نعى البلاط السلطاني في عُمان فجر السبت، السلطان قابوس بن سعيد.
وفي بيان أصدره البلاط السلطاني في عُمان فجر السبت، أعلن فيه وفاة السلطان قابوس بن سعيد، بثه عنه التلفزيون الرسمي للبلاد، ونشرته وكالة الأنباء العمانية على حسابها في تويتر.
كما أعلن البلاط الحداد وتعطيل العمل الرسمي للقطاعين العام والخاص مدة 3 أيام، وكذلك تنكيس الأعلام في الأيام الأربعين القادمة.
وأشار ديوان البلاط السلطاني إلى أن “السلطان قابوس قاد نهضة شامخة أرساها خلال 50 عاما منذ أن تقلد زمام الحكم في الثالث والعشرين من شهر يوليو/تموز عام 1970، وبعد مسيرة حكيمة مظفرة حافلة بالعطاء شملت عُمان من أقصاها إلى أقصاها، وطالت العالم العربي والإسلامي والدولي قاطبة، وأسفرت عن سياسة متزنة وقف لها العالم أجمع إجلالا واحتراما”، بحسب البيان.
وجاء نص البيان:
“يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي.. إلى أبناء الوطن العزيز في كلّ أرجائه، إلى الأمتين العربية والإسلامية وإلى العالم أجمع.. بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، وببالغ الحزن وجليل الأسى ممزوجين بالرضا التام والتسليم المطلق لأمر الله ينعي ديوان البلاط السلطاني المغفور له – بإذن الله تعالى – مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور المعظم الذي اختاره الله إلى جواره مساء يوم الجمعة بتاريخ الرابع عشر من جمادى الأولى لعام 1441 هـ الموافق العاشر من يناير لعام 2020 م بعد نهضة شامخة أرساها خلال خمسين عاماً منذ أن تقلّد زمام الحكم في الثالث والعشرين من شهر يوليو عام 1970 م وبعد مسيرةٍ حكيمةٍ مظفرةٍ حافلةٍ بالعطاء شملت عُمان من أقصاها إلى أقصاها، وطالت العالم العربي والإسلامي والدولي قاطبة، وأسفرت عن سياسةٍ متزنةٍ وقف لها العالم أجمع إجلالاً واحترامًا”.
وتابع البيان: “إذّ يُعلنُ ديوان البلاط السلطاني الحداد وتعطيل العمل الرسمي للقطاعين العام والخاص لمدة ثلاثة أيام، وتنكيس الأعلام في الأيام الأربعين القادمة ليدعو الله – جلت قدرته – أن يجزي جلالته خير الجزاء ، وأن يتغمده بالرحمة الواسعة والمغفرة الحسنة ، وأن يسكنه فسيح جناته مع الشهداء والصديقين وحَسُنَ أولئك رفيقا ، وأن يلهمنا جميعا الصبر والسلوان وحُسن العزاء ، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا ، ويوقنُ به عباده الصابرون المحتسبون الراضون بقضاء الله وقدره وإرادته (إنا لله وإنا إليه راجعون)”.
من هو السلطان قابوس؟
السلطان قابوس بن سعيد، هو السلطان الثامن لعُمان في التسلسل المباشر لأسرة آل بوسعيد التي تأسست على يد الإمام أحمد بن سعيد في العام 1741.
ولد السلطان قابوس في الثامن عشر من نوفمبر 1940 في مدينة صلالة بمحافظة ظفار، وبدأ أولى مراحل تعليمه في عمان ومن ثم التحق بأكاديمية “ساند هيرست” الملكية العسكرية البريطانية في العام 1960، وتخرج منها بعد سنتين.
وانضم السلطان قابوس إلى إحدى كتائب المشاة البريطانية العاملة آنذاك في ألمانيا الغربية، حيث أمضى 6 أشهر كمتدرب في فن القيادة.
وبعد إكماله العلوم العسكرية ضمن الوحدة التحق بدراسة نظم الحكم المحلي وأكمل دورات تخصصية في شؤون الإدارة.
وفي العام 1964 عاد إلى عُمان وتعمّق في دراسة علوم الشريعة الإسلامية وحضارة وتاريخ السلطنة.
“إصلاحات كبيرة”
تسلم السلطان قابوس مقاليد حكم عُمان في 23 يوليو 1970، وعمل منذ ذلك الوقت على إقامة إصلاحات كبيرة في مختلف الميادين السياسية والاقتصادية والعسكرية والاجتماعية والثقافية.
كما حصل السلطان قابوس خلال مسيرته السياسية الحافلة على العديد من الأوسمة العربية والدولية، منها جائزة السلام الدولية من قبل 33 جامعة ومركز أبحاث ومنظمة أميركية في العام 1998، وجائزة السلام من قبل الجمعية الدولية الروسية في 2007، وجائزة جواهر لآل نهرو للتفاهم الدولي من الهند في العام نفسه.
ومن الأوسمة التي تقلّدها السلطان قابوس وسام الملك عبد العزيز آل سعود في 1971، وقلادة مبارك الكبير في الكويت 2009.
وعرف عن السلطان قابوس حبه للفروسية فأقام العديد من مهرجانات الفروسية ومسابقات للهجن، واهتمامه بحماية البيئة العُمانية بمختلف تنوعاتها وقد تجلى ذلك بإنشاء جائزة السلطان قابوس لصون البيئة في عام 1989 وتمنحها منظمة اليونسكو كل عامين.