سلّمت الإدارة الذاتية الكردية اليوم الأربعاء الموافق 2 من أكتوبر 2019 طفلين شقيقين يتيمين إلى الحكومة النمساوية بناء على طلب جدتهما، وفق ما أفادت الصحف النمساوية الصادرة اليوم، بعدما كانت والدتهما قد التحقت بتنظيم داعش قبل سنوات ويرجح أنها ماتت.
وجاء تسليمهما بعدما كانت وزارة الخارجية النمساوية أعلنت في 26 أغسطس أن فيينا ستستعيد طفلين يتيمين من مخيم الهول الذي يضم عشرات الآلاف من النازحين وأفراد عائلات المقاتلين الأجانب في تنظيم داعش، ويشهد توتراً بين الحين والآخر.
وقالت الصحف النمساوية في هيئة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية فنر الكعيط “تم اليوم تسليم طفلين شقيقين يتيمين لممثل عن الخارجية النمساوية”.
وتمّت عملية التسليم عبر معبر سيمالكا الحدودي بين شمال شرق سوريا وكردستان العراق.
وأوضح “أنها أول مرة تستلم فيها الحكومة النمساوية أطفالاً من الإدارة الذاتية بعدما تمّ التواصل معنا عن طريق وزارة الخارجية النمساوية لاستلام الأطفال بناء على طلب جدتهم”.
ويبلغ الطفل البكر ثلاث سنوات وشقيقه نحو عامين. ومن المقرر تسليمهما وفق الصحف إلى جدتهما استناداً إلى قرار صادر عن القضاء النمساوي. والتحقت أمهما النمساوية عام 2014 بتنظيم داعش بعمر 15 عاماً، ويرجّح أنّها ماتت.
وجرى إتمام فحص الحمض النووي لإثبات صلة القربى بين المرأة والطفلين، بعدما تم تحديد مكانهما في مخيم الهول في محافظة الحسكة شمال شرق سوريا.
ورجّحت وزارة الخارجية النمساوية في وقت سابق أن تتم استعادة ثلاثة أطفال نمساويين آخرين من سوريا.
وترفض دول عدة، خصوصاً الأوروبية منها، استعادة مواطنيها من مقاتلي تنظيم داعش المعتقلين لدى الأكراد، وأفراد عائلاتهم الموجودين في مخيمات في مناطق سيطرة المقاتلين الأكراد في شمال شرق سوريا.
وتؤوي تلك المخيّمات، وأبرزها الهول، نحو 12 ألف أجنبي هم 4000 إمرأة و8000 طفل من عائلات الجهاديين الأجانب، يقيمون في أقسام مخصّصة لهم وتخضع لمراقبة أمنية مشددة. ولا يشمل هذا العدد العراقيين.
ويشهد مخيم الهول تحديداً حوادث أمنية متكررة، وقتلت إمراة الإثنين داخل القسم المخصص لعائلات الجهاديين الأجانب، في حادثة لم تتضح ملابساتها بعد.
وذكرت الأمم المتحدة في تقرير الإثنين إن “التوتر على أوجه في مخيم الهول مع حوادث أمنية تسجل أسبوعيا”.
ويُشكّل قاطنو تلك المخيمات عبئاً كبيراً على الإدارة الذاتية التي تطالب الدول المعنية باستعادة مواطنيها. وقد تسلمت دول قليلة عدداً من أفراد عائلات الجهاديين، مثل أوزبكستان وكازاخستان وكوسوفو، وأعداد مواطنيها الذين سلموا إليها كبيرة، وأخرى تسلمت أعداداً محدودة مثل السودان والنروج والولايات المتحدة وفرنسا وبرلين.
ويعرب مراقبون عن خشيتهم من أن تشكّل السجون والمخيمات سبباً لانتعاش التنظيم مجدداً.
وأعلنت قوات سوريا الديموقراطية في 23 مارس القضاء على “الخلافة” التي كان التنظيم قد أعلنها منذ العام 2014، بعد سيطرتها على آخر جيب كان يتحصّن فيه مقاتلوه في بلدة الباغوز في شرق البلاد.