أجرى الإعلامي نشأت الديهي، جولة بسجن داعش في شمال سوريا، وقام بإجراء حوار مع داعشي مصري، كشف خلاله كيف سافر لسوريا وما الذي أقنعه بفكر التنظيم الإرهابي، موجهًا رسالة للشباب، بعد كشف زيف التنظيم.
وقال الداعشي ويدعى “هيثم إبراهيم هيثم ، خلال حواره مع الإعلامي نشأت الديهي ، إنه يبلغ من العمر 41 عامًا، وكان متزوج في مصر ولديه 3 أبناء، ومتزوج من امرأتين في سوريا، وكان يعمل محاسب بمصنع أسمنت، وكان لديه مكتب سفريات للحج، ولم يكن لديه مشكلة مادية.
وأكد “هيثم”، أنه خلال دراسته بالجامعة لم يكن منضم لأي جماعة أو تنظيم، وبدأ يلتزم دينيًا بعد انهاء الدراسة بالجامعة بعامين، وأدي فريضة الحج عدة مرات، موضحًا أن الحج والعمرة هم السبب الرئيسي لالتزامه وتقربه من الله.
وتابع، أن أحداث الربيع العربي وما حدث بالدول العربية، وخاصة أحداث سوريا كانت مؤثرة، وكان هناك أكثر من مؤتمر للعلماء المسلمين ودعوات للمشايخ المشهورين في مصر والسعودية وغيرها عبر الفضائيات وفي المؤتمرات للجهاد في سوريا لنصرة المستضعفين في سوريا، وإفتاءهم بوجوب ذلك في أكثر من مؤتمر، منوهًا إلى أنه جاء لنصرة المستضعفين من المسلمين، والوجود تحت مظلة تطبق شرع الله.
وأضاف أن الوضع في مصر كان صعب للغاية مما دفعه للسفر لقطر ومنها لتركيا ثم لسوريا.
وأوضح “هيثم”، أن الإخوان المسلمين كانوا يسعوا للحكم، وعندما وصلوا للحكم لم ينفذوا وعودهم وأصبح هناك تخبط وسلكت مصر مسلك غريب بسجن الإخوان والمتظاهرين، وهذا سبب تفكيره في ترك مصر، نافيًا مساندته للإخوان في رابعة، مشددًا على أنه لم يكن لديه أي نشاط أثناء تواجده في مصر.
وتابع، أنه تم سجنه في مصر بسبب تفجيرات طابا عام 2004 لمدة عام، رغم أنه لم يكن له أي علاقة بها، وكان هناك متابعات أمنيه له، وعندما بدأ توسعة دوائر الاشتباه وتوسعه السجون فكر في ترك مصر، منوهًا بأنه حصل على تأشيرة زيارة لقطر، وأثناء تواجده بها نسق مع شركة حج وعمرة وعمل بها، وظل في قطر لأكثر من عام، موضحًا أنه حصل على الإقامة القطرية وبعدها سافر لتركيا، ونسقوا مع مهربين للذهاب منها لسوريا هو ومصري أخر كان موجود بقطر، وتم تسليمهم للحدود الخاصة بالدولة الإسلامية “داعش”، واستقبلوهم وتم فرزهم وتفتيشهم تفتيش أمني، لتوزيعهم على مناطق سوريا، وقاموا بإرساله للرقة لخدمة دين الله، هو وصديقه الذي جاء معه، وتم تكليفه بالعمل بمجال الأدوية والمستلزمات الطبية وفقًا لمؤهله الدراسي، وكان يحصل على 50 دولار شهريًا، ثم عمل بخدمة الأسرى والشهداء الضعفاء، وخاصة التكفل بالأطفال والعوائل، مشددًا على أنه لم يشارك بأي عملية للتنظيم.
وقال: إننا لم نهزم بطائرات أمريكا، وإنما هزمنا بسبب الظلم الذي وجدناه داخل التنظيم.
وأوضح “هيثم” أن هذا الظلم لم يمنعه عن ترك ما جئت من أجله لسوريا، فنحن حُربنا من الداخل والخارج، وأحد أساليب الحروب الخارجية هي الإعلام.
وتابع، أن من أهم ملامح هذا الظلم داخل تنظيم داعش هو عدم توزيع المال على حسب الشريعة الإسلامية، ليس من أجل المال وإنما من أجل تطبيق الشريعة الإسلامية، فضلًا عن إسناد الأمر لغير أهله، وأخذ القيادات للأموال وتركهم لسوريا، وما تبقي خلال الفترة الأخيرة سوى المساكين والأبرياء، معقبًا: “ما وجدت في قيادات التنظيم حتى الشهامة والمروءة فهم أخذوا الأموال وهربوا وتركوا المستضعفين”.
وكشف أن أموال داعش تأتي من عدة مصادر، فهم كانوا يحكموا أراضي بها بترول، فضلًا عن غنائم يحصلوا عليها عقب دخولهم منطقة معينة مثل الدبابات والآلات العسكرية، والأموال حال دخول مؤسسة حكومية أو بنك.