4 دول عربية تناقش في اجتماع مغلقٍ «اتفاق عدم اعتداء» بين العرب وإسرائيل بإشراف البيت الأبيض

قالت تقارير إن مسؤولاً بارزاً في البيت الأبيض حث عدداً من الدول العربية بالشرق الأوسط على توقيع اتفاقيات عدم اعتداء مع إسرائيل، لتكون خطوة للمضي قدماً نحو تطبيع العلاقات مع الدولة اليهودية. 

ذكر موقع Axios الأمريكي، الثلاثاء 3 ديسمبر/كانون الأول أن نائبة مستشار الأمن القومي للرئيس الأمريكي، فيكتوريا كوتس، قابلت الأسبوع الماضي سفراء أربع دول عربية في واشنطن -وهي الإمارات، وعُمان، والمغرب، والبحرين- وقالت إن الولايات المتحدة سوف تدعم الخطوة.

وفق التقرير الذي نشره موقع Times of Israel، سعى اللقاء إلى تقييم الرغبة في رفع مستوى العلاقات مع إسرائيل بين الدول الأربع، وذلك بحسب التقرير. وقد حافظت جميع هذه الدول، وفق الموقع، على علاقات استخباراتية واستراتيجية قوية مع إسرائيل، وهي علاقة عززتها رؤية مشتركة تنظر إلى إيران على أنها خصم إقليمي مشترك.

لكن العلاقات العسكرية ظلت سرية في الغالب، ولم تُترجَم إلى علاقات دبلوماسية رسمية. وأفاد التقرير بأن جميع السفراء أخبروا كوتس بأنهم سوف يستشيرون حكوماتهم ويعودون إليها «قريباً» بالرد.

وبعد ذلك، التقت كوتس ومسؤولون أمريكيون آخرون، الإثنين والثلاثاء، وفداً من نظرائهم الإسرائيليين، لمناقشة المسألة.

وذكر التقرير أن الجمود السياسي الحالي بإسرائيل والرغبة الممتدة منذ عهد طويل من جانب الحكومات العربية في أن ترى إحراز تقدُّم بعملية السلام الإسرائيلية-الفلسطينية المتوقفة- يشكلان عوامل «سوف تجعل التطبيق صعب للغاية».

المبادرة اقترحها وزير خارجية إسرائيل

اقترح المبادرة، لأول مرة، وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، الذي كشف في أكتوبر/تشرين الأول، أنه كان يدفع من أجل عقد مثل هذه المعاهدات التي تنص على عدم الاعتداء، مع الدول العربية في الخليج، ووصفها بأنها مسعى «تاريخي» يمكن أن يُنهي الصراع بين إسرائيل وهذه الدول.

كتب كاتس، في بدايات أكتوبر/تشرين الأول، على حسابه بموقع تويتر: «كنت مؤخراً، وبدعم من رئيس الوزراء، أشجع على مبادرة دبلوماسية تتعلق بتوقيع (اتفاقيات عدم اعتداء)، مع الدول العربية، إنها خطوة تاريخية سوف تُنهي الصراع (الرسمي مع هذه الدول)، وتتيح التعاون المدني حتى يجري توقيع اتفاقيات سلام»، وذلك في إشارة إلى ما بدا اعترافاً ضمنياً بعدم وجود دولة عربية راغبة خلال الوقت الحالي، في إقامة علاقات دبلوماسية كاملة مع الدولة اليهودية ما دام الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي لا يزال بلا حل.

كاتس شدد على أنه طرح خطته على وزراء خارجية عديد من الدول العربية، خلال زيارة لنيويورك في أواخر سبتمبر/أيلول، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة. وقال إنه ناقش المقترح أيضاً مع جيسون غرينبلات، المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط، الذي استقال من منصبه.

وفي 23 سبتمبر/أيلول، غرد كاتس قائلاً إنه عقد محادثات مع نظير له من إحدى الدول العربية، من دون ذكر اسمه، وهي دولة لا تجمعها علاقات رسمية بإسرائيل، وقال إنهما ناقشا «طرق التعامل مع التهديد الإيراني»، وعمليةً من أجل تعزيز «التعاون المدني».

واتفق وزير الخارجية الإسرائيلي مع محاوريه من دول الخليج، خلال «سلسلة من الاجتماعات» في نيويورك، على تأسيس فرق عمل من أجل المضي قدماً نحو معاهدات عدم الاعتداء، وذلك بحسب ما نقلته قناة Channel 12 الإسرائيلية، التي قالت إنها نقلت ذلك عن مصادر مقربة من كاتس. 

وقيل إن بنودها يمكن أن تتضمن التزامات بإقامة «علاقات ودية وتعاون» بين الدول العربية وإسرائيل بما يتماشى مع ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي؛ لمنع الأعمال العدائية أو التحريض على الأعمال العدائية ضد بعضها، وتجنُّب إقامة بعضها أي تحالف أمني أو عسكري مع جهات أخرى ضد بعضها الأخرى.

وقال التقرير التلفزيوني إنه من بين العناصر الأخرى، يحدد نص مشروع الاتفاقية التعاون في مجال مكافحة الإرهاب، وخدمة المصالح الاقتصادية.

التقى كاتس، الذي يشغل أيضاً منصب وزير الاستخبارات، في الماضي، مسؤولين بارزين من الدول العربية مرتين على أقل تقدير: في مطلع يوليو/تموز، التقى مسؤولاً إماراتياً بارزاً من دون ذكر اسمه خلال زيارة لإمارة أبوظبي. وفي وقت لاحق من ذلك الشهر، نشر صورة له مع وزير الخارجية البحريني، خالد بن أحمد آل خليفة، خلال فعالية استضافتها وزارة الخارجية الأمريكية في واشنطن. وضربت هذه الصورة مثالاً شهد مقابلة علنية وموثقة لمسؤول عربي رفيع مع شخصية إسرائيلية بارزة.

وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2018، سافر كاتس إلى عُمان لحضور مؤتمر دولي بمجال النقل. وقال في ذلك الوقت: «أرى أن التعاون بين إسرائيل ودول الخليج يمكن أن يتوسع، وينبغي له ذلك. لدى إسرائيل أيضاً الكثير لتقدمه فيما يتعلق بتحلية المياه والري والزراعة والطب».

في حديثه بالأمم المتحدة خلال الشهر الماضي، شدد كاتس على أن إسرائيل «لديها دبلوماسية لتعزيز العلاقات، والتطبيع مع دول الخليج». وأوضح قائلاً: «لا يوجد صراع بيننا وبين دول الخليج، ولدينا مصالح مشتركة في الميدان الأمني ضد التهديد الإيراني، فضلاً عن تطوير عديد من المبادرات المدنية المشتركة». 

أضاف: «تمتلك إسرائيل كثيراً من الإمكانات بمناحى عديدة، وضمن ذلك التكنولوجيا المتطورة، والإبداع، والزراعة، وتكنولوجيا الري، التي يمكن أن تساعد دول الخليج، ولدى دول الخليج كثير من الإمكانات التي يمكن أن تساعد إسرائيل أيضاً. آمل أن يؤدي هذا التعاون إلى توقيع اتفاقيات سلام بين بلادنا، مثلما فعلنا مع مصر والأردن». في أغسطس/آب، قال كاتس إنه كان من الواقعي أن توقع اتفاقيات سلام رسمية مع دول الخليج الوسطية في غضون سنوات قليلة.

موقع Axios قال إنه تواصل مع مسؤول رفيع في الإدارة الأمريكية، للتعليق على الجهود الجديدة من جانب البيت الأبيض بقيادة ترامب، وقد أخبره بأن الولايات المتحدة «سوف ترحب بالتأكيد بتوسع العلاقات بين حلفائنا وشركائنا الأساسيين في الشرق الأوسط»، لكنه رفض التأكيد أو حتى التعليق على مبادرات محددة.

شاهد أيضاً

“الإمبراطور الأبيض”.. مقاتلة الجيل السادس الصينية المصممة للهيمنة على السماء والفضاء

تشهد المنافسة بين الصين والولايات المتحدة تصعيداً ملحوظاً في العديد من المجالات، من أبرزها التسابق …