لو كانت الروائح تتسرب من المقاطع المصورة، لخرجت رائحة الموت من فيديو جديد، صوّروه داخل أحد المستشفيات بإيطاليا، ووصلت إلى المشاعر والضمائر وهزتها عزاء لبلد أصبح الثاني بعد الصين ابتلاء بالفيروس الذي قتل 2503 من أبنائه حتى اليوم، وأصاب أكثر من 27 ألفا، هم نزلاء حاليا في المستشفيات وغيرها، وبهم وبالقتلى يمكن اعتبار إيطاليا الأولى في العالم “كورونيا” نسبة لعدد السكان.
أحدهم، يعتقدون أنه طبيب في مستشفى Hospital San Marcos ببلدة “زينغونيا” القريبة من مقاطعة Bergamo في الشمال الإيطالي، التقط بعدسة هاتفه المحمول مشاهد الفيديو الذي تبثه “العربية.نت” أدناه، ثم حصلت ممرضة على إذن ممن ظهروا على أسرّة العلاج في الغرف شبه المظلمة، وبعدها بثت الفيديو في “يوتيوب” وانتشر منه إلى وسائل إعلام ومواقع إيطالية للتواصل.
الفيديو البالغة مدته أقل من دقيقتين، يبدأ بظهور الممر المؤدي إلى غرف الطوارئ والحالات المستعصية في المستشفى، ومعظم النزلاء فيها هم ممن يعانون من صعوبات شديدة بالتنفس، بعد إصابتهم بالفيروس، ويجهد الأطباء لعلاجهم ولا يفلحون، لأن معظمهم لا يقوى على مقاومة المفترس الأشرس بين الفيروسات، طالما يزيد عمر الواحد من المصابين عن 60 أو 65 سنة، وجهاز المناعة ضعيف فيه أمام فيروس شديد المراس لا يرحم.
إنه ثاني فيديو يتسرب من داخل أحد المستشفيات الإيطالية ويصل إلى الإعلام العربي، بعد آخر سبقه للبث يوم الاثنين الماضي، نقلاً عن قناة تلفزيونية إيطالية، وبدا فيه مرضى بمستشفى اسمه “كريمونا” في الشمال الإيطالي أيضا، حيث نقلوا إليه 148 إصابة فيروسية، منها 11 حالة في العناية المركزة، إلا أن المعلومات غير متوافرة بعد عما حل بهم وبنتائج علاجهم منذ ذلك اليوم.