كشف محمد علي ساجت، عديل أبو بكر البغدادي وأحد أقرب المقربين إليه، أنَّ إرهابيي تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) دفنوا 25 مليون دولار في الصحراء العراقية اكتشفها رعاة الأغنام لاحقاً.
وأشار تقرير لصحيفة The Daily Mail البريطانية، إلى أن السلطات العراقية، كانت قد اعتقلت ساجت، العضو في داعش منذ عام 2015، قبل شهرين بالقرب من بغداد. ويقال إنَّه أخبر السلطات العراقية بموقع البغدادي المحتمل في سوريا، وأدلى بتفاصيل عن ساعٍ كان يعمل لدى زعيم داعش.
وفي مقابلة مع قناة العربية المملوكة للسعودية يوم الأحد 27 أكتوبر/تشرين الأول 2019، قال ساجت -المحتجز في العراق- إنَّ قادة داعش، بمن فيهم هو نفسه، دفنوا دولارات ومشغولاتٍ ذهبية وفضية في الصحراء.
وادعى أنَّ الـ 25 مليون دولار قد فقدت في صحراء الأنبار، وقد اكتشفها رعاة الأغنام لاحقاً.
البغدادي كان يختبئ في قبو تحت الأرض
ووصف أحد مخابئ البغدادي، قائلاً إنَّه قبوٌ تحت الأرض مليء بالنصوص الدينية.
وقال: «كان يختبئ في نفقٍ طوله 8 أمتار وعرضه يتراوح من 5 إلى 6 أمتار. وكان يحتوي على مكتبةٍ وكتب دينية ومصحف وأشياء من هذا القبيل».
وأضاف: «وكان يحتوي على مصادر إضاءة وأشياء مختلفة، لذا كان وضعه جيداً في أثناء الاختباء».
وليس من الواضح ما إذا كان هذا النفق جزءاً من المجمع نفسه الذي عُثِر فيه على البغدادي يوم السبت 26 أكتوبر/تشرين الأول.
وقال ساجت: «لم نكن نتوقع حدوث ذلك. وحتى (البغدادي) نفسه لم يكن يتوقع أن يقتل نظراً إلى تدابيره الأمنية».
وقال مسؤولٌ حكومي عراقي لشبكة CNN الأمريكية إنَّ ساجت أدلى بمعلوماتٍ عن ساعٍ كان يعمل لدى البغدادي.
وقد ساعدت المعلومات التي قدمها ساجت في القبض على البغدادي مساء يوم السبت الماضي في سوريا حين اقتحمت القوات الأمريكية المجمع الذي كان يختبأ فيه، وفقاً للمسؤول.
وقال المسؤول العراقي إنهم بدأوا في تعقب الساعي وزوجته بعدما أدلى ساجت بالمعلومات في أثناء احتجازه.
ثم قُتِل الساعي في مداهمةٍ لاحقة، لكنَّ زوجته قادت السلطات العراقية إلى موقعٍ مختلف حيث تمكنوا من العثور على مزيدٍ من المعلومات التي أرشدتهم إلى البغدادي.
ساعي البريد أطاح بزعيم تنظيم داعش
وبعد ذلك، أبلغ المسؤولون العراقيون نظراءهم الأمريكيين بتلك المعلومات، حسبما ذكر المصدر. وأضاف ساجت متحدثاً عن البغدادي والساعي الذي كان يعمل لديه: «كانت تدابيره الأمنية قوية. كانا يرعيان الأغنام ويعتنيان بها، فيما كان (البغدادي) يختبئ تحت الأرض وكانت هناك خيمة فوقه».
وأردف: «كانت حركتهما صعبة بسبب قبضة قوات الأمن المشددة على المنطقة التي رأيته فيها. وكان يتحدث عن تدهور وضعه الأمني بسبب قوات الأمن. لذا كان يريد تغيير مكانه، لكنَّه لم يكن يعرف الطريقة التي سيفعل بها ذلك. كانا يناقشان ذلك دائماً».
ومن جانبه تحدَّث ترامب في خطابٍ وطني عن المداهمة المحمولة جواً التي نفَّذتها قوات العمليات الخاصة الأمريكية ليلاً في محافظة إدلب بشمال غرب سوريا فوق أراضٍ مدججة بالعدة والعتاد العسكرية وخاضعة لسيطرة دول وقوات متعددة. وقال ترامب إنَّ العملية لم تشهد مقتل أي فردٍ من القوات الأمريكية.
وأسفرت حملةٌ شنتها القوات الأمريكية والقوات المتحالفة معها ضد التنظيم على مرِّ سنوات عن استعادة المناطق التي سيطر عليها التنظيم، لكنَّ أيديولوجيته العنيفة استمرت في إثارة هجماتٍ متفرقة.
وذكر ترامب أنَّ البغدادي فرَّ إلى نفقٍ «مسدود» مع ثلاثة من أطفاله حين داهمته القوات الأمريكية، وفجَّر سترةً ناسفة، فقتل نفسه والأطفال.
وقال ترامب: «كان رجلاً مريضاً وفاسداً، وها هو قد رحل الآن. لقد مات كالكلب. مات جباناً».
وأضاف ترامب أنَّ القوات الأمريكية تيقَّنت من هوية البغدادي بإجراء فحصٍ للحمض النووي في موقع الحادث