بعد مفاوضات شاقة وماراثونية دامت لعدة أسابيع بين حزب الشعب المكلف بتشكيل الحكومة النمساوي وباقية الأحزاب ، سعياً لتشكيل ائتلاف حكومي، أتفق الحزب الأخضر و حزب الشعب مع بعضهما البعض لتشكيل الحكومة القادمة ، فلم تعد تفصل النمسا عن حكومة جديدة تسير شؤون البلاد سوى بضعة محادثات سيتقاسم خلالها الحزبين الحقائب الوزارية
وقال أحد قادة المحافظين من حزب الشعب إن المفاوضات التي تجري في جلسات مغلقة وسط أجواء متوترة ستتواصل إذا اقتضى الأمر حتى نهاية السنة الحالية وبداية العام القادم من أجل التوصل إلى حكومة مستقرة
ومن خلال محادثات جس النبض التي جرت بين حزب الشعب وحزب الخضر في الأيام القليلة الماضية ، ناقشوا من خلالها أوجه الالتقاء التي من الممكن أن تكون عاملا أساسيا في نجاح حكومتهم ، فقد حاول حزب الخضر الضغط على سيباستيان كورتس رئيس حزب الشعب من أجل تقديم تنازلات على مستوى السياسة الاجتماعية المتشددة التي اعتمدها مع حليفه السابق حزب الحرية اليميني المتشدد هاينز إشتراخة
وقالت مصادر مطلعة من داخل حزب الخضر أن عضوة من فريق التفاوض اقترحت أثناء مناقشة نقطة المساعدة الاجتماعية أن يتم صرف هذه المساعدة للمستفيدين منها 14 شهرا في السنة بدلاّ من 12 شهر فقط مثل نظام صرف رواتب العاملين فى الشركات الخاصة والعامة والمؤسسات الحكومية النمساوية و الذي يلزم أصحاب العمل بصرف راتب شهر بمناسبة أعياد الميلاد وراتب شهر أخر بمناسبة الأجازة السنوية
كذلك أقترحت العضوة نفسها بتمتيع الحاصلين على المساعدة الاجتماعية من الدولة بعطلة سنوية تبلغ مدتها 5 أسابيع في السنة مثل العاملين تماماّ
يشار إلى أن قرار السيد كورتس التحالف مع الحزب الأخضر قد أثار غضب قادة وأعضاء حزب الحرية المتشدد ، وقد عبروا عن تخوفهم من انزلاق البلد في طريق اليسار المتطرف .