قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن الدول العربية لم تعد تتعامل مع إسرائيل كأنها عدو، بل كـ”حليف ضروري في مكافحة التنظيمات (السنيّة) المتطرفة، وإيران”.
وقال نتنياهو في المؤتمر السنوي لوسائل الإعلام المسيحية الدولية المقام في القدس:” لم يعد التعامل مع إسرائيل كأنها عدو، بل يتم التعامل معها كحليف ضروري في مكافحة الإسلام المتطرف، الذي يقوده السنّة المتطرفون، أي (تنظيما) القاعدة وداعش، وأكثر فأكثر، الإسلام الشيعي المتطرف، بقيادة إيران وأتباعها”.
وأضاف في الكلمة التي ألقاها مساء أمس وأرسل مكتبه نسخة منها لوكالة الأناضول اليوم الإثنين:” الدول العربية تعترف بأن هذا التشدد، يُعرضّها للخطر ليس أقل مما هو يُعرضّ إسرائيل للخطر، فلذلك لدينا مصلحة مشتركة، ولكن علاوة على المصلحة المشتركة التي تجمعنا ضد عدو مشترك، فإن العلاقات بيننا بدأت تشهد تطبيعا في مجالات متنوعة”.
وتابع:” هذا ليس فقط من أجل طرد الشر، ولكن أيضا من أجل رعاية الخير، وذلك من خلال علاقات اقتصادية وتكنولوجية وأخرى، هناك تغيير واضح وهذا مهم لأن في نهاية المطاف، هكذا سنحقق السلام”.
ولكنه استدرك:” امتلاكنا المصالح المشتركة لا يعني بالضرورة أننا نشاطر نفس القيم، أنا لا أزعم أن الدول العربية من حولنا هي ديمقراطيات غربية، ولكنها تدرك بأنه ما لم نتعاون معا، فإن قوة شريرة كبيرة ستهددنا وهي ستزيل الطموحات لإحداث تغيير والأمل بتحقيق مستقبل أفضل لمواطنينا”.
وكشف نتنياهو عن بعض من مشاوراته مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قبل قرار الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل نهاية العام 2017.
وقال:” علينا أن نبارك الرئيس ترامب لاعترافه بالقدس كعاصمة إسرائيل، ولنقله السفارة الأمريكية إلى هنا، كما يجب أن نعترف بالدور الحاسم الذي لعبه السفير الأمريكي لدى إسرائيل (ديفيد) فريدمان، في هذا القرار وأشكره لذلك مرارا وتكرارا”.
وأضاف:” أود أن تعلموا أن الرئيس ترامب تشاور معي، قبل أن يتخذ هذا القرار، وهو سألني ماذا أعتقد سيحدث في أعقابه؟ هل سيندلع عنف واسع النطاق؟ هل ستكون هناك مظاهرات في جميع أنحاء العالم العربي؟ جاوبت بأنني لا أستطيع أن أجزم بأنه لن تكون هناك اعتراضات، ولكنني لا أعتقد أن هذا سيحدث، فهو قام بهذه الخطوة وماذا حدث على الأرض؟ لا شيء”.
وتابع نتنياهو:” كما قرر الرئيس ترامب الاعتراف بهضبة الجولان كجزء من دولة إسرائيل السيادية، وقالوا مرة أخرى إن هذا سيُحدث اهتزازا كبيرا ولكن ماذا حدث فعلا؟ لا شيء، ولماذا؟ لأن شيء كبير جدا يحدث وهو تغيير نظرة الكثيرين في الشرق الأوسط إلى إسرائيل”.
وبشأن إيران، اعتبر نتنياهو أن أهم شيء بالنسبة لإسرائيل، هو “ضمان عدم قيامها بتطوير الأسلحة النووية وبأننا سنصد تقدمها نحو إقامة امبراطورية واحتلال دول أخرى”.
وقال:” أعتقد أن سياسة الرئيس ترامب التي تعتمد الحد الأقصى من الضغوط الاقتصادية على إيران هي سياسة صحيحة، ويسرني أنه تم تشديدها مؤخرا من خلال فرض المزيد من العقوبات، أعلم أنه يوجد لذلك تأثير واضح على القدرة الإيرانية على تمويل عدوانها، ويمكن ملاحظة ذلك”.
وأضاف:” في نفس المقدار، نحن ملتزمون بمنع إيران من التموضع عسكريا على امتداد حدودنا، خاصة في سوريا، ونتخذ الإجراءات المناسبة من أجل إحباط ذلك، أعتقد أن هذا ضروري لأنه إذا حصلت إيران على مرادها لانهار الشرق الأوسط، إن لم تكن إسرائيل هنا في قلب الشرق الأوسط، لكانت إيران قد حققت انتصارها، ربما كانت تمتلك الآن الأسلحة النووية”.
وتابع نتنياهو:” نحن ملتزمون بهاتين الغايتين: منع إيران من تطوير الترسانة النووية ومنعها من احتلال الجزء الخاص بنا في الشرق الأوسط، نتعاون مع الولايات المتحدة بطرق كثيرة ومن بينها طرق لا أستطيع أن أفصح عن تفاصيلها هنا، من أجل تحقيق هاتين الغايتين وهما لا يزالان الغايتين اللتين نسعى إلى تحقيقهما”.