رغم قيمة الانتصار الكبير الذي حققه فريق ليفربول على غريمه مانشستر يونايتد، في الجولة الثالثة والعشرين للدوري الإنجليزي الممتاز، إلا أن الفوز في حد ذاته لم يكن الحدث الأهم في المباراة، وإنما خطفت الأضواءَ الأرقامُ المميزة الستة التي تحققت لفريق ولاعبي الريدز عقب انتهاء اللقاء.
الرقم الأول حققه النجم المصري محمد صلاح الذي استطاع كسر نحسه المستمر أمام الحارس ديفيد دي خيا حارس مرمى الشياطين الحمر، وسجل مو صلاح هدفه الأول في اليونايتد منذ انضمامه لليفربول في بداية الموسم قبل الماضي، أي في سادس لقاء يجمع الفريقين، علماً بأن صلاح لم يشارك في لقاء الذهاب هذا الموسم لإصابته.
وبهذا الهدف الذي سجله صلاح في الدقيقة الثالثة والأخيرة من الوقت المحتسب بدلاً من الضائع ليعزز به فوز ليفربول، يكون الدولي المصري قد سجل في 23 فريقاً من أصل 24 واجهها مرتين على الأقل، ويبقى الفريق الويلزي سوانزي سيتي هو الوحيد الذي لم يسجل صلاح في مرماه، علماً بأن المصري لم يسجل أمام أستون فيلا أيضاً، لكنه واجهه مرة واحدة في مرحلة الذهاب هذا الموسم.
الرقم الثاني تحقق للحارس البرازيلي أليسون بيكر الذي بات أول حارس مرمى لليفربول يقدم تمريرة حاسمة (assist) منذ عام 2010، حينما قدم الحارس الإسباني بيبي رينا (الذي تعاقد مع أستون فيلا قبل أيام) تمريرة حاسمة لمواطنه المهاجم فرناندو توريس في لقاء الريدز أمام سندرلاند الذي أقيم في شهر مارس/آذار من عام 2010.
كذلك حاز الظهير الأيمن الشاب ترنت ألكسندر آرنولد على رقم فريد من نوعه بحسب شبكة Opta للإحصائيات، بعدما قدم تمريرة حاسمة للمدافع الهولندي فيرجيل فان دايك سجل منها الهدف الأول للريدز في الدقيقة الرابعة عشرة.
وبات آرنولد أكثر لاعب في الدوريات الأوروبية الخمسة الكبرى يقدم تمريرات حاسمة من كرات ميتة (5 تمريرات)، وهي التي يقصد بها الركلات الركنية والركلات الحرة، وليست من كرات متحركة.
وحقق صاحب الهدف الأول، الهولندي فان دايك، رقماً مميزاً بدوره، بعدما سجل هدفه الثامن مع ليفربول منذ انضمامه لصفوف الريدز في يناير/كانون الثاني من عام 2018، وهو معدل لم يصل إليه أي مدافع آخر في الدوري الإنجليزي الممتاز.
على مستوى الفريق، حققت التشكيلة الحالية رقماً مميزاً بأن سجل اللاعبون هدفاً واحداً على الأقل في كل المباريات الـ22 التي خاضها الفريق منذ بداية الموسم الحالي، وهي المرة الأولى في تاريخ مشاركات ليفربول بالدوري الإنجليزي، وتحديداً منذ موسم 1933/1934.
ورغم أن ما حققته كتيبة المدرب يورغن كلوب إنجاز لم يتحقق منذ 18 عاماً، لكن الرقم القياسي لا يزال مسجلاً باسم فريق آرسنال الذي سجل في كل مبارياته الـ38، في الموسم الاستثنائي الذي لعبه المدفعجية عامي 2001/2002، علماً أن بإمكان ليفربول معادلة هذا الرقم لو حافظوا على معدل التسجيل في مبارياتهم المتبقية هذا الموسم.
الرقم المميز السادس والأخير يخص الفريق أيضاً، حيث حقق إنجازاً يحسب له بعدما اقتنص 91 نقطة من 93 نقطة ممكنة في آخر 31 مباراة للفريق في الدوري الممتاز (9 مباريات في الموسم الماضي و 22 مباراة في الموسم الحالي).
وواصل قطار بطل العالم دهس منافسيه في المسابقة للجولة الـ13 توالياً لينطلق بقوة نحو اللقب الغائب عن دولاب بطولاته منذ تغيير المسابقة لنظامها الحالي.
ويغرد ليفربول في الصدارة منفرداً برصيد 64 نقطة وبفارق 16 نقطة كاملة عن أقرب ملاحقيه مانشستر سيتي، مع تبقي مباراة مؤجلة له أمام وست هام يونايتد على الملعب (الأولمبي) بلندن في 29 من الشهر الجاري، بينما ذاق «الشياطين الحمر» مرارة الخسارة الثانية خلال آخر 5 مباريات، ليتجمد رصيد الفريق عند 34 نقطة يبقى بها في المركز الخامس.
لم ينتظر لاعبو ليفربول طويلاً لاكتشاف الطريق لشباك المان يونايتد بعد 15 دقيقة فقط برأس النجم الهولندي فرجيل فان دايك الذي ارتقى فوق الجميع وحول ركنية ألكسندر آرنولد في شباك الإسباني دافيد دي خيا الذي اكتفى بمشاهدة الكرة وهي تعانق شباكه.
كادت الأمور أن تتعقد تماماً أمام رجال المدرب أولي غونار سولسكاير بعد أن سجل متصدر البريمييرليغ هدفاً ثانياً في الدقيقة 24 من تسديدة مقوسة من البرازيلي روبرتو فيرمينو، ولكن تقنية حكم الفيديو المساعد «VAR» أنقذت الفريق بإلغاء الهدف بداعي وجود مخالفة من فان دايك ضد دي خيا.
وفي الدقيقة 41 أهدر البرازيلي الواعد أندرياس بيريرا فرصة لا تضيع وهو على بعد أمتار قليلة من مرمى أليسون بيكر، ولكنه لم يلحق بالكرة لتخرج لركلة مرمى.
كاد العقاب يأتي قاسياً من ليفربول في آخر دقيقة بالشوط عندما وجد النجم السنغالي ساديو ماني نفسه وجهاً لوجه أمام دي خيا إثر تمريرة حريرية من النجم المصري محمد صلاح، ولكن أفضل لاعب في القارة السمراء في 2019 أهدر فرصة قتل المباراة بعد أن سدد بقوة، ليتألق الحارس الإسباني ويتصدى لها بقدمه.
لم يتغير سيناريو الشوط الثاني، حيث بدأ بطوفان «أحمر» لأصحاب الأرض الذين كادوا أن يسجلوا في مناسبتين، الأولى في الدقيقة 47 عن طريق «مو» صلاح الذي فشل في ترجمة عرضية أرضية متقنة من أندرو روبرتسون وهو في مواجهة دي خيا، ليسدد الكرة بغرابة بجوار القائم الأيسر.
ولم تكد تمر دقيقتان حتى واصل دي خيا تألقه في الذود عن مرماه بعد أن لمس بيده اليسرى تسديدة صاروخية للقائد جوردان هندرسون، لتغير الكرة مسارها وترتطم بالقائم الأيسر.
وبعد هذه الفرص المهدرة من لاعبي ليفربول، كاد المان يونايتد أن يعاقبهم في الدقيقة 55، بعد توغل لاعب الوسط البرازيلي فريد داخل منطقة جزاء «الريدز»، وتسديده كرة أرضية حادت عن القائم الأيمن لمرمى مواطنه أليسون بيكر.
وبعد 4 دقائق استمر مسلسل الفرص من جانب لاعبي اليونايتد، وهذه المرة بطريقة لا تصدق بقدم الفرنسي أنتوني مارسيال الذي وجد نفسه تقريباً في مواجهة بيكر، ولكنه سدد بقوة فوق المرمى مباشرة.
مرت الدقائق المتبقية دون هجمات خطيرة على مرمى الحارسين، حتى أنهى صلاح المباراة تماماً بالهدف الثاني في الدقيقة الأولى من الوقت المحتسب بدلاً من الضائع، بعد صناعة متقنة من الحارس بيكر، لينطلق صلاح بسرعته المعتادة ويجد نفسه في مواجهة دي خيا واضعاً الكرة من تحته بهدوء داخل الشباك.
ورفع النجم المصري رصيده إلى 11 هدفاً، تساوى بها مع زميله ماني.