كشفت وكالة أسوشييتد برس، الجمعة 25 أكتوبر 2019، عن وجود كنيس يهودي سري في أحد الأحياء الراقية بمدينة دبي الإماراتية، لافتة إلى أنه يعد أول كنيس يعمل بشكل كامل في شبه الجزيرة العربية منذ عقود.
وأعدت الوكالة الأمريكية تقريراً عن الكنيس الذي قالت إن مراسلها وافق على عدم نشر أي صور عنه أو وصف مكانه قبل أن يقوم بزيارته.
وأوضحت أن الكنيس يقع في فيلا غير مكشوفة وسط المنازل بأحد الأحياء الراقية في دبي.
كنيس يهودي في دبي بموافقة المشيخة الإسلامية
واعتبرت الوكالة، رغم تحفظ أعضائه بالبوح عن موقعه، أن «الموافقة غير المعلنة على وجوده من قِبَل المشيخة الإسلامية تعد بمثابة إعادة ميلاد بطيء للمجتمع اليهودي في الخليج، الذي تم استئصاله على مر العقود بعد قيام دولة إسرائيل»، على حد قولها.
وفي تقريرها لفتت الوكالة إلى «مساعي حكام الإمارات إلى تعزيز مجتمعهم عبر استضافة فعاليات التعايش بين الأديان والتعهد ببناء مجمع ضخم متعدد الأديان، يضم كنيساً، في إطار جهودهم لتلميع صورة بلادهم أمام الغرب».
وقالت أيضاً إن تلك المساعي تأتي في وقت تشهد فيه العلاقات بين إسرائيل ودول الخليج تحسناً بطيئاً بسبب العداء المشترك لإيران.
ويقول زعماء الكنيس إنه حتى مع وجود التحديات، إلا أنهم يمثلون وجوداً جديداً ومتزايداً يمكن أن يكون بارقة أمل للمستقبل.
ونقلت الوكالة عمّا وصفته رئيس الجالية اليهودية في الإمارات، روس كريل، قوله: «وجدنا ببطء مكاننا في النظام البيئي للإمارات»، مضيفاً أن ذلك «يعكس تفاؤلنا حول مستقبل الإمارات كمكان لنا للتواصل والمساهمة والازدهار».
الوكالة تطرقت إلى تاريخ تأسيس دولة الإمارات وعلاقاتها بإسرائيل، وقالت إنه رغم عدم اعترافها دبلوماسياً بالأخيرة، فإن المسؤولين الإماراتيين سمحوا لنظرائهم الإسرائيليين بزيارة بلادهم، وبعزف النشيد الوطني الإسرائيلي بعد فوز رياضي بميدالية ذهبية في مسابقة للجودو بالعاصمة أبوظبي.
حيث سحتفل اليهود بأعيادهم ويؤدون صلواتهم
وحول حياة اليهود في الإمارات، قالت الوكالة الأمريكية إنها الآن تدور حول فيلا بدبي، حيث يجتمع مجموعة منتقاة من الزائرين لأداء الصلوات الأسبوعية، والاحتفال في الأعياد.
كما قدمت الوكالة بعض التفاصيل عن الكنيس من الداخل، وقالت إن غرفة الجلوس تعد مكان العبادة الرئيسي يُقرأ فيه سفر التوراة، ويُؤدى الصلوات.
وفي الطابق العلوي للكنيس يتوفر غرف للمبيت للزائرين الذين يحتفلون بالسبت.
وذكرت الوكالة أيضاً أن الجالية اليهودية في الإمارات نصبوا خيمة مؤقتة في الفناء الخلفي للكنيس، للاحتفال بعيد «السوكوت» اليهودي، الذي يستمر 7 أيام، وهو عيد يُحيي ذكرى الخيام التي عاش فيها بنو إسرائيل في تيه سيناء طوال أربعين سنة بعد خروجهم مصر.
كريل الذي قال إنه حتى الآن يمتنع عن ارتداء الكيباه (غطاء الرأس اليهودي) في الطرقات، صرح للوكالة بأن رؤيتهم المستقبلية هي مجتمع يهودي لا يُعدّ مجرد سمة طبيعية للحياة في الإمارات، لكنه يعتبر مكاناً يزدهر فيه اليهود.
مبادرة التطبيع الإسرائيلية مع دول الخليج
ومؤخرا نشرت وسائل إعلام إسرائيلية، ما قالت إنها بنود خطة الاتفاق بين تل أبيب ودول الخليج لـ «عدم الاقتتال»، بينما أكد وزير خارجيتها أنه طرح فعلاً المبادرة التي وصفها بالتاريخية لتطبيع العلاقات بين الدول العربية وإسرائيل.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية، وفق ما نقله موقع «سي إن إن عربي»، إنها علمت بأنه تم الاتفاق مع دول الخليج على تشكيل طواقم مشتركة لدفع المبادرة قدماً. ونشرت بنود المبادرة التي قالت إنها تتألف من 12 بنداً.
وتنص البنود على تطوير علاقات الصداقة والتعاون بين الدول تماشياً مع المنصوص عليه في ميثاق الأمم المتحدة ومبادئ الشرعية الدولية.
إضافة إلى اتخاذ الخطوات اللازمة والناجعة لضمان عدم تخطيط أو توجيه أو تمويل أعمال عدوانية أو أعمال عنف وتهديدات والتحريض ضد الطرف الآخر من أراضي الدول الموقعة.
والامتناع عن الانضمام أو تقديم المساعدة لأي تحالف أو تنظيم أو لمعاهدة ذات طابع عسكري أو أمني مع طرف ثالث.
إلى جانب تسوية الخلافات التي قد تترتب على هذه المعاهدة ستتم عن طريق الاستشارات بين الأطراف الموقعة.
لإنهاء «حالة النزاع» مع دول الخليج
وذكر موقع هيئة البث الإسرائيلية «مكان» أن المبادرة تسعى إلى «إنهاء حالة النزاع مع دول الخليج وتطبيع العلاقات مع هذه الدول»، مشيراً إلى أن يسرائل كاتس عرضها على ممثلي دول الخليج والمبعوث الأمريكي لعملية السلام المستقيل، جيسون غرينبلات.
وأوضحت هيئة البث الإسرائيلية أن المبادرة «تتمحور حول المصلحة المشتركة لدول الخليج وإسرائيل في لجم إيران والتصدي لنفوذها في المنطقة وحشد هذه المصلحة من أجل تطبيع العلاقات في مجالي مكافحة الإرهاب وتحسين الاقتصاد ذلك من خلال إدراك أنه من المستحيل في هذه المرحلة إبرام اتفاقيات سلام كاملة بسبب النزاع الفلسطيني الإسرائيلي».
ونقلت وزارة الخارجية الإسرائيلية عبر حسابها باللغة العربية عن يسرائل كاتس، قوله: «أخيراً تقدمت بطرح مبادرة سياسية للتوقيع على اتفاق عدم اقتتال مع دول الخليج العربية، في مبادرة تاريخية تنهي الصراع وتمهد الطريق لتعاون مدني حتى التوقيع على اتفاقية سلام».
وكشف كاتس أنه طرح مبادرته للمرة الأولى على وزراء الخارجية العرب على هامش انعقاد أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في أواخر سبتمبر/أيلول الماضي.