بريطانيا تغضب من ترامب بسبب اغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني الإيرانى

أثارت عملية اغتيال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس، التابع للحرس الثوري الإيراني في غارة أمريكية ببغداد فجر الجمعة، حالة من الغضب في بريطانيا، بعد أن أعطى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الضوء الأخضر لتنفيذها دون إبلاغها.

وفيما وصفته بـ “خرق خطير للبروتوكول بين الحليفين الرئيسيين”، قالت صحيفة “ذا صن” البريطانية، إن ترامب لم يخبر رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون بقراره بشأن الغارة الجوية التي أدت إلى مقتل سليماني، أبومهدي المهندس، القيادي في “الحشد الشعبي” و8 من مرافقيهما.

وأثار الهجوم، قلقًا في بريطانيا خوفًا على سلامة قواتها في العراق، البالغ عددها 400 جندي، من إمكانية أن يكونوا هدفًا للانتقام.

ورفضت الحكومة البريطانية تقديم أي دعم للعملية، مع تزايد المخاوف أيضًا بشأن الاتفاق مع طهران لمنعها من بناء ترسانة نووية، فيما اتهم مسؤول بريطاني كبير، ترامب بأنه تصرف “كقائد مافيا”.

ووفق الصحيفة، فإن بريطانيا سبق وأن حذرت الإدارة الأمريكية من الغارة التي استهدفت زعيم تنظيم “داعش” أبو بكر البغدادي في سوريا في أكتوبر الماضي.

وأصدر قادة عسكريون، أوامر عاجلة في منتصف الليل برفع مستوى الأمن في صفوف القوات البريطانية التي تنتشر في ثلاثة مواقع في أنحاء العراق، في بغداد، ومعسكر التاجي شمال بغداد، ومدينة أربيل الكردية.

وهناك 500 جندي وطيار بريطاني آخر يعملون في سوريا.

وكان وزير الخارجية البريطاني، دومينيك راب حث الجمعة، كافة الأطراف المعنية بوقف التصعيد.

وقال: “لقد أدركنا دائمًا التهديد العدواني الذي يشكله فيلق القدس الإيراني بقيادة قاسم سليماني، وعقب مقتله، فإننا نحث كافة الأطراف بوقف التصعيد، فإن المزيد من الصراع لا يخدم مصالحنا”.

وعقد لجنة “كوبرا” الحكومية في بريطانيا، اجتماعًا طارئًا، لمراقبة رد إيران عن كثب حول عملية اغتيال سليماني.

ونقلت “ذا صن” عن مصدر حكومي وصفه الوضع بأنه “هش للغاية”، مضيفًا: “نراقب الأمور عن كثب وسيعمل رئيس الوزراء على التدخل، وعندما نعتقد أننا نستطيع المساعدة”.

ووصف توم توحندهات رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس العموم عدم إبلاغ البيت الأبيض للحكومة البريطانية بخطة الاغتيال باعتباره “مصدر قلق”.

وقال النائب البارز في حزب المحافظين، وضابط الجيش السابق: “إن كوننا حليفين، يعني أنه يمكننا مفاجأة أعدائنا وليس بعضنا البعض”.

وردا على سؤال حول ما إذا كانت القوات البريطانية المتمركزة في المنطقة في خطر، قال وزير الخارجية السابق أليستير بيرت: “أي من الإجراءات التي اتخذت في المنطقة يمكن أن تكون نتيجة لبدء مواجهة مباشرة، وبالتالي الجنود البريطانيون في المنطقة يمكن أن يكونوا في خطر، ولا شك أن المخاطر والعواقب أكبر بكثير هذا الصباح مما كانت عليه من قبل”.

رفضت الحكومة البريطانية مطالب بعض نواب حزب العمال بدعوة البرلمان للانعقاد، حيث من المقرر أن يستأنف جلساته بعد انتهاء عطلة عيد الميلاد يوم الثلاثاء.

واتهمت ريبيكا لونج بيلي، النائبة العمالية البارزة، الرئيس الأمريكي بـ “دفع العالم إلى شفا حرب كارثية أخرى قد تكلف أرواحًا لا حصر لها، وتزيد من زعزعة استقرار المنطقة وتجعلنا جميعًا أقل أمانًا”.

وكان رئيس حزب العمل جيريمي كوربين وصف عملية الاغتيال التي تعرض لها قائد فيلق القدس في إيران بأنه تصعيد أمريكي خطير.

وقال: “يعتبر اغتيال قاسم سليماني من قبل الولايات المتحدة تصعيدًا خطيرًا وخطيرًا للغاية للصراع ذي الأهمية العالمية”، وطالب لاحقًا رئيس الوزراء البريطاني بالتصدي لتصرفات الرئيس الأمريكي.

شاهد أيضاً

ما الذي يجعل هزيمة إيران أمراً بالغ الصعوبة؟

نشر موقع “أسباب” للدراسات الاستراتيجية تقريرًا معمقًا يسلط الضوء على التركيبة الجيوسياسية المعقدة لإيران، مجيباً …