الصين تعرض أسلحة يعرفها العالم لأول مرة وتُنافس بها أمريكا وروسيا

تجوَّلت شاحنات حاملة للأسلحة، من بينها صواريخ ذات قدرات نووية قادرة على تخطي الدفاعات الأمريكية، في شوارع بكين، يوم الثلاثاء 1 أكتوبر/تشرين الأول 2019، احتفالاً بالذكرى الـ70 لتأسيس الجمهورية الصينية الشعبية، وتوّلي الحزب الشيوعي السلطة في البلاد. 

واستهلَّ الرئيس الصيني شي جين بينغ الاحتفالات بخطاب قصير، أشاد فيه بقوة الحزب، ودعا خلاله إلى الوحدة، بما في ذلك هونغ كونغ وتايوان اللتان تشهدان أوضاعاً مضطربة، وفقاً لما ذكره موقع شبكة CBSN الأمريكية، اليوم الثلاثاء.

وعقب خطاب الرئيس، بدأ عرض عسكري يُظهر الطموح الصيني المتزايد في أن تصبح قوة عالمية كبرى، وقدّم العرض مجموعة من الأسلحة الأكثر تطوّراً في البلاد، بعضها يظهر للمرة الأولى، بينما تسير صفوف المشاة في خطى عسكرية وراء الرئيس وعدد آخر من القادة في ساحة تيانانمن، الرمز السياسي الخالد في البلاد.

ولوّح آلاف المتفرجين بأعلام الصين، بينما حلَّقت الطائرات المقاتلة على مسافات منخفضة من فوقهم.

وقال الرئيس شي، مرتدياً سترة «ماو» الرمادية، في خطاب بثّه التلفزيون الوطني: «لا يمكن لأي قوة أن تهدد وضع أمتنا العظيمة، ولا يمكن لأي قوة أن تقف في وجه تقدم الشعب الصيني والأمة الصينية».

ويوافق هذا الاحتفال الذكرى السنوية لإعلان تأسيس جمهورية الصين الشعبية، 1 أكتوبر/تشرين الأول عام 1949، على يد الزعيم ماو تسي تونغ في أعقاب الحرب الأهلية.

وتخليداً لذكرى ماو، ألقى الرئيس شي خطابه من نفس المكان الذي أعلن فيه الزعيم الراحل تأسيس الجمهورية عام 1949.

أسلحة عالية التقنية

وسلَّط الاحتفال الضوءَ على تقنيات الأسلحة الصينية سريعة التطور، التي قال عنها المحللون الأجانب إنَّها تماثل التقنيات الأمريكية والروسية والأوروبية في الصواريخ والطائرات بدون طيار وبعض المجالات الأخرى.

ويُعد جيش التحرير الشعبي الصيني، أكبر جيوش العالم، بقوام 2 مليون رجل وامرأة، ويعمل على تصنيع طائرات مقاتلة، وأول حاملة طائرات صينية الصنع، وجيل جديد من الغواصات التي تعمل بالطاقة النووية.

وأحد الأسلحة التي كانت مرتقبة بشدة وكُشف عنها في العرض، هو الصاروخ Dongfeng-17، وهو باليستي نووي أسرع من الصوت، يُعتقد أنه قادر على اختراق كل الدروع المضادة للصواريخ التي تنشرها حالياً الولايات المتحدة وحلفاؤها.

ووصف بعض المحللين هذا الصاروخ بأنه تهديد للاستقرار الإقليمي، بسبب سرعته التي لا تترك وقتاً كافياً لتحديد إن كان يُفترض إطلاق الأسلحة النووية رداً عليه.

وهذه السرعة واستخدام العديد من مركبات المناورة القابلة لإعادة الدخول لتسليم رؤوسها الحربية، يجعلان من الصعب رصد واعتراض تلك الصواريخ، بحسب ما ذكره الموقع الأمريكي.

كما تسمح تقنية مركبة الانزلاق فوق الصوتية في طراز DF-17 بتحليق الصاروخ على ارتفاع أقل كثيراً قبل تحرير الرأس الحربي، مما يزيد من صعوبة محاولات رصد واعتراض الصاروخ.

صاروخ بـ 10 رؤوس حربية

كما ظهر صاروخ آخر خلال العرض، Dongfeng-41، والذي يبلغ نطاقه 15 ألف كيلومتر، ليصبح بذلك الصاروخ الحربي الأطول نطاقاً في العالم، ويقول محللون إنه قد يكون قادراً على حمل ما يصل إلى 10 رؤوس حربية لضرب أهداف منفصلة.

ويعكس تركيز الحزب على الصواريخ والأسلحة الأخرى طويلة النطاق رغبة بكين في إزاحة الولايات المتحدة عن هيمنتها الإقليمية، وفرض طلباتها على تايوان، وبحر الصين الجنوبي، وغيرهما من المناطق المتنازع عليها.

ويمتلك جيش التحرير الشعبي الصيني ثاني أكبر إنفاق عسكري في العالم، بتقديرات تصل إلى 250 مليار دولار العام الماضي، وفقاً لمعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام.

وتأتي الولايات المتحدة، البالغ عدد قواتها 1.3 مليون فرد، في المركز الأول من حيث الإنفاق العسكري بقيمة 650 مليار دولار العام الماضي، أي أكثر من إنفاق الصين مرتين ونصف تقريباً.

ووفقاً لمعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام، تمتلك الصين حوالي 280 رأساً نووياً، مقارنة بـ6,450 رأساً نووياً لدى الولايات المتحدة و6,850 رأساً نووياً لدى روسيا.

وتقول بكين إنها تريد «الحد الأدنى من قدرات الردع النووية الموثوق بها»، ولكنها لن تكون أول من يستخدم الأسلحة الذرية في أي صراع.

وذكر تقرير وكالة استخبارات الدفاع الأمريكية، في يناير/كانون الثاني، أن الصين طوّرت قدرات عسكرية «يمكنها الوصول إلى أي خصوم محتملين في جميع أنحاء العالم».

تحديات أمام الصين

ويأتي احتفال اليوم الثلاثاء في الوقت الذي تواجه فيه حكومة شي تحديات اقتصادية وسياسية، ولكن يبدو أن سيطرة الحزب على مقاليد الحكم والسلطة في مأمن، بعد ثلاثة عقود من سحقها الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية في ميدان تيانانمن.

وتحاول بكين السيطرة على تباطؤ النمو الاقتصادي ومنع المخاطر السياسية الناتجة عن فقدان الصينيين لوظائفهم، بسبب حرب التعريفات الجمركية مع واشنطن لأسباب تجارية وتقنية، وهو الصراع الذي أضرّ كثيراً بالمصدّرين الصينيين.

ويواجه الحزب تظاهرات مناهضة للحكومة في هونغ كونغ، الأمر الذي أحرج بكين قبل الحدث السياسي الأبرز هذا العام.

وعن ذلك، وعد شي في خطابه يوم الإثنين، 30 سبتمبر/أيلول 2019، بالتمسك بالالتزامات الرسمية، والسماح لهونغ كونغ بإدارة شؤونها الخاصة رغم الاضطرابات.

وحضرت كاري لام، الرئيس التنفيذي لهونغ كونغ، العرض العسكري في بكين، برفقة عشرات المسؤولين وكبار الشخصيات من هونغ كونغ، لإظهار الترابط والوحدة مع الحزب الحاكم.

شاهد أيضاً

“الإمبراطور الأبيض”.. مقاتلة الجيل السادس الصينية المصممة للهيمنة على السماء والفضاء

تشهد المنافسة بين الصين والولايات المتحدة تصعيداً ملحوظاً في العديد من المجالات، من أبرزها التسابق …