قالت صحيفة The Guardian الأمريكية إن مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي صرح بأن السجين الذي يزعم قتل ما يزيد على 90 امرأة من جميع أنحاء الولايات المتحدة الأمريكية يعد أكثر قاتل متسلسل إجراماً في تاريخ البلاد.
وأخبر صموئيل ليتل، المُحتجز منذ عام 2012، المحققين العام الماضي بأنه مسؤول عن 90 حادثة قتل في جميع أنحاء البلاد في الفترة بين 1970 و2005.
فيما أعلن مكتب التحقيقات الفيدرالي في بيان صحفي يوم الأحد 6 أكتوبر/تشرين الأول أن محللي الجرائم الفيدراليين يعتقدون أن كل اعترافاته موثوقة، وأن المسؤولين تمكنوا من إثبات صحة 50 اعترافاً حتى الآن.
كما قدم المحققون أيضاً معلومات جديدة وتفاصيل عن 5 حالات في ولايات فلوريدا وأركانساس وكنتاكي ونيفادا ولويزيانا.
«سفاح النساء»
ويقضي ليتل البالغ من العمر 79 عاماً عدة أحكام قضائية بالسجن مدى الحياة في ولاية كاليفورنيا.
ويقول إنه خنق ضحاياه الـ93، وتقريباً كلهم من النساء.
وكان بعض ضحاياه من المهمشات. إذ عُدَّت أسباب وفاة الكثير منهن في البداية تناول جرعة زائدة من مخدر، أو عُزيت إلى حوادث أو أسباب غير محددة. إضافة إلى أن بعض الجثث لم يُعثر عليها أبداً.
وأظهرت المباحث الفيدرالية 30 لوحة لبعض ضحاياه، وهي لوحات ملونة رسمها ليتل نفسه في السجن. إذ تبدو لوحات مُؤرقة، ومعظمها لنساء سود.
وعرضت المباحث أيضاً مقاطع فيديو صُورت خلال الحوارات مع ليتل في السجن.
وصف فيها كيف خنق امرأة عام 1993، وكيف دحرجها على منحدر في طريق مقفر.
إذ قال: «سمعت صوتاً جانبياً في الطريق، مما يعني أنها كانت لا تزال تتدحرج».
هكذا استدرج ضحاياه
وفي فيديو آخر، ظهر وهو يصف ضحية أخرى في ولاية نيو أورلينز.
وقال وهو يبتسم ابتسامة صغيرة: «كانت جميلة. فاتحة اللون وجلدها بلون العسل البني. وكانت طويلة بالنسبة للنساء، وهيئتها جميلة. وكانت ودودة».
حدث هذا في عام 1982 حين التقى كلاهما بالآخر في نادٍ. غادرت معه في سيارته اللينكولن وتوقفا بمحاذاة نهر صغير.
وأوضح قائلاً: «كانت هي الوحيدة التي قتلتها بإغراقها».
ولا يزال المحققون على مستوى البلاد يحاولون جمع أقواله مع الرفات غير المُعروف والقضايا غير المحلولة من عقود مضت.
وفي أغسطس/آب، أقر بأنه مذنب في قتل أربع سيدات في ولاية أوهايو. وأدين في ولاية كاليفورنيا بثلاث جرائم قتل عام 2013، واعترف بالذنب في جريمة قتل أخرى العام الماضي في ولاية تكساس.
فيما قالت السلطات في مقاطعة نوكس بولاية تينيسي الإثنين 7 أكتوبر/تشرين الأول 2019، إن امرأة تسمى مارثا كانينغهام هي إحدى ضحاياه على الأرجح.
وذكرت صحيفة Knoxville News Sentinel الأمريكية في ديسمبر/كانون الأول أن أحد محققي القضايا القديمة غير المحلولة مع مكتب شرطة مقاطعة كنوكس تعرف على الضحية التي قال ليتل إن اسمها «مارثا».
جرائمه لا تنتهي..
وعُثر على جثة الأم التي كانت تعيش في مدينة نوكسفيل في منطقة أشجار في شرق مقاطعة كنوكس عام 1975.
فيما عثر صيادان على جثة كانينغهام في ظهيرة يوم 18 يناير/كانون الثاني 1975.
وكانت عارية من الوسط إلى أسفل قدميها، ولديها كدمات في هذه المنطقة، وكان جوربها الطويل الداخلي وحزامها حول الركبتين.
وكانت أيضاً حقيبتها وبعض مجوهراتها مفقودة. قالت السلطات وقتها يبدو على جسدها أنه جُرّ إلى الغابة وألقي خلف شجرة صنوبر.
بالرغم من وجود هذا الدليل، أرجع المحققون وقتها موت كانينغهام إلى أسباب طبيعية خلال يوم من اكتشافها.
وذكر التقرير الطبي للمحقق الذي فحصها الأسباب المحتملة للوفاة بكونها «غير معروفة».
فيما كانت كانينغهام مغنية موهوبة وعازفة بيانو نشأت وهي تؤدي العروض مع والديها وأشقائها الستة الأصغر في جوقة كنسية عرفت باسم Happy Home Jubilee Singers.
وألقت سلطات إنفاذ القانون في ولاية تينيسي القبض على ليتل بعد العثور على جثة كانينغهام بـ19 عاماً.
وفقاً لسجلات الجرائم في مكتب تحقيقات ولاية تينيسي التي حصلت عليها وكالة The Associated Press أمس الإثنين 7 أكتوبر/تشرين الأول، فقد حُكم على ليتل بجنحة السرقة في عام 1994 في ناشفيل، تينيسي، وحكم عليه بالسجن 90 يوماً.