قبل أقل من ثلاث سنوات فقط، لم تكن أي منهن ضمن قائمة الأغنى في العالم بالأساس، ولكن اليوم وبحسب تحديث يوم 22 نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري، أصبحن ضمن أغنى أغنياء العالم، بينهن واحدة انضمت لقائمة أغنى 10 أغنياء في حدث نادر، وأُخرى ضمن أغنى 15، ويتعدى إجمالي ثروتهن 150 مليار دولار، في مبلغ تضخم بين ليلة وضُحاها!
جوليا فليشر.. «الترَمُل» يضعها بين أثرى 10 أشخاص في العالم
في موقف نادر ظهرت سيدة في قائمة «بلومبرج» لأغنى 10 أغنياء العالم في شهر نوفمبر الجاري، فعادةً ما يسيطر على تلك القائمة الرجال. أما دخول الجنس الناعم إليها، فيُعد حدثًا استنثائيًّا لا يتكرر كثيرًا. لكن جوليا فليشر (56 عامًا) تمكّنت منه، وساعدها في ذلك ديفيد التي عرفته قبل عقود ونجا من الموت بأعجوبة، ليساعدها في الوصول إلى قمة أغنياء العالم.
في الثمانينيات كانت الشابة جوليا تعمل مساعدة لمصمم إيطالي يُدعى أدولفو، وتحصل على راتب 200 دولار أسبوعيًّا. على جانب آخر كان هناك شاب ثري أحب أن يكون هناك الكثير من النساء من حوله في العمل، بحسب ما قالته صديقة سابقة له، تقول إنها صادقت ديفيد 25 عامًا. لكنه لم يتزوجها هي أو غيرها من هؤلاء السيدات، وعندما فكّر في الزواج ابتعد عن المحيطين به، واتجه إلى خارج محيط العمل.
مع بداية العقد التالي حدث ما تسبب في نقل جوليا إلى مستوى مختلف تمامًا من الثراء. إذ خرجت في «blind date» مع ديفيد الذي يكبرها بـ21 عامًا، ويعني موعدًا لشاب وسيدة لم يكونا على معرفة سابقة بعضهما ببعض، ويساهم وسطاء في ترتيب تلك الجلسة بغرض التعارف بينهما، عسى أنا ينجذبا بعضهما لبعض ويرتبطا، وقد يتزوجا في النهاية.
شهد عام 1991 بداية التعارف بين جوليا وديفيد، وكاد أن يشهد أيضًا نهاية مبكرة لقصة الارتباط؛ لولا أن ديفيد نجا بأعجوبة من حادث طائرة كان هو الناجي الوحيد منها، ليكون من حظ جوليا أن تكمل حياتها مع واحد من أغنى أغنياء العالم، ويتزوجا عام 1996.
في 22 أغسطس (آب) 2019، لم تكن جوليا على قمة أغنياء العالم، ولكن وفاة زوجها في اليوم التالي عن عمر يناهز (79 عامًا)، مهّد لها الطريق لتلك المكانة المرتفعة. إذ حصلت على ثروته بعد وفاته، وأصبحت تملك 42% من أسهم شركة «كوتش» للصناعات، التي كان ديفيد كوتش أحد مؤسسيها، وتعد ثاني أكبر شركة في أمريكا تعمل في تكرير النفط وخطوط الأنابيب، وتجارة السلع الأساسية، وتربية الماشية، وتبلغ إيرادتها السنوية 110 مليار دولار. صافي ثروة جوليا يبلغ 61.3 مليار دولار لتكون في المركز التاسع بين أغنى أغنياء العالم.
فرانسواز بيتنكور مايرز.. كلمة السر مستحضرات التجميل!
قبل وفاة كوتش، ووصول أرملته لقمة أغنياء العالم، وتسيد ثروتها عرش سيدات العالم؛ كانت هناك امرأة أُخرى تسيطر لحوالي عامين على صدارة أغنى سيدات العالم. وهي الفرنسية فرانسواز بيتنكور مايرز، ولم تكن لتصل إلى هذه الدرجة العالية من الثراء لولا ثروة هائلة آلت إليها، بعدما صارعها عليها مصور صحافي.
ففرنسواز أكاديمية معروفة، ومؤلفة لعدد من الكتب من أبرزها كتاب «العلاقات المسيحية اليهودية»، ولكن مشوارها الأكاديمي لم يكن هو مصدر ثروتها الهائلة. فهي ابنة لعائلة ثرية في الأساس، جمعت ثروتها من شركة «لوريال» أكبر شركة لصناعة مستحضرات التجميل في العالم. تلك الشركة العريقة التي تأسست قبل أكثر من قرن عام 1907، على يد زوج ليليان بيتنكور، الذي توفي لاحقًا، وكانت ليليان والدة فرنسواز هي الوريثة الوحيدة له ولثروته الهائلة، إلى أن وصلت إلى يد حفيدته في النهاية.
العلاقة بين ليليان وفرنسواز لم تكن جيدة، وشابها الكثير من المشكلات. وفي عام 2007 نشب بينهما نزاع طويل اضطرت خلاله فرانسواز لرفع دعوة قضائية، قالت فيها بأنها تخاف من تعرض أمها لاستغلال المحيطين مع تدهور حالتها الصحية. في عام 2008 جرى الكشف عن تلقي المصور فرانسوا ماري بانيي، صديق ليليان، هدايا عينية قيمتها مئات الملايين من الدولارات، من ضمنها جزيرة مساحتها 670 فدانًا في سيشل. وانتشرت مزاعم حينها بأن لليان تنتوي تبّنيه، وهو ما دفع فرانسواز لاتخاذ إجراءات قانونية ضد المصور الذي قد يهدد ثروة العائلة وورث أمها المنتظر. واستمر الخلاف بين الابنة ووالدتها لعدة سنوات، ولم ينته سوى عام 2016، عندما توصلا إلى مصالحة بينهما.
في 22 سبتمبر (أيلول) 2017، أصبحت فرانسواز السيدة الأغنى في العالم، حينما توفيت والدتها ليليان عن عمر يناهز 94 عامًا، لتكون فرانسواز هي الوريثة الوحيدة لثروة الأم، التي بلغت حين وفاتها 44.3 مليار دولار، كلها كانت من حق فرانسواز، التي تمتلك الآن 33% من أسهم شركة «لوريال»، الذي بلغ عائدها السنوي عام 2018 حوالي 31.8 مليار دولار، أما ثروة فرانسواز التي تترأس مجلس إدارة الشركة فتبلغ 56.4 مليار دولار!
ماكينزي بيزوس.. للطلاق فوائد أخرى!
في آخر عامين سيطر الأمريكي جيف بيزوس على صدراة ترتيب أغنياء العالم. وهي صدارة استمرت طويلًا، قبل أن ينهار معدل ثروة بيزوس التي كانت تعدّت 130 مليار دولار، في أبريل (نيسان) الماضي. إذ تأرجح معدل ثروة الرجل الأغنى في العالم صعودًا وهبوطًا حتى فقد الصدارة، في خلال شهر نوفمبر (تشرين الثاني) 2019، ليتفوق عليه أقرب منافسيه بيل جيتس.
سبب الهبوط الشديد في ثروة جيف، والذي ساهم في فقدانه لصدراة أغنياء العالم، كانت زوجته ماكينزي بيزوس (49 عامًا)، حينما توصلا إلى اتفاق انفصال في الرابع من أبريل الماضي، يقضي بأن يدفع بيزوس لها 35 مليار دولار، وتحتفظ ماكينزي بنسبة أسهمها في شركة «أمازون» البالغة 4%. وتُعد هذه التسوية هي الأعلى في التاريخ منذ انفصال تاجر التحف أليك ويلدرستاين عن زوجته السابقة عام 1999، دافعًا لها 3.8 مليار دولار.
ويمكن القول بأن ضارة بيزوس نفعت ماكينزي التي وُضِع اسمها فجأة بين أغنى أغنياء العالم، وجاء الانفصال بعد زواج مديد بين الطرفين، خلّف أربعة أبناء وبدأ في عام 1993، قبل عام واحد من تأسيس بيزوس لـ«أمازون» وتعيين ماكينزي من أوائل الموظفين بها.
وكانت ماكينزي قد عملت في الحسابات، مع أن دراستها كانت أدبية، وتعلمت فن القص في جامعة برينستون على يدي توني موريسون الفائزة بجائزة نوبل، والتي تعد ماكينزي واحدة من أفضل طلابها في الكتابة الإبداعية. ونشرت ماكينزي بالفعل روايتين، نالتا إشادات، لكنهما لا تمثلان كثيرًا من ثروتها التي وصلت إلى 34.9 مليار دولار؛ بسبب حصتها في «أمازون» الذي يعد أكبر متجر على الإنترنت في العالم، بلغت إيراداته 233 مليار دولار في عام 2018 فقط.