مرت الأثنين الذكرى الثلاثون على وفاة الراحل محمد لطيف، المعلق الشهير، ووالد خالد لطيف، عضو مجلس إدارة نادى الزمالك واتحاد الكرة الأسبق، ولا شك أن لطيف الذى لقب بـ«شيخ المعلقين» بعدما أثرى الحياة الكروية بعبارته الرنانة، والتى لا تزال عالقة بالأذهان، ولعل على رأسها «الكورة أجوان»، والتى كانت نبراساً استمد منه من تلوه فى مجال التعليق.. ولد الراحل محمد لطيف فى الثالث والعشرين من أكتوبر لعام 1909 فى محافظة بنى سويف.
ولد محمد لطيف عاشقا لكرة القدم، وكان يمارس هوايته عن طريق اللعب فى دوريات المدارس، حتى ضمه حسن حجازى إلى فريق المختلط «الزمالك» عام 1920، بعدما أعجب بلعبه حين فاز مع فريق مدرسة الخديوية بكأس دورة المدارس أمام مدرسة السعيدية.
انضم لطيف إلى صفوف القلعة البيضاء، وكانت قيمة التعاقد 3 قروش فقط، هى قيمة تسجيل الخطابين الأول لاتحاد الكرة، والثانى للنادى من أجل ضمه. ومع أول مباراة شارك بها، تألق لطيف وسجل أول أهدافه مع الزمالك فى مرمى الأهلى الغريم التقليدى، خلال لقاء ودى بين الفريقين، وكان هدف لطيف هو جول اللقاء الوحيد. انضم اللاعب إلى صفوف منتخب مصر عام 1932، وكان ضمن الفريق الذى شارك فى بطولة كأس العالم الثانية عام 1934، والتى أقيمت فى إيطاليا، ثم خاض تجربة احترافية ناجحة فى الدورى الاسكتلندى عبر فريق رينجرز، فى منتصف الثلاثينيات، وسجل هدفا فى أول مباراة له مع الفريق ضد نادى داندى، كما شارك مع المنتخب المصرى فى أوليمبياد برلين، ولعب أمام منتخب النمسا وخسر بنتيجة 2/1 وخرج من الدورة.
بعد اعتزاله، عمل لطيف حكما لمباريات كرة القدم، واستمر فى عمله حتى حصل على الشارة الدولية وأدار العديد من المباريات الدولية. يعتبر محمد لطيف هو أول من أدخل التعليق على كرة القدم عام 1948، وكان يعمل مراقبا عاما للبرامج الرياضية بالتليفزيون على مدار 16 عاما.
أذاع لطيف مباريات كأس العالم منذ عام 1964، هو كان لاعبا مشهورا، ولكن زادت شهرته بعدما اتجه لمجال التعليق حتى لقب بـ«شيخ المعلقين»، ولم يفارقه الميكروفون حتى وافته المنية فى 17 مارس 1990
تميز محمد لطيف بأسلوب مميز خاص به فى التعليق على مباريات كرة القدم، حيث كانت التلقائية تغلب على أسلوبه.
فى عام 1948 اختاره مستر كين، مدرب منتخب مصر، ليكون مساعدا له، وقد شارك المنتخب المصرى فى أوليمبياد انجلترا، وقاد المنتخب أمام الدنمارك وخسر بنتيجة 1/2.
وفى عام 1952 تولى لطيف تدريب المنتخب المصرى فى دورة هلنسكى الأوليمبية، وفى عام 1957 تولى الإشراف على منتخب مصر، وأحرز مع المنتخب أول كأس إفريقية فى البطولة التى أقيمت بالخرطوم. وعلى صعيد المناصب الإدارية، تولى لطيف عددا من المناصب الإدارية البارزة فى اتحاد الكرة والزمالك، فكان عضوا فى مجلس إدارة اتحاد الكرة من 1952 وحتى 1969، ثم وصل لطيف لمنصب وكيل الاتحاد، وعمل سكرتيرا عاما لنادى الزمالك، وتولى أيضا منصب مدير الكرة فى النادى.
ظل لطيف فى أذهان وقلوب الجميع، واستكمل ابنه إبراهيم لطيف مسيرته داخل القلعة البيضاء، والذى كان عضوا فى مجلس إدارتها، ومن بعده خالد لطيف الذى قدم الكثير لنادى الزمالك من خلال الإدارة، حتى أصبح عضوا فى اتحاد الكرة.
ثم رحل شيخ المعلقين محمد لطيف عن عالمنا فى 17 مارس 1990، عن عمر يناهز 81 عاما