هل يمكن للصراع في الشرق الأوسط أن يسبب اضطراباً في إمدادات النفط العالمية؟ عاد هذا الخطر إلى بؤرة الاهتمام بعد أن أسفر قصف أمريكي في بغداد عن مقتل قاسم سليماني، الجنرال الإيراني البارز.
وقد تعهدت طهران بالانتقام، وهناك مكان واحد معرض للخطر أكثر من غيره: مضيق هرمز، قبالة الساحل الجنوبي لإيران، كما تقول شبكة CNN الأمريكية.
لماذا مضيق هرمز؟
المضيق، الذي يبلغ عرضه 21 ميلاً (33.8 كيلومتر) فقط في أضيق نقطة له، هو الطريق الوحيد لنقل النفط من الخليج العربي إلى محيطات العالم.
في العام الماضي، تسببت الهجمات على سفينتين، إحداهما تحمل النفط والأخرى تنقل شحنة من المواد الكيميائية، في خليج عمان المجاور في ارتفاع مؤقت في أسعار النفط.
قال محللون في مجموعة أوراسيا إن رد إيران على مقتل سليماني من المرجح أن يتضمن محاولات لتعطيل الشحن في الخليج.
فقد أوضحوا في مذكرة بحثية أنه «من المرجح أن تستأنف إيران التضييق على (حركة) الشحن التجاري في الخليج وقد تنفذ تدريبات عسكرية لتعطيل الشحن مؤقتاً».
ضربة كبيرة للاقتصاد العالمي
وإذا أغلق مضيق هرمز بسبب التهديد المستمر بشن الهجمات، فستكون هذه ضربة كبيرة للاقتصاد العالمي. إذ إن مضيق هرمز، الذي يربط خليج عمان والخليج العربي، «هو أهم ممر ضيق في العالم»، وفقاً لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية.
فقنوات الشحن التي تمر عبر المضيق والتي يمكنها التعامل مع ناقلات النفط العملاقة هي فقط بعرض ميلين، وهي متجهة من وإلى الخليج، مما يجبر السفن على المرور عبر المياه الإقليمية الإيرانية والعمانية.
إن كمية النفط التي تمر عبر القناة مذهلة، وحوالي 80٪ من النفط الخام الذي يمر عبر المضيق يتجه نحو آسيا. ولا يمكن للاقتصاد العالمي أن يعمل بدون تلك الإمدادات.
أكبر من ربع إنتاج النفط العالمي
ومر حوالي 22.5 مليون برميل من النفط يومياً عبر مضيق هرمز في المتوسط في الفترة بين بداية 2018 ويونيو/حزيران من العام الماضي، وفقاً لشركة تحليلات الطاقة Vortexa.
ويمثل هذا حوالي 24٪ من الإنتاج العالمي اليومي من النفط خلال تلك الفترة، وحوالي 30٪ من النفط المنقول عبر محيطات العالم.
ولوضع ذلك في السياق، فإن كمية النفط التي تمر عبر مضيق هرمز تمثل تقريباً ضعف إجمالي إنتاج الولايات المتحدة من النفط، وذلك حتى بعد الطفرة الأخيرة في الإنتاج الأمريكي.