررة، المتاجر والحانات والمطاعم، وحظرت التجمعات العامة، اعتقادًا منها أن الفيروس ينتشر بسهولة في هذه البيئات.
ويقود البروفيسور ستريك دراسة ثورية حول الفيروس الذي يتخذ من “هاينزبرج” معقلاً له، والتي أصبحت تسمى بـ “ووهان الألمانية”، حيث ظهر انتشار الفيروس فيها قبل نحو أسبوعين ونصف من ظهوره في بقية البلاد.
ويستخدم فريق من 40 باحثًا المنطقة كمختبر واقعي لدراسة الفيروس، ومن المقرر أن يجروا دراسة على ألف من السكان خلال الأسابيع المقبلة على أمل صياغة خطة لكيفية تعامل ألمانيا مع فيروس (Covid-19).
وقد تم الإشادة بالبلاد بسبب معدل الاختبار المرتفع ومعدل الوفيات المنخفض نسبيًا خلال الوباء، لكن دراسة سرية تم تسريبها مؤخرًا إلى وسائل الإعلام الألمانية أظهرت أن الحكومة ستحتاج إلى زيادة قدرتها على الاختبار لتجنب تفشي المرض.
وتمتلك ألمانيا حاليًا القدرة على إجراء الاختبارات لما يصل إلى 500 ألف شخص في الأسبوع، ولكنها تحتاج إلى زيادة ذلك إلى أكثر من مليون – أي ما يعادل 200 ألف اختبار يوميًا.