أشتهرت أفلام الزمن الجميل، بتقديمها نجومًا من طراز فريد، حيث وقتها لم يكن المجتمع المصري يعرف عن الطائفية واختلاف الديانات المختلفة شيئا، فنري كثيرًا من الأفلام تحتوي على ممثلين وكومبارس من ديانات وجنسيات مختلفة، لاسيما “اليهود”، واشتهر منهم عمالقة في الفن، كـ ليلي مراد ومنير مراد وراقية إبراهيم وغيرهم.
ونستعرض في هذا التقرير أشهر الفنانين “اليهود” في مصر:
نجوى سالم.. تبرعت للجيش المصري بإيرادها
تعتبر من أشهر الفنانين اليهود، الذي عاشوا في مصر ودعموا جيشها، هي الفنانة نجوى سالم، ورغم اشتهارها بهذا الاسم، خلال فترة الخمسينيات والستينيات، لكن اسمها الحقيقي هو نظيرة موسى شحاتة، ولدت يهودية الديانة قبل أن تعتنق الإسلام.
لكن لم تستطع استكمال دراستها، وأنهت علاقتها بالتعليم بعد المرحلة الابتدائية، كما بدأت مشوارها الفنى بعد التحاقها بفرقة الريحانى المسرحية، وكان لها العديد من المواقف الوطنية، ومنها تبرعها بإيرادات إحدى مسرحياتها لدعم الجيش المصري.
كما تكفلت بعلاج الفنان عبد الفتاح القصرى بعد تعرضه لوعكة صحية، وتم تكريمها من قبل الرئيس السادات، وشاركت في أكثر من 50 عملا فنيا أشهرها فيلما حسن ومرقص وكوهين، وملك البترول، وتوفيت في 12 مارس عام 1988.
راقية إبراهيم.. شاركت في اغتيال العالمة سميرة موسي
وعلى النقيض، تعتبر الفنانة راقية إبراهيم، واسمها الحقيقي “راشيل إبراهام ليفي”، من أكثر من اعتنق الفكر الصهيوني من بنات جيلها.
وولدت “راقية” في عام 1919 بالمنصورة لأسرة يهودية، درست في المدرسة الفرنسية ثم كلية الآداب، حصلت على البطولة في عدة أعمال فنية مثل “رصاصة في القلب وملاك الرحمة”.
عرفت بإيمانها العميق بالكيان الصهيوني واشتراكها في اغتيال العالمة المصرية سميرة موسى عام 1952، ثم هاجرت إلى الولايات المتحدة الأمريكية، في عام 54 بعد ثورة 23 يوليو 1952، وتمتلك “بوتيك” لبيع المنتجات والتحف الإسرائيلية بولاية نيويورك، وعملت في مكتب إسرائيل بالأمم المتحدة وتزوجت من يهودي أمريكي وأسسا شركة إنتاج أفلام.
كاميليا.. الحسناء التي تعاونت مع الموساد
ولدت 1919 بالإسكندرية لأبوين مسيحيين، إلا أن زوج والدتها اليهودي تبناها وحملت اسمه وديانته لتصبح “ليليان ليفي كوهين” .
وتعد أشهر نجمة سينمائية في الأربعينيات وأعلاهن أجرًا، واشتهرت من خلال فيلمها الشهير “قمر 14″، وعرفت بجمالها الفتان، واختارها الملك فاروق لمدة ثلاث سنوات كمحظية له.
وتوفيت إثر حادث الطائرة رقم 903 عام 1950، والتي كانت متجهة إلي روما حيث سقطت الطائرة في الحقول بالبحيرة شمال غرب القاهرة، وتردد وقتها أن هذا الحادث “مدبر” من قبل أجهزة مخابراتية، بعد التأكد من أنها على اتصال بالموساد الإسرائيلي.
إستيفان روستي.. عشق مصر ورفض السفر لإسرائيل
ولد لأم إيطالية وأب نمساوي، كان يعمل سفيرا للنمسا في القاهرة، وعلى الرغم من ذلك إلا أنه عشق تراب مصر، ورفض مغادرتها ضمن صفوف اليهود الذين سافروا لإسرائيل عقب إعلانها كدولة في 1948.
وقدم “إستيفان” عددًا من الأفلام المهمة منها “تمر حنة”، “قلبي دليلي”، “عنبر”، “حرام عليك”، وتميز بتقديم شخصية الشرير خفيف الظل، فكان يتمتع بأسلوب فريد، وطريقة نطق مميزة، جعلته ممثلا لا يشبه أحدًا.
الراقصة كيتي.. تردد شائعات بارتباطها بـ رأفت الهجان
الراقصة الاستعراضية كيتي، هي فنانة يهودية اسمها الحقيقي “كيتي فوتساتي”، أجادت عدة أدوار في بعض أفلام إسماعيل يس مثل “عفريتة إسماعيل يس ومتحف الشمع”، ولكن سرعان ما اختفت في الستينيات.
وترددت شائعات حول تورطها في شبكة جاسوسية وأخرى حول ارتباطها بالعميل المصري رأفت الهجان، الذي كتب بمذكراته عن علاقة بفتاة تُدعى “بيتي”، والتى وصفها بأنها راقصة مراهقة، طائشة وتكبره بعام واحد، فمالت الآراء كلها نحو الراقصة الاستعراضية كيتي.
منير مراد.. عاش بمصر وأعلن إسلامه
يعتبر واحدًا من أعظم الملحنين المصريين، وما زالت ألحانه تعيش في وجدان المصريين بنفس رونقها حتى الآن، فقد لحن عددًا من أشهر الأغاني، وهي “يا دبلة الخطوبة”، “بأمر الحب”، “وحياة قلبي وأفراحه”، اسمه الحقيقي “موريس زكي مراد”، وهو شقيق الفنانة ليلى مراد، وأشهر إسلامه في 1966، ليتزوج من الفنانة سهير البابلي، وتوفي عام 1981.
توجو مزراحي.. تعاون مع إسرائيل وتم نفيه إلى إيطاليا
توجو مزراحي أشهر المخرجين المصريين ذي الأصول اليهودية، ارتبط بأعمال كبار نجوم الزمن الجميل، أهمهم على الإطلاق علي الكسار مثل “الساعة وسلفني 3جنيه”، ومن أشهر أعماله “الهاوية والكوكايين” و”شالوم الترجمان” و”شالوم الرياضي” و”نور الدين والبحارة الثلاثة”.
وترك مصر سنة 1948 عند تأسيس دولة إسرائيل، وقد تم اتهامه بالتعاون مع الصهيونية وقتها، وتم نفيه إلى إيطاليا حيث أقام هناك وتوقف عن النشاط السينمائي حتى وفاته في 5 يونيو عام 1986.
ليلي مراد.. سلحت الجيش المصري
واحدة من أعظم الفنانات في تاريخ السينما والغناء المصري تزوجت من الفنان أنور وجدي بعد أن أشهرت إسلامها عام 1946.
وهي ابنة المغني والملحن الحلبي إبراهيم زكي موردخاي “زكي مراد” وأمها جميلة سالومون وهى يهودية من القاهرة، كانت من أسرة متواضعة الحال تخرجت في مدرسة راهبات نوتردام ديزابوتر للبنات بالزيتون.
ولكنها شعرت بحالة من الحزن الشديد عندما طالتها شائعة تبرعها لإسرائيل بأموال ضخمة وكان ذلك في عام 1952، ولكن سرعان ما تبرأت من ذلك الأمر، بل وساهمت في قطار الرحمة الثالث لجمع تبرعات لتسليح الجيش المصري، ورفضت أيضًا ضغوطات لتهجيرها إلى فلسطين، وفضلت البقاء في مصر حتى وفاتها في 21 نوفمبر عام 1995.
عمر الشريف.. أعلن إسلامه وتزوج فاتن حمامة
ولد باسم ميشيل دميتري شلهوب في عام 1932 بالإسكندرية لأب يعمل تاجر أخشاب لبناني وهو خريج مدرسة كلية فيكتوريا بالإسكندرية.
ومن هناك بدأ عمر الشريف التمثيل عندما كان عمره 12 عامًا، وهو من أصل يهودي حتى أن أشهر إسلامه وتزوج من فاتن حمامة.
نجمة إبراهيم.. رغم أدوار الشر لكنها رفضت السفر لإسرائيل
واحدة من أشهر الفنانات اللاتي أتقن أدوار الشر، فقد اشتهرت بدور “ريا”، في رائعة صلاح أبو سيف “ريا وسكينة”، بدأت عملها كمطربة، حتى ارتبطت بالتمثيل والعمل المسرحي، واتجهت للسينما، وقدمت من خلالها عددا كبيرا من الأفلام، وقد رجح البعض إسلامها بعد انتشار وثيقة تُثبت أنها أشهرت إسلامها، إلا أن البعض أشار إلا أنها ماتت وهي يهودية.
بعد نكسة 67، قدمت عددًا من العروض المسرحية، وتبرعت بكامل إيرادات المسرحية لصالح الجيش المصري.
سيرينا إبراهيم.. هاجرت لإسرائيل
هي الشقيقة الكبرى للفنانة نجمة إبراهيم، وقد بدأت عملها كممثلة وشاركت في عدد من الأفلام، منها “ليلى”، “طاقية الإخفاء”، وفور إعلان قيام إسرائيل، هاجرت “سيرينا” مع عدد كبير من اليهود الذين هاجروا، ولم تفلح في إقناع شقيقتها نجمة إبراهيم بالهجرة.